الدولية

“ريموت” حزب الله يحرك الحكومة اللبنانية

بيروت – البلاد

تعجر حكومة لبنان عن التصرف من تلقاء نفسها، وتنتظر توجيهات “حزب الله” لتتخذ قراراتها، بدليل أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي التي قدمها للرئيس اللبناني ميشال عون، لم تأت إلا بعد إجازتها والموافقة عليها من قبل مليشيا حزب الله، التي تتحكم في حكومة ميقاتي بـ”الريموت كنترول”، ولا يستطيع رئيس الوزراء التقدم أية خطوة قبل أن يمنح الضوء الأخضر من المليشيا الإرهابية المستندة على إملاءات خارجية، تحتم عليها إدخال بيروت في أزمات لا حصر لها داخليا وخارجيا لإضعافها والاستفراد بها بعد إبعادها من الحضن العربي، وهو ما فطن له ميقاتي بحديثه المتكرر عن أن لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، غير أن رئيس الوزراء المغلوب على أمره لا يستطيع التحرك بمفرده وظل مكبلا بحكومة تدين بالولاء لحسن نصر الله وأعوانه وموكليه.

وعلى الرغم من حديث ميقاتي مؤخرا رفضه لكل ما من شأنه الإساءة إلى أمن دول الخليج واستقرارها، وتأكيده على أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كانت ضرورية بعد الأزمة التي نشأت مع السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أنه ظل يقف عاجزا عن اتخاذ القرار المناسب طيلة الفترة الماضية، إلى أن وجد حزب الله نفسه في ورطة ليوجه قرداحي بالاستقالة، ليأتي رئيس الوزراء ويطلق تصريحاته بعدها بأن الاستقالة ربما تفتح الباب لمعالجة إشكالية العلاقة مع المملكة ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات خلال السنوات الماضية، وتناسى أن الأزمة في الأصل سببها التعدي على الدول الخليجية من قبل الحزب الإجرامي وضخه للمخدرات في البلدان الخليجية مستهدفا شبابها وغيرها من الممارسات العدائية لتنفيذ أجندة موكليه في المنطقة.

وظل ميقاتي يردد أنه حريص على تطبيق تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية والإصرار على التمسّك بها والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين البُلدان العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي أي نزاع عربي-عربي، غير أن لأصحاب القرار بلبنان رأياً آخر، إذ يريدون إبعاد لبنان عن عمقه العربي والمضي به في اتجاه آخر يضمن لهم المتاجرة ببيروت ورهنها لدول أخرى لا تريد لها الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *