جدة – البلاد
في مسارين مترابطين تشهد أسعار النفط والغاز العالمية ارتفاعا قياسيا، ولكل منها أسبابها المؤثرة ، ففي الأسابيع الأخيرة قفزت أسعار الغاز الطبيعي بدرجة كبيرة ، جراء أزمة إمداداته العالمية وارتفاع الطلب عليه في دول أوروبا التي تسعى لزيادة تخزينية كبيرة من الغاز المسال ورفع احتياطياتها منه تحسبا لفصل شتاء قارص ، وكذلك آسيا خصوصا الصين حيث الانتعاش الصناعي القوي.
وبلغ سعر العقود الآجلة للغاز في أوروبا عند افتتاح التداولات أمس الثلاثاء أعلى مستوى له على الإطلاق ، حيث تجاوز سعر الألف متر مكعب من الغاز الطبيعي حاجز الألف دولار، وتسبب هذا الارتفاع بأزمة كبيرة في بريطانيا هددت بتوقّف عمل العديد من مورّدي الكهرباء المحليين، وسط توقعات بإفلاس شركات كهرباء بريطانية صغيرة.
هذا الارتفاع في اسعار الغاز ، ومع توسع التحصين ضد ط كوفيد 19 ” وعودة الانتعاش للاقتصاد العالمي ، دفع الطلب على النفط إلى مزيد من الصعود ، وبالتالي الأسعار حيث تجاوز سعر برميل خام برنت، الثلاثاء، 80 دولاراً، في ارتفاع غير مسبوق منذ حوالي 3 سنوات.
ويستعد وزراء الطاقة في مجموعة “أوبك+” لاجتماع وزاري جديد في 4 أكتوبر المقبل وسط ضغوط واسعة من المستهلكين لزيادة الإمدادات النفطية على نحو أكبر في ضوء تعطل الإنتاج الأمريكي ، وتشير التوقعات إلى أن الطلب العالمي على النفط سيعود في أوائل عام 2022 إلى مستويات ما قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، بينما توقع بنك غولدمان ساكس ارتفاعات ما بين 90 و100 دولار للبرميل.
كما تنبأت الوكالة الدولية للطاقة أيضا بتعاف قوي اعتبارا من الربع الرابع مستندة إلى طلب قوي وتقدم مستمر في حملات التطعيم.
