في مسابقة السباحة للألعاب الأولمبية ، كان هناك متسابقون من عدة دول ، مع انطلاق المسابقة، استطاع اللاعبون اليابانيون الفوز بالمركز الأول ، واللاعبون في المركز الثاني والثالث كانوا من الروس والامريكان، وبعد التتويج بالميدالية الذهبية، أجرى الصحفيون مقابلات مع الفائزين من اليابان.
وسألوا أحدهم: الممر المائي المجاور، الأمريكان من جهة والروس من ناحية أخرى، حطموا جميعا الرقم القياسي العالمي. هل تعلم؟” أجاب: “لا أعرف” ، تعجب المراسل وسأله: “هل تعلم ما إذا كان هناك لاعبون آخرون يطاردونك أم لا، لقد تجاوزك السباح الروسي ذات مرة. فرد المتسابق الياباني: لا أعلم، أريد فقط السباحة والتفوق على نفسي ، بغض النظر عمن يلعب معي، فأنا أعمل بجد فقط، وأتقدم للأمام بكل قوة هذا ما أعلمه.
هذا اللاعب الياباني يبين لنا أن المقارنة هي أكبر نقطة ضعف في حياة الإنسان، وهي من أخطر العادات، والنتيجة التي نصل إليها شحن كثير من الطاقة والعواطف السلبية بداخلنا؛ وندفن ما نملكه من ايجابيات وقدرات وإمكانيات، وهذا ما اسميه بـ “مقبرة الثقة بالنفس”.
٩٩٪ منا تقريبا قد التقى بشخص أفضل منه بطريقة أو بأخرى في هذه الحياة، وفي عصر المنافسة اليوم مع مواقع التواصل الاجتماعي، لا يرضى بعض الأشخاص أبدًا بالأشياء التي لديهم ، بل يقارنون أنفسهم دائمًا بشخص آخر وخاصة مشاهير السوشال ميديا مما يسبب لهم نهاية المطاف مواجهة حالة من اليأس والحزن والاكتئاب في بعض الأحيان.
لذلك لكي تعيش حياة أفضل، من الضروري بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين ، التركيز على قدراتك التي وهبك الله إياها والعمل بجد لتحسينها، وربما أعطى الله أولئك شيئا، وحرمهم اشياء. يعتقد بعض علماء النفس، وخاصة ليون فيستنجر، أن رغبتنا في مقارنة أنفسنا بالآخرين هي قوة دافعة تكاد تكون قوية مثل رغبة الجائع بالطعام. من الصعب أن تمنع نفسك من مقارنتها بالآخرين وخاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، فالمقارنة في الوقت الحالي أمر شائع لا يمكن تجاهله، كما أن الشعور بالغيرة منهم هو أيضًا من النوعيات الشائعة. ولكن عندما تشعر بالقلق من مجرد التفكير في أوجه القصور الخاصة بك دون التفكير في قدراتك، فأنت تسير في الطريق الخطأ.
فاصلة:
لابد أن نؤمن أن سنن الكون أن نكون مختلفين، فالله خلق كل إنسان مختلف عن الآخر في الأشكال والأرزاق والقدرات والألوان والطباع والأفكار، ولكل واحد ما يميزه عن غيره. قال تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)، عليك أن تفهم أن المقارنة هي لعبة لا نهاية لها. عندما ترى شيئًا ما عند الاخرين، ستكون لديك رغبة في الحصول عليه، حتى إذا حصلت، سوف تشاهد شيئا اخر مختلفا وجديدا، وتقع مرة اخرى في فخ المقارنة الذي لا ينتهي، لا تُضِع سعادة اللحظة في الركض خلف سراب المقارنة.
Faheid2007@hotmail.com