كابل – البلاد
يضع أفغان عملوا في مؤسسات أجنبية قبل حكم طالبان، أيديهم على قلوبهم، خوفاً من بطش الحركة عقب تسلمها مقاليد السلطة، خصوصاً في ظل التهديدات التي وصلت لعائلاتهم بأنهم سيواجهون عقاباً شديداً إذا لم يمثل أبناءهم أمام المحكمة بتهمة تسلم «أموال ممنوعة».
وبالرغم من التطمينات السابقة التي أطلقتها طالبان عند سيطرتها على العاصمة كابل، وتأكيدها لاحقا أنها لن تلاحق المواطنين الأفغان الذين عملوا في مؤسسات أجنبية، إلا أن الوقائع على الأرض بدأت تكشف الحقائق، حيث استدعت طالبان، مترجمين أفغانا عملوا لصالح هولندا للمثول أمام المحكمة، وهددت بالاقتصاص من أقربائهم في حال تخلفهم عن الحضور، وفقا لقناة «أن أو أس» الهولندية الرسمية.
وكشفت القناة عن رسالة موجهة من طالبان، تحتوي على تهديد واضح وصريح لمواطنين أفغان وعائلاتهم، إذ أشارت إلى أن المترجمين لجأوا إلى الاختباء لكن أفراد عائلاتهم سيتحملون المسؤولية في حال عدم مثولهم أمام المحكمة «من أجل إنزال العقاب الشديد بهم كي يتعلم الخونة الآخرون درساً». وطبقا للتقرير، فإن الشخص الذي تلقى تلك الرسالة، كان يعمل في وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في أفغانستان، وتوجه له طالبان تهمة تلقي «أموال ممنوعة ومخزية» من أجانب، بينما جاء في رسالة أخرى تلقاها مترجم اتهمته طالبان بالمسؤولية عن مقتل بعض عناصرها: «سوف ننتقم، وإذا لم نتمكن من الإمساك بك سنقوم بتسوية الحساب مع أقربائك»، فيما ذكرت القناة أن جميع المؤشرات تظهر أن الرسائل التي تحمل أختاما رسمية قد أرسلتها طالبان، مبينة أنها اتصلت بنحو 10 مترجمين أو أشخاص سبق أن عملوا مع الهولنديين، حيث أعرب الجميع عن أن وضعهم يزداد صعوبة.
وسبق أن طلبت حركة طالبان من المترجمين البقاء في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية، مؤكدة أنهم لن يتعرضوا للأذى، كما أعلنت بعد توليها السلطة مباشرة عفوا عاما عن مسؤولي الحكومة الأفغانية والمسؤولين العسكريين، لكن تقريراً سرياً للأمم المتحدة كشف سابقا ملاحقة طالبان للأشخاص الذين عملوا مع القوات الأجنبية.
من جهة ثانية، ظهرت الانفجارات مجددا في العاصمة كابل، حيث أسفر انفجار وقع خارج مسجد في العاصمة الأفغانية عن مقتل عدد من المدنيين، أمس، وفقا للناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، الذي قال على «تويتر»: «استهدف انفجار بعد الظهر تجمّعا لمدنيين قرب مدخل مسجد عيد كاه في كابل، ما أدى إلى مقتل عدد منهم»، دون أن يقدم تفاصيل إضافية، فيما لقي أربعة أشخاص بينهم اثنان من أعضاء طالبان وصحافي محلي، مصرعهم في هجوم مسلح شنه مجهولون في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، عاصمة إقليم ننغرهار.
وقالت لجنة حماية الصحافيين الأفغان، إن الحادث وقع في الحي الخامس بجلال آباد، وإن الصحافي المحلي سيد معروف سادات، قتل مع اثنين من عناصر طالبان ومدني آخر. كما أصيب نجل الصحافي ومدني آخر. وأضاف البيان أن الصحافي الأفغاني تعرض لهجوم من قبل مسلحين وهو في طريقه لحضور حفل. ونددت اللجنة بوفاة سادات ودعت طالبان لتحديد ومحاكمة الجناة.
