الإقتصاد

ارتفاع كلفة العلاج .. ومستهلكون يشكون: الأدوية .. أسعار متعددة والمنتج واحد

جدة – نجود النهدي

جولة أسبوعية جديدة نواصل خلالها رصد فروقات أسعار الأدوية والمنتجات الصيدلانية، على سبيل المثال وجدنا بخاخ الأنف سينوكلير نيزال عالي الملوحة 135 مل في إحدى الصيدليات بسعر ٥٦ ريالا وفي احد المواقع بسعر ٥٤ ريالا. فما هي الأسباب ، وكيف السبيل إلى حلها ، خاصة إذا كانت المنتج واحدا ومن نفس الوكيل؟.. وكيف يتم التسعير؟. هذا ما نناقشه في التالي:

البداية مع تجارب وآراء عدد من المستهلكين ، حيث يقول المواطن محمد العتيبي، إنه في كل مرة يشتري أدوية ومنها دواء كحة أجد اختلافا في الأسعار من صيدلية لأخرى. ويضيف: ربما هذا أمر طبيعي في المنتجات الصيدلانية الخاصة بالعناية وغيرها التي تتوفر في الأسواق كمراكز التسوق ، حيث هامش الربح حر بمساحات مختلفة ، وقد تشهد بها عروض تخفيضات ، لكن مالا نتفهمه هو فوارق السعر بين الصنف الواحد من الأدوية بين الصيدليات، ناهيك عن ارتفاع بين فترة وأخرى ضمن ارتفاع تكلفة الخدمات بالقطاع الطبي عامة.
في السياق يقول أحد المواطنين ، إن المنتجات الدوائية سعرها واحد ويكون مطبوعا على العبوة، وموضح على موقع هيئة الغذاء والدواء، لكن الاختلاف قد يكون فقط في المكملات الغذائية التي تتباين أسعارها في السوق بشكل عام .

فاتورة مرتفعة
حول الأسعار يرى الصيدلي ‏”حسن أنور الرميض” مسجل في وزارة الصحة، ‏أن ارتفاع أسعار الأدوية حالة موجودة وتؤثر على شرائح من المرضى، فتكلفة خدمات المستشفيات والمراكز الطبية بالفعل مرتفعة ، وأيضا الأدوية خاصة علاجات الأمراض المزمنة.. وبالنسبة لاختلاف أسعارها من دولة لأخرى، أرى أنها تعود إلى تعدد مراحل السعر في سلاسل الإمداد، ابتداء من الشركات المنتجة التي تتأثر بمتغيرات كلفة المكون الدوائي وتحرص على أرباحها، وكذا الشركات الموردة، وأخيرا أسعار الصيدلية.

أيضا لاننسى اختلاف حجم السوق بين دولة وأخرى ومستوى الدخل للمجتمع، ولذلك نجد بعض الأدوية أقل سعرا أو أعلى في بعض دول الجوار، كذلك النظام الصحي ونوع الضمان الصحي المطبق، وغير ذلك من العوامل التي تؤدي إلى اختلاف في أسعار الأدوية من دولة إلى أخرى. وفي كل الأحوال ‏مهنة الطب من المهن الإنسانية، ومع الحق في الربح، لكن يجب أن تكون أولوياتنا هي المريض بالخصوص غير القادر على تحمل تكاليف أدوية الأمراض المزمنة مثل مرض السكري والضغط والكوليسترول والقلب.

التسعير الرسمي
بحسب الهيئة العامة للغذاء والدواء، وبناءً على التعديل الجديد في نظام المنشآت والمستحضرات الصيدلانية والعشبية، فإن المنشآت الصيدلانية ليست ملزمة بطباعة التسعيرة الرسمية على غلاف المستحضر الخارجي، مع الالتزام بإضافة “باركود” ثنائي الأبعاد يتم قراءته عبر تطبيق “طمني” التابع للهيئة، ويحتوي على السعر الفعلي والفوري ، ويحق للشركات بيع المستحضر بسعر أقل من السعر المحدد في الباركود ، ولا يسمح لهم بزيادته.

كما سبق وأوضت الهيئة، أنه نظرًا لتغير في تسعيرة بعض المستحضرات بين فترة وأخرى لأسباب متعددة ينتج عنها وجود سعرين للمستحضر الواحد، إذ تضطر المنشآت على إثر ذلك إلى سحب المنتجات لإعادة طباعة التسعيرة الجديدة، وهو ما قد ينتج عنه نقصًا في التوفر أو انقطاعًا(مؤقتا) للدواء، مما يؤثر سلبًا على المستهلك والمستثمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *