إن فعاليات ” ليب” التقنية تشكل مؤتمراً عالمياً تكنولوجياً ضخماً، حيث من المزمع أن تشهد المملكة في فبراير من العام القادم انطلاق هذه الفعالية العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا التي تلقى دعماً من حكومة المملكة والجهات المعنية بها وعلى رأسها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
إن هذا التجمع العالمي التقني الذي يُعد أكبر حدث تقني في المنطقة وتشارك فيه أكثر من 1000 جهة ومستثمر و400 متحدث و700 شركة ناشئة، هو بمثابة سانحة ملائمة لارتياد أبعاد جديدة للاستثمار في قطاع التكنولوجيا انطلاقاً من رؤية 2030 التي تركز على أهمية ودور الاقتصاد الرقمي وإسهامه في الدخل الإجمالي غير النفطي بنسبة 3 %، بجانب زيادة وتوسيع الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، كما يمكن لهذه الفعالية التقنية العالمية اعتماد الحلول التقنية بجانب دعم الشركات الصغيرة الناشئة المشاركة من مختلف أرجاء العالم.
ومن أهم المواضيع المطروحة في هذه الفعالية تلك المتصلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي ومسائل الشركات الناشئة ومصادر الطاقة المستقبلية والتقنيات المالية والاقتصاد الإبداعي والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا التعليم والمدن الذكية، في إطار فعاليات تعرض خبرات وتجارب تقنية عالمية ووطنية، حيث سيكون هذا التجمع التقني ملتقى لتوطيد الشراكات وتطوير الشركات والأعمال الناشئة وفرصة لالتقاء رواد الأعمال مع المستثمرين الوطنيين والدوليين.
إن من شأن هذه الفعالية التقنية العالمية إحداث طفرة في قطاع التكنولوجيا السعودي على كافة الأصعدة عبر جذب المشاركات العالمية لأهم الابتكارات التقنية والجهات التمويلية، كما أنها تسهم بشكل كبير في تحقيق الخطة الاستراتيجية لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التي ترمي إلى زيادة نمو الاقتصاد الرقمي للمملكة بنسبة 50 % ومن ثم رفده للناتج المحلي الإجمالي، بجانب جذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع وتمكين مشاركة المرأة في القطاع التقني وغيره.
ولا بد من الإشارة إلى بعض النجاحات على صعيد قطاع التقنية في المملكة، إذ من المتوقع أن يتخطى الاستثمار السعودي للشركات الناشئة في قطاع التقنية المليار دولار في غضون السنوات القادمة، علاوة على قيام الشركة السعودية للاستثمار الجريء بتقديم مبلغ 750 مليون دولار تشجيعاً للشركات الناشئة بالمملكة، بجانب قيامها بالإعلان عن صندوق استثماري تقني رائد يعد الأكبر على الصعيد الإقليمي دعماً لأصحاب الشركات الناشئة ورجال الأعمال الشباب والشركات.
وأخلص إلى أن قيام هذه الفعالية العالمية في المملكة يأتي متسقاً مع مستهدفات رؤية 2030 وتوجيهات القيادة الرشيدة الرامية إلى وضع كافة الإمكانات للنهوض بالقطاع التقني وتطوير الاقتصاد الرقمي لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في اقتصاد متنوع مرتكز على المعرفة لتحجز المملكة مقعدها ضمن الدول العشرين الأكثر تطورا على الصعيد التقني العالمي.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@