رياضة مقالات الكتاب

المدرب (المَخرَج)

 تصدر مدرب مانشستر يونايتد سولشاير المشهد الإعلامي العالمي عقب الخسارة القاسية من ليفربول، إضافة إلى مستويات الفريق الباهتة، كما تصدر مدرب نادي الاتحاد كوزمين كونترا المشهد الإعلامي المحلي عقب الخسارة من نادي الشباب، إضافة إلى تذبذب مستويات الفريق.
دائماً ما كنت مقتنعاً أن أصعب الوظائف في عالم كرة القدم هما التحكيم والتدريب الذي يقع تحت وطأة اللوم من الجماهير والإعلام لأي تعثرات؛ ليكون “القربان” الذي تقدمه الإدارة كدليل تدخلها البطولي لحل المعضلة، ويصبح المدرب هو المَخرج لها من هذا المأزق الذي يجب أن تُلام فيه بالقدر الأكبر، كما يخرج منها اللاعبون الذين قد يطالهم التقصير كالشعرة من العجين.

شخصياً، أتعاطف مع المدربين، وأتجنب إصدار الأحكام على أداء الفريق معهم لأنه قد يوضع في موقف لا يحسد عليه نتيجة اختياره لتدريب الفريق؛ رغم كون خبرته ومنهجيته الفنية لا تناسب النادي وإرثه مما يتطلب الكثير من الوقت لتغيير هذا الأمر، فهناك الكثير من الأندية عُرفت باتباعها منهجية فنية أو قيادية تتطلب مدربين ذوي خصائص معينة، التي قد يكون المدرب المختار عكسها تماماً، أو أن نوعية اللاعبين المتواجدة لاتخدم منهجيته، وهنا يكون قد وُضِع في وجه المدفع وغالباً فإن المدربين لا يغيرون من نهجهم الفني أوالتدريبي بناء على المعطيات البشرية الموجودة لديهم، ويصرون على تطبيق منهجيتهم الخاصة، وأن يواكبها اللاعبون وهذا حق مشروع لهم، ولربما لا يمكن لومهم لهذا الأمر بقدر لوم الإدارة على تعاقدها معه.

لا يمكن الجزم بالفترة التي يجب أن تُعطى لمدرب لتطبيق أفكاره ليتم الحكم عليه بطريقة منطقية وعادلة، ولكن في كل الأحوال فمن غير المنطقي أن يتم تقييم المدرب بطريقة تحرك أسهم البورصة التي ترتفع وتنخفض يومياً، فإن فاز بلقاء أو اثنين ارتفعت أسهمه وزاد المديح، وإن تعادل أو هُزم انخفض كل ذلك، وتحول من صانع الأمجاد إلى المفلس المنتهي.
أخيراً، من غير المنطق أيضاً أن يتم تجاهل كل السوء الذي عليه الفريق عندما يكون المدرب يقود الفريق لثلاثة مواسم تقريباً- كما هو الحال مع سولشيار في اليونايتد؛ لكونه أحد أساطير النادي السابقين.

بُعد آخر..
محاسبة النفس أمر مهم جداً أن يقوم به كل شخص، واللاعبون غير مستثنين من هذا الأمر؛ لذلك من المهم كما نمتدح النجم فهد المولد عند تألقه، أن نطلب منه أن يقف وقفة صادقة مع نفسه، ويحاسبها عند انخفاض مستواه، لمصلحته كنجم محبوب، ولمصلحة ناديه والكرة السعودية إجمالاً.
تساؤل يستحق التفكير.. هل يلام رينارد على قناعته بالاعتماد على فهد حتى عند انخفاض مستواه؟ وهل هذا الأمر أثر على فهد نفسياً عند العودة للمشاركة مع ناديه؟

MohammedAAmri@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *