لم يطلق قرداحي عنان مكنونه الدفين ،عبثا ولم تغب تفاصيل تصريحاته المتغطرسة عن اذهان المتابع الفطن لحال لبنان على وجه التحديد، والحديث بمحتواه الرخيص لم يكن مفاجئا. فالرجل واحد من كثر انصبت آمالهم واحلامهم على المكتسبات الشخصية ولذا أخلى وزير الاعلام اللبناني سبيل التقية وأفرج عن مضامين المحتوى المكتوم فانحاز للباطل وظهر عاريا ليقول ما قال دون ادنى اكتراث لحجم الجهل بمسار الامور وتفاصيل الاحداث، فالهدف لا يتجاوز الاستماتة لإرضاء ولي نعمته وكيل تدمير لبنان على حساب لبنان والاحرار من ابنائه ، أما افضال الخليج التي صنعت منه اعلاميا ومليونيرا في اعقاب المناداه بكسب الملايين ونجما ينتظر الانقضاض على صانعيه من العدم وممثلا يصالح بين الازواج المتخاصمين ومتحدثا فجاً لا يفقه ابجديات السياسة وأرعن لا يدرك او يريد أن لا يدرك اهمية القرارات الدولية ولا يفقه الفرق بين العصابات الارهابية والدول الشرعية المهتمة بالإنسان والمكان ولا يعلم شيئا يمكن ذكره أو يريد أن لا يعلم عن عشرات المبادرات والمحاولات والمساعدات والالتزامات الدولية بحماية حياة المجتمعات من اخطار الارهاب والارهابيين.
سيخرج علينا الف قرداحي وقد خرج قبله آخرون تكفلنا بتدريبهم وتعليمهم وتلميعهم فأضحى اليقين قائدنا لمعرفة تفاصيل مواقف المغادرين لمنافذنا وبوابات شركاتنا ومؤسساتنا وبالتحديد العاملة في المجال الاعلامي ذلك أن التوقف سنة الحياة وأن مثل هؤلاء لا يؤمنون بتلك السنة حتى اصبح اطفالنا يدركون دون ادنى شك مآلات واسباب الخروج عن المألوف خاصة وقد تم استهجان شعار “اطعم الفم تستحي العين” عبر اتاحة فرص العمل لمبتدئين من شاكلة قرداحي على حساب الكفاءات الوطنية التي اثبتت قدرة فائقة مذهلة. وللتاريخ فقد ثبت عمليا تجاوز السعوديين والسعوديات في مجال صناعة المحتوى الاعلامي الرزين الموثق الخالي من السموم الحامل لرسائل السلام والمحبة للكثير من اقرانهم ، وفي المؤسسات الصحفية السعودية على سبيل المثال ثبت بما لا يدع مجالا للشك قدرة ابنائنا وبناتنا المهنيين على تدريب طوابير الاعلاميين متصدري المشهد الاعلامي، وحان الوقت لدعم قطاع الاعلام والاستفادة من الكوادر الوطنية الشابة والخبرات المهنية المقتدرة لإحداث فروق مذهلة جدا فما حك جلدك مثل ظفرك على أننا نؤمن ايمانا قاطعا لا تشوبه شائبة بالخدمات الراقية المكتسبة لثلة من الزملاء المهنيين المخلصين الأشقاء الانقياء الواعين لأهمية قيادة ابناء وبنات الوطن للمشهد الاعلامي والداعين عيانا بيانا لتحقيق مقاصد مشوار الاعتماد على النفس. وقد بدأ يتحقق على ارض الواقع واضحى انتشال مهنة الاعلام من براثن التطفل مسئولية في منتهى الاهمية لتحقيق الاهداف في ظل اهمية الاعلام وتأثيره الذي لا يقل عن تأثير القوى العسكرية على الاطلاق خاصة ان قضايا المملكة العربية السعودية عادلة شفافة لا تحتاج لأكثر من توضيح من خلال قذف الحق على الباطل وقد قال جل علاه “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق”.
يظل شرفاء الشعب اللبناني الشقيق في سويداء العيون السعودية، ومحل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان ” حفظهما الله” بالفعل والقول، والأخوة الاشقاء في لبنان الأكثر ادراكا لما قاسته المملكة مقدرين دون شك مواقف الرياض التي تحملت الاسى مرارا وتكرارا من باب الحفاظ على العلاقة التاريخية مع الشعب اللبناني بكل طوائفه قبل ان يطفح الكيل وتزداد خطورة الاستهداف المباشر منذ لحظة احتلال لبنان حتى تاريخه خاصة ولم تلح بالأفق بارقة تحرر كانت منتظرة بل ظل الوضع سائرا نحو الأسوأ الأمر الذي دعا دول مجلس التعاون لاتخاذ موقف يؤدي لحماية ابناء الخليج الرافلين برغد العيش بفضل المروءة ونظافة الصدور وحب الخير للأمة جمعاء والاهتمام بالتنمية وحق تأمين الحياة الكريمة للأجيال القادمة