ينطلق غداً الثلاثاء في الرياض ما أطلق عليه بعض المعلقين “دافوس الصحراء” الذي تتبناه وتنظمه مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، حيث يجمع المؤتمر أقطاب الاقتصاد والاستثمار في العالم وقادة عالميين ليتحدثوا في موضوع أساسي تم اختياره لنسخة هذا العام وهو “الاستثمار في الانسانية”.
وما أجمله من اختيار، إذ يأتي بعدما شارفت المملكة على الانتصار على وباء كــورونـا. كما يأتي موضوع المؤتمر متناغماً ومتسقاً مع ضخ المملكة ومختلف دول العالم مليارات الدولارات لمواجهة الجائحة والمحافظة على الإنسانية. وبعد ضخ المليارات في سبيل تطوير وإنتاج لقاحات أسهمت بتوفيق الله في حماية الإنسانية من انتشار وباء خيم على الكرة الأرضية العام الماضي، حتى كاد اليأس يتسلل إلى البعض من قدرة العالم على الوقوف في وجه الوباء. وتسارعت الجهود الإنسانية حيث أسهمت المملكة مع بقية دول العالم في ضخ المليارات في معامل الأبحاث ومصانع الأدوية إلى أن وفق المولى سبحانه في توصل العالم إلى لقاح VACCINE أسهم بفضل اللـه في وقف انتشار الوباء، وتراجع الإصابات، كما منح الإنسانية أملاً في إمكانية مقاومة أفضل للفايروس، ومواجهة أقوى للجائحة.
وعندما يفتح دافوس الصحراء هذا الملف غداً، فإنه سيعلن للعالم أن الاستثمار في العمل الإنساني مهم جداً، ولا تقل أهميته أبداً عن الاستثمار في تطوير الصناعات المدنية والعسكرية وصناعات الطاقة وفي تطوير التقنيات المختلفة، بل قد تكون له الأولوية، لأن صحة الإنسان هي الأساس، فالإنسان الصحيح السليم هو من يعمُر الأرض، وهو من يطور باقي مناحي الحياة. ومن الاستثمار في الإنسانية تطوير تقنيات المحافظة على بيئة صحية يعيش فيها الإنسان، وعودة البيئات الطبيعية إلى ما كانت عليه قبل قرون بعدما كاد الاستغلال الجائر أن يدمر ما تبقى منها. ومنه أيضاً تطوير تقنيات العلوم الطبية ومعالجة الأمراض والاستعداد المبكر والتنبؤات قبل وقوع الكوارث والجوائح. ومنه أيضاً تطوير أساليب المحافظة على هدوء الناس واستقرارهم وتقليل تأثير صخب الحياة العصرية على المشاعر والعواطف، ومنه أيضاً السعي الجاد لأنسنة المدن بكل ما تضمه من طرق ومبان ومرافق.
وعاماً بعد آخر تترسخ أهمية ما تطرحه مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار من موضوعات محلية الإعداد عالمية التأثير.
ogaily_wass@