الأولى رياضة مقالات الكتاب

أسهل من التنظير” ما فيش”

من المفاهيم الراسخة في تقييم العمل الناجح أنه دائما ما يبنى بشكل كبير على مخرجاته والقدرة على إدارة أزماته في حال التعثر من أجل العودة مرة أخرى إلى جادة العمل الجيد، وهذه أساسيات العمل الناجح، ومن الطبيعي أن تكون هناك أخطاء طالما هناك عمل ولكن من غير الطبيعي، وهنا جوهر الحديث هو الاستمرارية على الأخطاء وتجميلها والمكابرة والإصرار على صحتها و” اختراع ” الأعذار لتمريرها.
وللأسف هناك “عينة” من البشر تجدهم دائماً خلف أي عمل فاشل، ويسعون للتبرير والتنظير متسلحين بجمال الكلمة وغزارة المفردات وسلاسة السرد، وربط ” الأحداث ” وهم في واقعهم بعيدون كل البعد عن الفهم المعرفي والخبرات التي تساعدهم على تقديم جودة عمل مناسبة في قيادة منظومتهم.

وللأسف أيضاً هم مقتنعون أنهم بسلاح ” التنظير ” قادرون على الإقناع طويلاً متجاهلين أن ” فشلهم ” ومخرجاتهم السيئة كفيلة بتدمير سلاحهم والعودة بهم إلى مكانهم الطبيعي في عالم ” المشاهدة ” فقط. فعزيزي ” التنظيري ” اعلم جيداً أننا في واقع غير الذي تعيشه في مخيلتك، واقع مليء باستقاء المعلومة المؤكدة سواء الإدارية أو الفنية المبنية على الأإرقام والإحصاءات الصحيحة، واعلم جيداً أيضاً أننا في زمن تعددت فيه مصادر الثقافة والوعي والإلمام التام في ظل الثورة المعرفية وتعدد مواردها، التي تساعد على تقييم العمل وفرز الجيد منه عن ” الرديء”؛ لذلك من المستحيل جداً ” إيهام” أحد مهما كانت قدراته العقلية بسلامة عملك ومبرراتك ” الفاشلة ” وهو يشاهد نتاج هذا العمل ومقتنع تماماً أنه ” سيئ”.. وهذا ينطبق حرفياً على المثل الشعبي ” شين وقوي عين “.

وهنا يجب القول إن العمل الإداري إذا أردت له النجاح لابد أن يبنى على فهم معرفي عميق وخبرات تراكمية والمزج بينهما باحترافية، أما التنظير والمكابرة فمصيرهما الحتمي تزايد الخيبات وتضييق الخناق لخط العودة للنجاحات.
فلا حرج عزيزي ” التنظيري ” من الاعتراف بالأخطاء وفشلك والاستعانة بعين الخبير من أجل تصحيح ما يمكن إصلاحه، قبل فوات الأوان، فالمنافسة شرسة والمميزون ممن يملكون الأفعال وليس الأقوال ” ناجحون ” في منظوماتهم وهم ” كُثر ” داخل رياضتنا وإذا أردت العودة ومزاحمتهم، فعليك
الاقتناع بأن العمل ” واقع يتعايش معه يتم تقييمه ومعالجة أخطائه ” وليس ” تنظيرا ” يقال ” لتبريره والاستمرار عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *