اجتماعية مقالات الكتاب

المواهب .. جيل منتج للمعرفة

إن رؤية وزارة الثقافة جاءت مستندة إلى مبادئ أساسية للنهوض بالقطاع الثقافي في المملكة حيث ورد فيها (ستعمل الوزارة على تطوير القطاع الثقافي من خلال إطار عمل ومنظومة متكاملة لتطوير المواهب وتسهيل المبادرات …..إلخ)، ووصولاً إلى تنفيذ رؤيتها فقد حددت الوزارة أهدافاً رئيسية تتسق مع المحاور الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030. وفي الجانب المتصل بتطوير المواهب فقد أطلقت الوزارة عدة برامج ومبادرات تهدف إلى اكتشاف المواهب في عدد من المجالات الثقافية ومن ثم توفير مناخ داعم لموهبتهم وتطويرها وتمكينها.

لقد تعددت التعريفات حول الموهبة ولا يتسع المقام هنا لإيرادها جميعاً بيد أنها صفة فطرية وقدرة غير طبيعية وغير مألوفة تميز الشخص عن غيره في مجال معين وهي موجودة في الإنسان بالفطرة دون الحاجة لمجهود لاكتسابها، بل يحتاج إلى اكتشافها وتنميتها، ويتفاوت مستوى الموهبة بين الموهوبين فهناك الأذكياء وهناك المتفوقون وهناك العباقرة. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن هنالك أنواعاً من الذكاء لدى بعض الأشخاص يمكن اعتبارها مواهب لديهم ومن أهمها الذكاء اللغوي كالكتابة والخطابة وغيرها والذكاء الموسيقي والذكاء المنطقي الرياضي “المواهب الهندسية” الذي يجعل صاحبه قادراً على الاستنتاج والتحليل واستخدام الأرقام للوصول للحلول والذكاء البصري والفراغي لتصور الأبعاد الفراغية وتخيل ترتيب العناصر داخلها وما يتصل به من موهبة الفنون التصويرية والرسم وغيرها والذكاء الحركي والذكاء الاجتماعي الذي يضفي على صاحبه قدرات اتصالية وبناء علاقات قوية مع الآخرين وغيره.

وفي سبيل استقطاب كافة المواهب على مستوى الأسر والأحياء والمجتمع والمؤسسات والمنشآت ومن مختلف الأعمار، فإن الحاجة ماسة لقيام لجنة كشف المواهب بحيث تكون تابعة لوزارة الثقافة وتقوم بالبحث والتعرف على جميع المواهب ورعايتها وتنميتها وصقلها بالدراسة والعمل واقتراح إلحاقها للجهة التي يمكن أن تستفيد منها، وفي هذا الصدد فإني أقترح إيجاد إدارة في المدارس للكشف عن المواهب ومن ثم التواصل مع اللجنة في هذا الصدد، وألا يقتصر اكتشاف المواهب على الطلاب والأطفال فحسب، وإنما يمتد إلى طلاب الجامعات بحيث تكون فيها جهة تبحث وتتقصى المواهب وترسلها إلى اللجنة كذلك موظفي المؤسسات بحيث لا تحدد الموهبة بعمر معين، مع أهمية وجود إدارة في مركز الحي لتلقي المواهب وإرسالها إلى لجنة المواهب.

بقيت الإشارة إلى جهود وزارة التعليم في اكتشاف ورعاية الطلاب والطالبات الموهوبين حيث تبنت الوزارة مجموعة من المشاريع على رأسها برنامج (الموهبة للجميع)،كذلك جهود مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” وغيرها من الجهات ذات العلاقة التي تسعى إلى اكتشاف الموهوبين وصقل موهبتهم وتمكينهم باعتبارهم جيلاً منتجاً للمعرفة وقادراً بإبداعاته على ارتياد آفاق المستقبل.
باحثة وكاتبة سعودية

J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *