الخرطوم – البلاد
عقب لقاءات مطولة مع المسؤولين الحكوميين من الجانبين المدني والعسكري، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، أمس (الاثنين)، أن حل الأزمة السياسة في السودان بات وشيكا، مبينا أن اللقاءات مع القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وعبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني، كانت إيجابية.
وقال زكي، إن وفد الجامعة العربية يشعر أن حل الأزمة وشيك في السودان لاسيما أنه وجد أرضية مشتركة للتوصل إلى حل، معتبرا أن الأمور في السودان تحتاج حنكة في المعالجة وإلى الصبر حتى يتوصل الأشقاء إلى التفاهمات المطلوبة، مؤكدا أن الأمر ليس سهلا ولكنه وشيك، مشيراً إلى أن “هناك مسؤولية من كافة الأطراف في السودان ورغبة حقيقية للعودة إلى المسار الانتقال”.
وفي أول تصريح له منذ فرض حالة الطوارئ في البلاد من قبل القوات المسلحة، أكد قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان جاءت لتصحيح مسار الثورة، مؤكدا التزام الجيش بالتحول الديمقراطي واستكمال مسيرة الانتقال والحفاظ على أمن البلاد. وأضاف: “نجدد التأكيد على الالتزام التام بتحقيق أهداف الثورة المتمثلة في الحرية والعدالة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، فضلا عن تشكيل حكومة مدنية مستقلة دون وصاية من أحد”. وتابع: “نحترم حق الشباب والشابات في التعبير والتظاهر السلمي الديمقراطي بشكل كامل، ونعمل على حمايته وتأمينه وفقا للقانون”. من جهته، جدد قائد الجيش الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، خلال لقائه وفد الجامعة العربية، التزام القوات المسلحة التام بالتحول الديمقراطي وحرصها على حماية مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق تطلعات الشعب. وقال إنه لن يشارك في أي حكومة يتم تشكيلها بعد فترة انتقالية، مضفاً: “إنه تعهدنا، وهو تعهد قطعناه على أنفسنا وللشعب السوداني وللمجتمع الدولي، بأننا ملتزمون بإكمال التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات في موعدها. ملتزمون بعدم وقف أي نشاط سياسي طالما كان سلمياً ضمن حدود الإعلان الدستوري والأجزاء التي لم يتم تعليقها”، مؤكداً التزام بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية ذات كفاءة وطنية وبالحفاظ على الانتقال من أي تدخل يمكن أن يعرقله. وعلى الرغم من أنباء تعثر المفاوضات بين المكونين المدني والعسكري عبر الوساطات المختلفة، إلا أن تصريح الأمين العام للجامعة العربية بعث أملاً في حل الأزمة المعقدة، التي تخللتها مظاهرات في الشوارع تطالب الجيش بإنهاء مشاركته في الحكومة.