ان الحالات النفسية المتقلبة التي تمر بالفرد تجعل شعوره متأرجحاً بين الاستقرار النفسي وعدمه ويكون بسبب قوة استجابة الفرد للمؤثرات المحيطة فكلما كانت استجابته قوية كلما كان انفعاله شديداً حسب الموقف الذي يمر به سواء كان ذا طابع حزين او غاضب او سعيد او حتى محبط.
ان هذه الانفعالات البسيطة التي تجتاحنا في كل يوم لها دور كبير في تحقيق الاستقرار الذاتي اذا تلقينا لها له دوراً كبيراً في مدى تأثيرها علينا من عدمه ولذلك فإن قاعدة الانفعال “اذا قابلنا كُل مُثير بانفعال قوي فإن قوة الاتزان تتبد هدراً”.
يجب ان تكون طريقتنا في التعامل مع الاحداث والمثيرات متزنة حتى لا نفقد طاقتنا قبل ان نجد الحلول للمواقف، ودائما ما يجعل استجابتنا للمثيرات معقدة نوعا ما، اننا نفقد الشغف في المواصلة او التكيف بسبب الدوافع الشعورية الذاتية.
ان عدم القدرة على السيطرة على الانفعال يجعلنا نكتسب مظاهر سلوكية لم نكن لنختارها لأنفسنا وكما انه يؤثر على تفكيرنا أيضاً اذ يجعل الفرد مندفعاً ومتسرعاً في اتخاذ القرارات التي يندم عليها لاحقاً وقد يصيب المنفعل باستمرار حالة من العزلة لشعوره بأنه غير مرغوب فيه بمجتمعه.
تؤثر الانفعالات على صحتنا النفسية بشكل واضح قد نكون اكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وحالات الحزن المستمرة والرؤية الرمادية القاتمة للحياة وكل ذلك بسبب ان كل فعل له ردة فعل فبقوة استجابتنا للانفعالات تقاس قوة الاثر الذي سيترتب علينا عكسياً.
ان الاتزان في تعاطي انفعال النفس يعطي النفس ثباتاً وكذلك وقوداً لاستمرارية الحياة والتعامل مع الأشياء المحيطة بكل مرونة يجعل الفرد منا متطلعاً ومثابرا لان الاتزان حقق لنا استقبال الموقف وتجاوزه وصقل المهارات أيضاً وحدد لنا سلبيات وايجابيات الموقف الذي مررنا به، فلنحافظ على قوة الاتزان وطاقة التفكير واستغلال كل مواطن القوة فيما يحقق لنا الصمود والصعود نحو الافضل.
fatimah_nahar@