الإقتصاد

القرني: للغلاء أسباب .. والمهم وعي المستهلك

جدة- نجود النهدي

جولة أسبوعية جديدة ومختلفة حول آراء المستهلكين حول فروقات الأسعار، وفي هذه الجولة نتناول أسعار الأدوية وغيرها من منتجات أخرى ذات الصلة بالاحتياجات الصحية من مطهرات وأدوات ومنتجات العناية الشخصية ، وقد رصدنا على سبيل المثال سعر قطرة العين “رفرش بلس” المعقمة ، فوجدنا عبوة في إحدى الصيدليات بسعر ٢٥ ريالا وفي إحدى المواقع بسعر ١٨.٤٠ ريال. فلماذا هذا التفاوت في سعر هذا الدواء وفي غيره.
بداية ترى المواطنة “رهف الحارثي” إن أسعار بعض المنتجات الصيدلانية مرتفعة، ولكن في النهاية نضطر للشراء رغم علمنا أن السعر أعلى، لافتةً إلى أن الفارق قد يكون بسيطا في بعض المنتجات، ولكن لا يعقل مبالغة بعض الصيدليات في التجاوز السعري. وتضيف إن الدواء سلعة أساسية ولا غنى عنه وليس شيئا كماليا، وهناك ذوو أمراض مزمنة كالسكر وضغط الدم والقلب يحتاجون الى الأدوية باستمرار ، ولذا فان الطلب يزداد ، ومن الضروري أن تكون أسعارها في متناول قدرات الشرائح الأقل قدرة.


فهم الأسباب
طرحنا أسباب اختلاف الأسعار الدوائية وغيرها من منتجات صيدلانية ، على المحلل الاقتصادي محمد القرني ، فقال: ابتداء المتابع لحال ومعروضات الصيدليات في المملكة يجد أنها تحولت من بيع الدواء ومتجات العناية الصحية ، إلى متجر يضم أصناف كثيرة أخرى منها الأحذية الطبية والعكازات وغيرها، ويفترض منع بيعها مع الأدوية وأن يخصص لها متاجر أخرى لتحسين الجودة والتنافسية في بيع الدواء ومنح فرص عمل للشباب في تسويق للمنتجات الأخرى.
أما عن مشكلة تباين أسعار المنتجات الصيدلانية خاصة ، فهذا يعود إلى صيدليات القطاع الخاص وبعضها يغالي في الأسعار ورفع أرباحه مقارنة بدول أخرى ، وبالنسبة لارتفاع بعضها ، فلذلك أسباب لمنظومة الانتاج والاستيراد، أولها تقلب أسعار الخامات الدوائية والمنتجات النهائية عالميا ، كذلك متغيرات أسعار صرف العملات وأجور الشحن والتأمين والضرائب ، وكميات الشراء والموردين وسياساتهم البيعية واختلاف مصدر بعض الأدوية ومكان إنتاجها وكذلك اختلاف الاسماء التجارية للصنف الدوائي الواحد رغم ثبات أسمه العلمي واستخدامه العلاجي وكذلك تركيز المادة العلاجية في المنتج الوحد .
أيضا من الأسباب تكاليف النقل والتخزين والمتابعة لأن هناك أدوية تخزن في ظروف خاصة ودرجات حرارة ثابته ، كما يدخل في تحديد أسعار بيع الدواء بالصيدليات تكاليف التشغيل وتغيراتها والمصاريف المتغيرة تبعا لها من ديكورات وأجور عاملين وإيجارات المحلات.

سوق كبير ومتنوع
ويضيف القرني: إذا كان ضعف المنافسة يعد أحد أسباب ارتفاع الأسعارفي أي دولة، فإن الأسعار ومتغيراتها عندنا تخضع للإشراف ، خاصة أن سوق الدواء والمنتجات الصيدلانية في المملكة نشط وهو الأكبر في المنطقة ، والاستيراد منفتح على المنتجات العالمية وفق ضوابط دقيقة من الأجهزة الرقابية كهيئة الغذاء والدواء وضمانات قوية للجودة والأفضل مفعولا للصحة، كما أن المملكة مقبلة على استثمارات كبيرة في إنتاج الأدوية ستريح الأسعار بدرجة أفضل.
ودائما تحرص الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة على تأمين احتياطيات استراتيجية قوية تؤمّن احتياجات الطلب لفترات كافية، لكن هناك جانب مهم وهو ضعف ثقافة المستهلك في تقييم البدائل والاختيار بينها كون الدواء سلعة تحوطها الثقافة العلمية وليست كغيرها من السلع التي يمكن المفاضلة بسهولة بينها وكذلك ضعف ثقافة التسويق الإلكتروني الذي يسهل معه الحصول على العديد من الأدوية والمنتجات الصيدلانية بأسعار أقل بكثير من أسعارها في الصيدليات الخاصة. وفي ظل تباين الأسعار، فقد أعطت الدولة ، أيدها الله ، الحق للمريض في الحصول على الدواء مجاناً في الكثير من الصيدليات الخاصة بمجرد صدور الوصفة الالكترونية له من أي منشأة صحية حكومية. ويختتم الاقتصادي محمد القرني ، رأيه بالتأكديد على وعي المستهلك باستخدامات الأدوية بوصفات طبية ودون عشوائية ، والوعي بطريقة حفظها منزليا ومراعات تواريخها قبل الاستخدام والتخلص من المنتهي صلاحياتها.

«طمني».. رافد توعية
تطبيق “طمني” عبر الأجهزة الذكية سبق أن أطلقته الهيئة العامة للغذاء والدواء ، لتعزيز صحة المجتمع بالسلوك الغذائي والوعي الدوائي الصحيح ، يوفر معلومات دقيقة للمستهلكين عن المنتجات التي تشرف عليها الهيئة ، فعند البحث باسم المنتج او مسح الباركود الخاص به يقدم التطبيق جميع المعلومات التي يمكن عرضها وتهم المستهلك من خلال الخدمات التالية: البحث عن الأدوية المسجلة وتفاصيلها وأسعارها المعتمدة – البدائل الدوائية بأقل سعر- المنتجات الغذائية باستخدام الباركود الخاص بالمنتج ومعرفة مسببات الحساسية للمنتج – تقديم البلاغات والاستفسارات حول المنتجات- إشعارات التحذيرات والتنبيهات الرسمية الصادرة من الهيئة.
ويمكن من خلال هذا التطبيق الاطلاع على آخر التحذيرات والشائعات والأخبار الصادرة من الهيئة ومشاركتها ، كذلك بودكاست غذاء ودواء ، كما ينشر المركز الاعلامي جميع التعاميم والفعاليات والوسائط التي تهم المستهلكين والقطاعات ذات الصلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *