في كرة القدم قد يكون هناك القليل من الحظ للاجتهاد، وقد يكون هناك بعض الشيء للفلسفة، ولكن لن تكون الغلبة إلا للواقعية والمنطقية في التعامل مع الإمكانات المتوفرة والعقلانية في التعامل الفني. مع بداية مشوار النادي الأهلي في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين الكل منا شاهد مباراة الأهلي والفيصلي التي امتزجت فيها الفلسفة مع المنطقية، وكان النصر للمنطقية والواقعية التي طالبنا بها من بداية الموسم. نعم، عندما غير هاسي قناعاته غير المبررة والمتكررة التي عانينا منها كثيرا رأينا الأهلي في شوط ثان مختلف تماما عما ظهر به طوال الموسم، فالتوظيف السليم والاستثمار الصحيح هو من يكسب في الأخير. فجودة العناصر تنعكس إيجاباً داخل الملعب وهذا ما شاهدناه عندما أتيحت الفرصة للمقهوي وهيثم عسيري اللذين غيرا شكل الفريق، وعادا به إلى الفوز.
المعادلة ليست صعبة ولا تحتاج للكثير من الاجتهادات، فمتى ما كان التوظيف بالشكل السليم والتعامل مع العناصر بحسب الإمكانات المتوفرة والاعتماد على نقاط القوة، هنا نجد الفريق يفرض وجوده وسيطرته ويستعيد هيبته المفقودة.
أعتقد، وبعد اللقاء، أصبح ظاهراً للعلن أن المشكلة هي مشكلة فكر وقناعات لا أكثر؛ بغض النظر عن الأمور الأخرى التي ستزول قريبا. أتمنى أن يكون بداية التصحيح من بداية الشوط الثاني من مباراة الفيصلي، وعدم الرجوع للخلف ولتلك الأفكار التي أفقدت الفريق هيبته وهويته. فبما أنك تمتلك خامات يمكن لها أن تصنع الفارق يجب عليك أن تبني خطة الفريق وتشكيلته على تلك العناصر وعدم المكابرة بالأسماء التي لم تضف للفريق شيئا يذكر. نعم لدينا الثقة في جميع النجوم داخل الملعب ولكن الفوارق كبيرة وواضحة ويجب البقاء للأقوى فالكنوز تستثمر حتى تكون ثروة والاحتفاظ بها لا يقدم خطوة للأمام يجعلها باهتة، وربما تفقد قيمتها مع الوقت. ويبقى جمهور الأهلي الكنز الحقيقي الذي لا يبلى ولا يصدأ. مبروك لكم الفوز والتأهل وحظا أوفر لحامل اللقب الفيصلي، الذي أدى مبارة كبيرة وممتعة.