يعد السفر رحلة ممتعة في هذه الحياة وخاصة بعد سهولة وراحة أدواته ووسائله وغالبًا يترك أثرًا إيجابيا ويوسع الآفاق والثقافات والأفكار والتعامل ويغير كثيراً من أنماط العادات والتقاليد والاعتقادات.
وهذا ما حدث لي في رحلة سفر وقصة مقال وذلك عندما صعدت الطائرة لرحلة سفر تستغرق ساعات بالطائرة وأثناء ذلك شاهدت أنماطاً من العادات والتقاليد والأشكال والألوان واستمريت في التفكير والتأمل حتى صعدت الى طبقة الستراتوسفير حيث المكان المفضل لخط سير الطائرات بعيدا عن الرياح والضغط الجوي والمطبات الهوائية وأثناء ذلك أخذني التفكير إلى كاميرا الطائرة فأشاهد ما يوجد حسب توجيهي لها في اسفل الطائرة وامامها ويمينها وشمالها فاستمتعت بهذه التقنية الحديثة التي تقرب لك المسافة بمشاهدات خيالية أحيانًا مع السحب التراكمية وفوق هام السحب واحيانا اشاهد المدن والقرى والجبال بأنواعها والأشجار والأنهار والبحار والبشر وسيارات وكل في عالمه يسير ويعيش ويفكر، فقلت في نفسي سبحان الله هذا التأمل والتفكير والتفكر في مخلوقات الله عبادة سهلة ولكن أجرها عظيم وتعد من أجلّ العبادات التي يغفل عنها الكثير، بل هي من أوائل العبادات التي اتخذها نبينا محمد صل الله عليه وسلم حتى قبل البعثة النبوية والله سبحانه عز وجل أمرنا بالتفكر في مخلوقاته.
وهذا التفكير والتفكر ينقلنا الى مراحل عليا في عظمة الخالق ونصل بها الى الكثير من الاسرار والأسباب والمسببات والعلم والتعلم ويحل لنا الكثير من لماذا ..؟ ويجيب لنا عن العديد من الاسئلة التي توصلنا الى الإيمان الكامل على علم بوحدانية الله الخالق الباري المصور الذي خلق فسوى وقدر فهدى فسبحانه تعالى .. كل ذلك يحدث فقط في عبادة سهلة وهي عبادة التفكير والتفكر والتأمل في مخلوقاته سبحانه.
وبعد هذا السفر وانتهاء الرحلة أخذت هذه العبادة عادة فإذا طلعت البرية تأملت في مخلوقاته مما خلق في تضاريس الأرض وإذا طلعت البحر تأملت في البحر وما فيه من مخلوقات عجيبة وغريبة وكثيرة فرددت سبحان الله بديع السموات والأرض.
lewefe@hotmail.com