ديوان جديد للكاتب والشاعر الأستاذ: محسن علي السهيمي، يقع في (218ص) من القطع المتوسط يضيفه إلى ديوانه الأول (وجه الصباح) الصادر عن نادي الطائف الأدبي عام 1431هـ. وقد نهج الشاعر في قصائد ديوانه الجديد المعني في هذه القراءة، نهجاً غير مسبوق فيما عداه من الدواوين الشعرية التي ألفناها.
كنت مشوقاً للإبحار مع الشاعر عبر الصور التي اختارها لإبداعاته لكنني فوجئت وأنا أجول في قصائد الديوان لاستطلاع الأهداف والمرامي التي صوب الشاعر إلهاماته نحوها، فإذا بي أجده قد كفاني مؤونة التجوال عبر شواطئ صوره النافحة عطراً من خلال المقدمة الشائقة الضافية التي جعل منها مدخلاً افتتح بها الديوان ص (7) كمقدمة يصف من خلالها رؤى الشاعر وأخيلته شارحاً للقارئ اتجاهاته الإبداعية بطريقة تجديدية في السياق الشعري، هدفاً ونظرة، وهي فكرة مبتكرة أزعم أنها غير مسبوقة أنقل منها فيما يلي: بضعة أسطر دلالة على وجهة الشاعر حول الديوان والطريقة التي اختارها له (شعراً.. ورؤى).
(نظرة الشاعر ليست نظرة تقليدية عابرة تأخذ المنظر الطبيعي أو تصوره الفوتوغرافية أو اللوحة الفنية، وإنما تجده متى كانت الصورة أو غيرها تستحق أن يتفاعل معها وجدانياً، ثم يغوص في تفاصيلها ليلتقط منها ومضاته الخفية، ثم يعمد لبناء رؤيته من خلال نص شعري باذخ، يدهش القارئ ويصادر آفاق توقعاته، ما يجعله يعيد قراءة الصورة في محاولة منه للوقوف على تضاريسها ومواطن الجمال فيها).
ومن إلهامات الشاعر التصويرية في وصف جمال (أبها) مصيف الجنوب المشهور من خلال صورة لها جاذبة ص (204) لا تسمح مساحة المكان إيرادها يقول الشاعر:
عهدي بها تستظلُ الغيمَ والمطرا
ويعزفُ الرعدُ في أرجائها الوترا
أيقونة تعشقُ الأطيارُ أيكتـَها
والسُّحبُ ناغتْ على أكامها القمرا
بانت عن الأرض فازدانت عباءتُها
بسندسٍ قد تغشَّى الصخرَ والمدرا
أنّى اتجهتَ .. فما أبهى مفاتنها!
للناس مغنَّى و(أبهى) ظلت القدرا
خاتمة: ديوان (الصورة تنفح عطرها) نقلة نوعية وتجديدية في مجال الإبداع الشعري، استطاع الشاعر أن يسهم بها إسهاماً فاعلاً في مسيرة الشعر والإبداع، اعتبرها ظاهرة مختلفة لا يصل إلى مستواها إلا فئة قليلة من الشعراء المبدعين أمثال الشاعر: محسن علي السهيمي.
وبالله التوفيق ،،،
Ali.kodran7007@gmail.com