شباب

مكتبة الحرم المكي .. من القباب إلى التحول الرقمي و التطور العلمي

مركز المعلومات – عبدالله صقر

في الثامن من شهر أكتوبر عام 1964م نشرت(البلاد) تحت عنوان (5 ملايين ريال لإنشاء مكتبة الحرم المكي) حيث تضمن الخبر موافقة وزارة المالية والاقتصاد الوطني على اعتماد المبلغ لتنفيذه والشروع في وضع التصاميم الأخيرة التي قام بها المكتب الاستشاري المكلف بالمشروع بعد صدور موافقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز بنقل المكتبة من مقرها الى مبنى القبان


ترجع جذور ونشأة المكتبة الى القرن الثاني الهجري وتحديداً عام 162هـ في عهد الدولة العباسية حينما كانت عبارة عن قبتين تضم إحداهما للسقاية والأخرى للمحفوظات وسميت قبة بيت المحفوظات وتحفظ بها المصاحف وبعض الكتب الدينية. وكان كثير من علماء العالم الإسلامي يقصدون المسجد الحرام ولا يفارقونه، فكانوا يأتون لأداء نسكهم وللمجاورة وسماع العلم، مما جعل بيت الله الحرام مركز إشعاع للعلم والفكر والمعرفة.

البداية مع الملك المؤسس

ولكن التسمية الفعلية للمكتبة بهذا الاسم تعود للعام 1357هـ عندما أمر الملك عبدالعزيز بتشكيل لجنة من علماء مكة المكرمة لدراسة أوضاعها وتنظيمها بما يتفق مع مكانتها وأهميتها وأطلق عليها اسم مكتبة الحرم المكي, كما أهدى إليها مجموعة من الكتب آنذاك

ومنذ ذلك الوقت والى اليوم حظيت المكتبة برعاية وعناية المملكة واستمر تزويدها بما يستجد من الكتب والمراجع والأجهزة الحديثة التي تيسر على روادها استخدام أوعيتها المتنوعة.

تحتضن المكتبة آلاف النوادر من المخطوطات الأصلية والمصورة النادرة والحديثة. كما تضم المكتبة بين جنباتها من أهم المكتبات في المملكة من حيث الكتابات السعودية القديمة سواء على مستوى الأدباء والشعراء والمثقفين، ومصدرًا من المصادر التي يرجع إليها كل من يريد أن يطلع على التاريخ والتراث السعودي كونها تضم مؤلفات ومخطوطات نادرة.

صرح يليق بالاسم

وضعت القيادة السعودية الحرمين الشريفين في أولى دائرة اهتماماتها ضمن مشاريع رؤيتها 2030 ومن ضمنها مشروع مبنى مكتبة الحرم العريقة، وتهدف برامج الرؤية السعودية من خلال مكتبة الحرم المكي الى تعزيز مسيرة التطور العلمي الذي يشهده الحرمان الشريفان، ودعم عملية التحول العلمي الرقمي في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
ففي 15 يناير 2019م دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة المبنى الجديد لمكتبة الحرم المكي الشريف في حي بطحاء قريش. المبنى تم تصميمه على أرقى طراز وأحسن مستوى وأبدع تصميم يليق بمكانة المسجد الحرام وكل ما يتعلق به، ويعكس مكانة الحرمين الشريفين وحرص الدولة على العناية بهما والاهتمام بمنظومة الخدمات المقدمة فيهما والأهمية العلمية والمكانة التاريخية لمكتبة الحرم المكي.
ويعد المبنى بديلاً دائماً عن المبنى المستأجر الذي كانت تقام فيه المكتبة بحي العزيزية.
ويتكون المبنى من 13 طابقاً بمساحة أرضية بلغت 2066 متر مربع، وثلاثة مداخل أمامية للرجال، ومدخل خاص بالنساء، وبوابات خاصة بالمواقف السفلية، وخمس قاعات إطلاع للرجال، وقاعتي إطلاع للنساء، ومكتبة الطفل بقسم النساء، ومكاتب إدارية، وقاعة اجتماعات، وقاعات تدريب، ومكتب مساند للإدارة العامة لأكاديمية للمسجد الحرام، ومركز مساند لتقنية المعلومات، ومركز للبحث العلمي، وإحياء التراث الإسلامي، وإدارة للمطبوعات والنشر، وإدارة للإنتاج الصوتي والمرئي التوجيهي، ومكتب مساند لإدارة الأمن والسلامة، ومكتب مساند لإدارة التطهير والسجاد.

توظيف الذكاء الاصطناعي

تسعى المكتبة الى توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العلم والتحول الرقمي وتحسين الأداء البشري وذلك بتحويل محتوياتها إلى الصيغة الرقمية وفي مقدمة هذا التحول يأتي تحويل الكتب النادرة والصحف والدوريات إلى صيغة رقمية لمواكبة متطلبات العصر وتحقيق الخدمة السريعة، وذلك في ظل اتساع التقنيات ووسائل تخزين المعلومات الرقمية، وتحتوي المكتبة على 65 ألف عنوان و 11 ألف مخطوط ما بين أصلية ومصورة وأكثر من 32 ألف مخطوط رقمي و 42 صحيفة وما يزيد عن 25 دورية.
وتحرص الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على أن تقدم خدماتها لجميع شرائح المجتمع لا سيما الأشخاص ذوي الإعاقة عبر توفير التسهيلات التي تضمن وصولهم بكل يسر وسهولة والاستفادة من المكتبة بكل أريحية، وتخصيص جناح يهتم بالمكفوفين وذوي الإعاقات الخاصة، ويضم كتبا ونشرات مطبوعة بطريقة برايل.كما تقام دورات تدريبية في المكتبة، إضافة إلى أكاديمية للتدريب في التجليد والفهرسة والتعقيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *