شباب

انخفاض نسبة الأمية في المملكة إلى أدنى مستوى

مركز المعلومات – عبدالله صقر

في يونيو من عام 1965م نشرت البلاد في صفحاتها الداخلية تحت عنوان (المملكة تشترك في المؤتمر العالمي لوزراء التعليم لمحو الأمية) خبراً عن تلقي المملكة الدعوة لحضور هذا المؤتمر وعن تشكيل وزارة المعارف آنذاك لجنة من مدير عام الوزارة ومدير عام الثقافة والأمين العام المساعد للجنة اليونسكو ومدير عام التعليم ومدير عام رعاية الشباب خبرائها لدراسة جدول اعمال المؤتمر وإعداد التقارير اللازمة عن المملكة وتجربتها المميزة في مجال محو الأمية والتي طلبتها منظمة اليونسكو لبحثها قبل إنعقاد المؤتمر.

بعد ان خاض الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود معركة توحيد البلاد. واجه معركة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها في تنمية المجتمع الا وهي مكافحة الجهل والأمية. مدركا ان أساس البناء والتقدم للإنسان هو العلم ..فشرع في إطلاق مشروعه الكبير في مكافحة الأمية عبر توطين البادية في هجر وبناء الجوامع والكتاتيب والمدارس وارسال الوعاظ والمرشدين الى تلك المناطق للقيام بمهمة الارشاد والتثقيف وعقد حلقات الدرس في التوجيه بعد الصلاة.

التعلم مدى الحياة
ترتكز المملكة في نظرتها المستقبلية على أن التعليم هو حجر الزاوية لرؤيتها الطموحة 2030، وهو الثروة الحقيقية في الاستثمار برأس المال البشري والذي يعد المفتاح في النهوض بالتنمية الاقتصادية وبناء مجتمع ينبض بالحياة والتطور
وتجلى دعم القيادة الرشيدة لقطاع التعليم في المملكة بصفة عامة ومجال محو الأمية بصفة خاصة خلال جائحة كورونا والذي أسهم في استمرار الرحلة التعليمية عن بُعد بكفاءة وجودة عالية إضافة الى رؤية وسعي وزارة التعليم في تعزيز فرص التعلّم مدى الحياة وتقديمها للجميع وتحقيق التعليم المنصف والشامل.

وفي عهد الملك سلمان استطاعت المملكة من خلال وزارة التعليم تحقيق قفزات كبيرة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار عبر خفض نسبة الأمية من 60 % عما كانت عليه في السبعينات الميلادية إلى 5.6% في العام 2019 م ثم انخفضت في هذا العام 2021 م لتصل الى نسبة 3.7%.
وشددت خطة التنمية المستدامة لعام 2030م في استراتيجيتها لمحو أو تخفيض نسبة الأمية على برامج تعزز مفهوم التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة كبرنامج الحي المتعلم والذي يهدف إلى تزويد الشباب من عمر 15 سنة وحتى الكبار بعمر 60 سنة بالمهارات الحياتية والمهنية، التي تمكنهم من دخول سوق العمل والمشاركة في التنمية.

وفي إحصائية نشرتها وزارة التعليم في العام 2021 م بلغ عدد المنضمين في مختلف أرجاء المملكة لصفوف الدراسة في مدارس التعليم المستمر الابتدائية “8995” طالباً، و”23840″ طالبة، وفي المرحلة المتوسطة “10899” طالباً، وفي المرحلة الثانوية “28649” طالباً 1314 برنامجا عن بعد وقناة التعليم المستمر. واتخذت المملكة جهوداً فاعلة في مواجهة الأمية عبر دعوة الأميين للالتحاق ببرامج تعليم الكبار ومحو الأمية ضمن مشاريع عِدة وفرتها وزارة التعليم عبر خدمات التعليم المستمر لهم، منفّذة 1314 برنامجاً تدريبياً لمحو الأمية عن بُعد، استفاد منها أكثر من 90 ألف مستفيد ومستفيدة في مراكز الأحياء.

وأتاحت الوزارة مع بداية العام الدراسي الحالي برامج نوعية تعليمية وتدريبية تتوافق مع خصائص الكبار وتتلاءم مع احتياجات السوق، وطوّرت معايير مناهج وبرامج مجتمع بلا أمية، إلى جانب تطوير الخطط الدراسية ومناهج التعليم المستمر لتتناسب ونظام الفصول الدراسية الثلاثة وتتوافق مع خصائص الكبار، كما نفذت العديد من الدورات التدريبية الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار خلال الجائحة عن بُعد، وإطلاق قناة التعليم المستمر ضمن قنوات عين التعليمية، إلى جانب استمرار العملية التعليمية وانتظامها في مدارس التعليم المستمر (بنين- بنات) في كل المناطق والمحافظات، وتحديث الإطار التنظيمي لبرنامج الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية.

الحملات الصيفية
عززت الوزارة خطتها لمحو الامية بأحد البرامج التعليمية الطموحة ولا يقل أهمية عن التعليم المستمر وهو برنامج الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية والذي تم تنفيذه قبل عدة أعوام ..ويهدف البرنامج الى تسريع إيجاد حلول مبتكرة وبدائل رقمية ذات معايير عالمية ومستوى عالٍ من الجودة.

وتستهدف الحملة التوجه الى فئة من المواطنين في أماكن تواجدهم في المناطق والمحافظات والقاطنين في الأماكن النائية لمحو أميتهم بمشاركة عدد من القطاعات الحكومية ومؤسسات المجتمع، وتهدف الحملة ايضآ تعليم المستهدفين المهارات الأساسية ونشر الوعي الديني والثقافي والاجتماعي والصحي لدى المستهدفين وتعزيز الحس والانتماء الوطني
وتشرف وزارة التعليم على عملية التعليم من خلال نخبة من المعلمين والمعلمات من عدد من مناطق المملكة وتشمل عددا من المواد الدراسية منها اللغة العربية ومواد الدين والرياضيات.

كما تقدم الحملة الصيفية للتوعية ومحو الأمية برامج وأنشطة إثرائية وأسرية واجتماعية وثقافية تخدم الدارسين والدارسات في حياتهم بالإضافة لمساندة مهاراتهم القرائية والكتابية. وقد بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج في العام 2019م 2672 مستفيدًا ومستفيدة من ربوع المملكة بينما بلغت عدد المراكز 96 مركزًا.في حين حيث استفاد من هذه الحملات في هذا العام ما يقارب 470 مستفيداً ومستفيدةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *