نبحث جميعا عن العلاقات السوية الناجحة ، التي لا تكلفنا عناء الصراعات النفسية ، ولكن أحيانا أو كثيرا نقابل علاقات قد تكون سامة تؤثر على حياتنا بشكل سلبي ، لذا التقينا في صحيفة “البلاد” مع الكاتبة “ياسمين العيساوي” لتخبرنا متى علينا الفرار من تلك العلاقات السامة وكيف يمكننا التعافي منها في السطور التالية ..
في البداية قالت ياسمين العيساوي أصبح مصطلح “علاقة سامة” منتشر في الفترات الاخيرة بشكل كبير، وبدأ الأغلبية يصف أي خلاف بسيط بينه وبين من حوله بالعلاقة السامة، ولكن الحقيقة التي يجهلها الجميع أن تلك الأخيرة تحديدها أصعب مما يظنون، واكتشافها يأخذ الكثير من الوقت والجهد.
وتابعت العيساوي خلافكما البسيط ونقاشاتكما الحادة واختلاف وجهات النظر وغيرها من الامور، لا تعني ابدا أنكما في علاقة سامة، هي خلافات لها مسميات أخرى يمكن تجاوزها وحلها ويمكن لا، فاختلاف الافكار والطباع، مشكلة عميقة لا يمكن تجاوزها بسهولة، وأصعب ما في الامر أن الطرفين قد يكونا على حق من وجهات نظرهما المختلفة.
وأوضحت العيساوي قائلة إن العلاقة السامة من وجهة نظري، هي التي يتم خلالها استهلاك طرف بشكل كامل على حساب الطرف الاخر، بما معناه، محو شخصية احد الازواج بمحض ارادته، لتبرز شخصية الاخر، وقد يكون في العلاقة حب وتفاهم وود كامل، ولكن لا يظهر مفعول السم، الا بعد مدة قد تكون طويلة.. فالسموم عادة تأخذ وقتا لتقضي على مستخدميها.
والمثال على ذلك، امراة ورجل من مستوى مادي او علمي مختلف، تزوجا عن حب، ولكن إحدى الطرفين بدأ يتراجع لكي لا يُظهر نجاحه ولكي لا يشعر شريكه بالغيرة، وبدأ ينطفئ شيئا فشيئاً، يهمل نفسه وشكله، يخبئ معرفته وثقافته، ويحاول فقط ان يدعم شريكه ليصبح هو الاجمل والاقوى والاكثر جاذبية، ويستمر الامر لفترات طويلة، فجاة يكتشف الطرف الذي اختار التنازل والتضحية انه في مهب الريح، اعطى الكثير على حساب نفسه.. فيلقي اللوم على شريكه ولكنه يغفل أنه ساهم في خيبته، هنا يمكننا القول ان العلقة سامة، لان سمها تغلغل في شخص ببطء وقضى عليه.
وغالبا يحدث هذا الامر مع الشريك النرجسي، الذي تهمه صورته ومظهره فقط، وقد يمحو شخصيتك ليثبت وجوده، وللأسف، هذا النوع من الشخصيات موجود بكثرة، ولا يتم اكتشافه الا بعد العشرة الطويلة.
كذلك في علاقات الصداقة والزمالة، تنطبق كلمة سامة، بشكل مختلف نوعا ما، فعندما تملك صديق يشاركك كل أحزانه ومشاكله وينسى ان يشركك معه في سعادته، تاكد انك في علاقة سامة، عندما تجد مشاعرك منهكة ومتعبة دون سبب، راجع نفسك من الصديق الذي اثقلك بشكواه .. ليس عيبا ان نتشارك همومنا، ولكن العيب الا نتشارك سواها.
أما عن التعافي فتقول ياسمين العيساوي ،للأسف العلاقة السامة تترك في الطرف الاخر نوعا من عدم الثقة بالنفس، ومثلما ياخذ الامر وقتا طويلا لاكتشافه، ياخذ كذلك وقتا لعلاجه، والتعافي من آثاره..
ونصحت ياسمين أن اهم وسيلة للتعافي هي تطوير الذات، او اكتساب مهارات جديدة، فالمعرفة تهب الحياة روحا جديدة، وتجعل من كل شخص يشعر بالثقة المطلوبة..
عندما نطور من ذواتنا بالعلم والاطلاع والمعرفة، مهما كان اطارها بسيطا او حتى في حدود المعقول، ننجح في مواجهة الاخرين بثقة اكبر في انفسنا..
وأضافت أيضا أنه في الحقيقة يصعب انكار أهمية وجود الشريك، او بمعنى أصح الونس.. ولكن الأهم الا نربط هذا الونس برجل او حتى امرأة، قد يكون ونسك أهل او اسرة او حتى أصدقاء..
السعادة جزء لا يتجزأ من الرضا، وهذا الأخير نكتسبه عندما نتقن الاستمتاع بأبسط واصغر الامور، ورؤية الجمال من حولنا في ادق التفاصيل ..
ولا توجد متعة اكبر من تطوير الذات، الذي يمنحنا ثقة لمواجهة المجتمع والحياة .. والاهم من كل ما تم ذكره، عدم تقديم التنازلات لنرضي الناس وننسى أننا يجب ان نكون سعداء بارضاء انفسنا اولا.