اجتماعية مقالات الكتاب

الحد من الدعاوى الكيدية

كفل النظام حق التقاضي لأن القضاء هو سلطة حماية الحقوق ومنع الظلم والعدوان، والمحافظة على النفس والمال بإقامة العدل ونشر الأمن والأمان والاستقرار في المجتمع، ومع ذلك فهناك استثناءات لا يكون هدف الدعوى الحقيقي هو المطالبة بحقوق مشروعة بل يكون الهدف منها هو إلحاق الضرر والأذية للآخرين، وخير مثال على ذلك الدعاوى الكيدية.

تعرف الدعوى الكيدية بأنها نوع من أنواع الدعاوى التي يقاضي المدعي فيها المدعى عليه للمطالبة بحق غير حقيقي، وتعرف أيضا بأنها الدعوى التي لا يهدف صاحبها لمصلحة قانونية مشروعة وإنما يريد الإضرار بخصمه لأخذ ماله بغير حق أو لإزعاجه ومضايقته او التشهير به، وتقدم هذه الدعاوى من: ضعاف النفوس وتتسبب في اشغال القضاة والناس.

نص نظام المرافعات الشرعية على عدم قبول الدعوى الكيدية وتعزير صاحبها حيث نصت المادة الثالثة: (لا يقبل أي طلب أو دفع لا تكون لصاحبه مصلحة قائمة مشروعة، ان ظهر للمحكمة أن الدعوى صورية أو كيدية وجب عليها رفضها، ولها الحكم على من يثبت عليه ذلك بتعزير)، كما نصت قواعد الحد من آثار الشكاوى والدعاوى الكيدية والدعاوى الباطلة في المادة الرابعة: (من تقدم بدعوى كيدية خاصة وثبت فيما بعد كذب المدعي فعلى القاضي أن ينظر في تعزيره، وللمدعى عليه المطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر بسبب هذه الدعوى).

يتضح لنا مما سبق بأن عقوبة الدعوى الكيدية هي :(رد الدعوى والمطالبة بتعويض مادي أو تقديم الاعتذار الذي يحدده الشخص المتضرر من الدعوى او الجهة المختصة أو يكون تحديد العقوبة التقديرية المناسبة من قبل القاضي بالتأنيب أو التوبيخ مع تقديم التعهد على عدم تكرار هذا الفعل في المستقبل، أو السجن لمدة متفاوتة حسب تقدير القاضي وفق ما يراه مناسباً).

ومن الشروط الواجب توافرها لإثبات ان الدعوى المقدمة دعوى كيدية: 1/ الإقرار: وهو إقرار المدعي من جانبه أن الدعوى التي قام برفعها ضد المدعى عليه هي دعوى كيدية للإضرار بالمدعى عليه وينفي أي حق له في الدعوى.2/ الحق الذي يطلبه المدعي: فيلزم أن يكون قد سبق الحكم فيه. 3/ تكرار تقديم الدعاوى بدون وجه حق. 4/ عدم توفر دليل واضح يثبت أحقيته في الدعوى، إضافة إلى شروط رفع الدعوى الأصلية، وهي: 1. الصفة 2. المصلحة 3. الأهلية.

وقد تم ايجاد الحل الذي سيحد من تقديم الدعاوى الكيدية بنظام التكاليف القضائية الصادر بتاريخ 3/1/1443هـ، الذي نأمل في ان ينهي الظلم والجور الواقع والمتمثل في الدعاوى الكيدية ومعاقبة من يحاول اشغال الناس بدون وجه حق للإضرار بهم واذيتهم.
محامية
NUJOODQASSIM@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *