اجتماعية مقالات الكتاب

طبيب في المساء

تعمل العيادات الخارجية في معظم مستشفياتنا الحكومية تقريباً ثمان ساعات وتبقى ست عشرة ساعة مغلقة، وكثير من المستشفيات تشتكي من تزايد أعداد المراجعين، فتضطر إلى جدولة مواعيد المرضى على فترات متباعدة.. وهو ما يشتكي منه المرضى ويتذمرون بخاصة من يعانون من علل مزمنة..

وبين الضغط على المستشفيات وتذمر المراجعين هناك كوادر طبية تنتقل في فترات المساء إلى مستشفيات القطاع الخاص ليعملوا فيها ساعات (يومية أو أسبوعية). فهل هناك ما يحول دون أن تكون فترات عمل العيادات الخارجية في المستشفيات الحكومية ثلاث فترات يومياً، فترة الصباح من 8- 12 و فترة بعد الظهر من 12-4 وفترة المساء من 4-8 أو تجمع فترتا الصباح والظهر يعقبهما فترة المساء إلى 8 أو 9 مساء، والهدف خدمة أكبر عدد من المراجعين وتشغيل عيادات المستشفى فترة أطول بدل توقفها 16 ساعة خمسة أيام في الأسبوع.. كما إنه يمكن برمجة عمل العيادات الخارجية في يومي نهاية الأسبوع..

وسوف تجدون من الأطباء من لديه استعداد أن يواصل العمل عدداً محدداً من أيام الأسبوع إذا كان سوف يحصل على بدل مالي مقابل جهده.. فهو يعمل في غالب أيام الأسبوع في مستشفيين أحدهما عمل رسمي في مستشفى حكومي وعمل آخر (Overtime) في أحد مستشفيات القطاع الخاص.. وقد تجد الجهة المعنية بالتعاون مع وزارة المالية صيغة معينة لمثل هذا العمل الممتد للطبيب والتمريض في فترات المساء.. أو مع تزايد أعداد خريجي كليات الطب أن توجد وظائف رسمية لهم للعمل مساء في المستشفيات الحكومية.. المهم أنه توجد منشآت مهمة تتوقف عن العمل 16 ساعة يومياً، وأيضاً يوجد أطباء وتمريض لديهم استعداد للعمل الممتد مساء.. ولن يكون بدعاً لو عملت المستشفيات الحكومية 16 ساعة يومياً أو أكثر..

أليست منشآت القطاع الخاص الصحية تفعل هذا؟ وبدل أن تبنى مستشفيات جديدة بتكاليف باهظة قد يكون امتداد عمل المستشفيات الحكومية حلاً يفضله المواطن بخاصة الموظفين في الحكومة والقطاع الخاص.. فيخرجون من الاستئذان أياماً كل أسبوع للذهاب لموعد في أحد المستشفيات.. وفي هذا حفظ لأوقات العمل والدوام وأوقات مراجعين يترددون فلا يجدون الموظف بحجة أن لديه أو أحد أفراد أسرته موعدا طبيا.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *