الدولية

الكاظمي: لا تهاون مع مرتكبي المخالفات الانتخابية

بغداد – البلاد

ينما بدأت مكاتب الاقتراع في استقبال الناخبين أمس (الأحد)، وسط إقبال متوسط لاختيار نواب البرلمان، حسمت الجهات الأمنية العراقية المخالفات الانتخابية المرتكبة على الفور باعتقالها 77 شخصا ارتكبوا هذه المخالفات بعدة محافظات عراقية، وأحالتهم إلى اللجان القضائية التي شكلها من قبل مجلس القضاء الأعلى تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وشدد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول على أن القوات الأمنية على أتم الاستعداد لللتحرك في وجه أي تهديد يواجه هذا الاستحقاق الديمقراطي، مؤكداً أن القوى الأمنية تقف على الحياد، وجاهزة لتأمين سلامة كل الناخبين في البلاد، متوقعا ارتفاع نسب الإقبال خلال الساعات المقبلة، داعياً المواطنين إلى المشاركة بكثافة في التصويت. وأضاف: “القوات الأمنية جاهزة للرد في حال حاول أي أحد المساس بأمان وحرية الناخب”، موضحا أنه لا يوجد أي حظر للتجول، فيما تؤمن القوات الأمنية مراكز الاقتراع والناخبين في جميع المحافظات، بينما أوضحت القوى الأمنية أن ما أشيع عن هجوم مسلح على أحد المراكز الانتخابية غير صحيح، مبينة أن شرطيا أطلق النار بالخطأ من بندقيته، في أحد المراكز الانتخابية في محافظة ديالى.

وقال وكيل جهاز الأمن الوطني حميد الشطري، وفقا لوكالة الأنباء العراقية، إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي “وجه بعدم التهاون مع المخالفين”، مبينا أن الكاظمي أدلى بصوته من بغداد، مجددا دعوته العراقيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات النيابية المبكرة. وقال الكاظمي في تغريدة على “تويتر”: الانتخابات تجري بإنسيابية، وأدعو الناخبين غير المصوتين حتى الآن إلى سرعة التوجه نحو المراكز الانتخابية لاختيار ممثليهم. صوتوا من أجل العراق، ومن أجل مستقبل أجيالنا”. ومن أمام مركز الاقتراع في العاصمة بغداد، حيث أدلى بصوته في الانتخابات التشريعية المبكرة، دعا الكاظمي، جميع أبناء البلاد إلى الخروج والمشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي، من أجل المساهمة في التغيير، مكررا أكثر من مرة دعوته العراقيين إلى التصويت، قائلا: “اخرجوا اخرجوا وشاركوا وصوتوا في الانتخابات من أجل التغيير”.
ودعا العراقيين إلى انتخاب من يرونه مناسبا لمصلحة البلاد، قائلا: “فرصتنا في الإصلاح موجودة، ولكن نحتاج أن يختار الشعب المرشح الذي يسعى لمصلحة بلده. اختاروا من ترونه مناسباً لمستقبلكم وللبلاد، فيجب أن نشارك جميعا في تغيير واقعنا”، كاشفا عن أن الحكومة ستعلن اليوم مفاجأة وإنجازا أمنيا كبيرا، دون أن يفصح عن ماهيته، بينما أدلى الرئيس العراقي برهم صالح أمس، بصوته، وقال: “نتمنى أن تنتهي الانتخابات إلى وضع يليق بالعراق وشعبه”.

ولا تخلو الانتخابات العراقية من مفارقات غير مسبوقة، أبرزها غياب جميع رؤساء الوزراء منذ 2003، عن قوائم المرشحين، فليس من بين 5 وزراء سابقين في العراق، أي مرشح لمقعد نائب في البرلمان، في سابقة تاريخية يعرفها المسار السياسي لهذا البلد، تضاف لغياب رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، عن ترشيح نفسه لعضوية مجلس النواب، ليغيب بالتالي -لأول مرة – أي رئيس وزراء في المنصب أو خارجه، عن التشريحات في الانتخابات التشريعة التي يتنافس فيها نحو 3 آلاف و200 مرشح، لتخلو مقاعد البرلمان المرتقب من وجوه السياسيّين الذين تولوا دفة تسيير الحكومات المتعاقبة. واعتبر مراقبون تخلي الكاظمي عن دخول هذه الانتخابات، وخوض غمار المنافسات، نقطة تحول في تاريخ المشهد السياسي العراقي ما بعد 2003.
ويحق لنحو 25 مليون شخص التصويت من أجل الاختيار من بين 3240 مرشحاً، إلا أن العديد من العراقيين لا يعلقون آمالا كبيرة على إحداثها تغييرات جذرية في المشهد السياسي في البلاد. إلى ذلك، أشادت رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي فيولا كرامون، بالتدابير التي اتخذتها الحكومة العراقية والمفوضية العليا، مؤكدة أن “الاستعداد والتحضيرات كانت جيدة جدا، وننتظر ردة فعل الناخبين العراقيين ومدى إقبالهم على المراكز الانتخابية”. وأضافت أن “كل ما نشاهده ونرصده في الانتخابات سنقدمه كملاحظات بتقرير أولي سيعرض بعد يومين من انتهاء العملية الانتخابية على الحكومة والشعب العراقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *