ذكريات

«ماما دنيا» بكر يونس تقلب صفحات حياتها مع (البلاد).. محظوظون من يعيشون عهد الرؤية

حاورتها – مها العواوده

من ينسى ” ماما دنيا ” ؟ ربما يكون هذا السؤال هو جواب اجيال عديدة حين يستفسر احد عن دنيا بكر يونس الإعلامية التي تعلق بصورتها وصوتها الكبير والصغير في برامج الاطفال وحتى برامج المنوعات التي كانت اول إعلامية سعودية تطل من خلالها على المشاهد ..

دنيا ابنة الإعلامي المعروف بكر يونس رحمه الله بدأت العمل الإذاعي منذ سين مبكرة حيث كان عمرها لا يتجاوز العاشرة وواجهت معوقات ومواقف حولتها الى نجاحات وانجازات وكانت أول مشاركة لها بصوتها في مسلسل إذاعي بـ”إذاعة جدة” بعد ذلك شاركت من خلال “إذاعة الرياض” في الكثير من البرامج التمثيلية والاجتماعية. والى جانب برامج الاطفال اطلت دنيا بكر يونس استقبلها المشاهد بترحاب بالغ في المنوعات ومنها “برنامج استديو رقم5″ و”شاطئ نصف القمر” . تستعيد “البلاد” مع الإعلامية دنيا بكر يونس العديد من المواقف التي لا تنسى خلال مسيرتها الإعلامية وكان هذا الحوار:

 

• ماما دنيا .. كيف كانت البدايات – النشأة والطفولة والصبا .. ما أبرز ما تختزنه ذاكرتك منها ؟ وكيف كانت الحياة وقتها وكيف تقارنينها بالحياة اليوم؟
•• كانت الحياة بسيطة والعطاء كبيرا جداً، رسمت لنفسي خط سير مقتنعة به تماما وسرت عليه بنصائح ودعم من الوالد المعلم يرحمه الله، بذلت مجهوداً كبيرا من أجل الوصول، لكن أعتقد أن اليوم الإمكانيات متوفرة والظروف مغايرة وليس كأيامنا.
النشأة والطفولة والصبا كانت جميلة في ظل وجود أب مربي متعلم.

 

بصمات ابوية
• نشأت في كنف الوالد الذي كان يرحمه الله من كبار الإعلاميين وأحد مؤسسي الإذاعة السعودية.. هل كان لهذه النشأة علاقة باختياراتك وتوجهاتك العملية؟
•• الوالد رحمه الله كان له بصمات واضحة في صقل شخصيتي، الإنسان عندما يعيش مع شخص متمكن وله توجهات جميلة في العمل الإعلامي بالتأكيد سينهل منه كل ما هو جميل وسيترك فيه أثرا وهو ما حدث معنا تعلمنا الكثير من والدي.
لم يكن يبخل علينا بخبرته، لم يكن الأب غير المتحضر، كان أبا جميلا عندما نخطئ يعطينا الصواب، ويدلنا على الطريق الصحيح.

 

العمل بحب
• الوالد إعلامي كبير وأنت ماما دنيا وشقيقاتك وفاء (مقدمة برامج) وفاطمة مثلها وسناء (مذيعة وممثلة) وإيمان (مخرجة).. هل العمل الابداعي ومنه الإعلام جينات بالوراثة ام مهارات مكتسبة؟
•• أنا وأخواتي دخلنا المجال الإعلامي بحب وجميعنا وفقن فيه وأعطى وأنجز كل في مجاله.

ماما دنيا وكلية التربية
• مشوارك مع الإذاعة والتلفزيون بدأ منذ الثالثة عشرة من خلال برامج الأطفال واستمر ليتجاوز الأربعين عاما، ومع ذلك اخترت الدراسة في كلية التربية بالرياض وحصلت منها على البكالوريوس عام 1393، هل لعدم وجود كليات واقسام اعلام في تلك الفترة؟ ولماذا كلية التربية بالذات؟
•• بالنسبة للدراسة فمن الطبيعي الإنسان عندما يريد تعزيز موقفه وموقعه ومكانته في الإعلام، يجب أن يكون لديه علم يختص بالعمل الذي يعمله فكانت البوصلة باتجاه التربية، منذ كنت طفلة أشعر بالتربية والأمومة، ومن هنا أصبح لزاما أن أعزز مكانتها بالشكل الصحيح وهو ما توجهت له الحمد لله.
وأنا بعمر ١٨ سنة تقريبا كانوا ينادونني ماما دنيا، لأني دخلت برامج الأطفال وأحب الأطفال وكان ذلك ملاحظا اذ أحاول دائما توجيههم وزرع الأشياء الجميلة والمبادئ الرائعة فيهم مثلما فعل الوالدان فكانا المثل الأكبر لي ..كنت دائما أسير على هذا المبدأ وأزرعه في الأطفال.
والدليل الحي على ذلك عدد كبير من الشباب والشخصيات الفاعلة أخبروني بأنهم تعلموا مني حتى أنهم كانوا في تواصل معي ويرسلون الكثير من الرسائل منها «تعلمنا منك يا ماما دنيا أنتِ دليلتنا على الخط الذي كان من الضروري نمشي عليه».

 

مكتبتي في غرفة الضيوف
• بشكل عام ما أبرز المحطات في مشوارك التعليمي؟
•• انا أهوى الكتاب فمنه تعلمت ونهلت الكثير، أحب اقتناءه وقراءته.. وفي وقت معين لم يكن لهذه الكتب مكان خاص عندي في البيت فجعلت غرفة الضيوف حاضنة لمقتنياتي من الكتب، وبالفعل اصبحت مكتبة أستقي منها العلم والمعرفة.
يجب على الإنسان تطوير علمه من خلال القراءة وعدم الاكتفاء بما درس وتخصص فيه فالعلم يتطور، وعطاء الكتب يتنامى تتطور، والعلماء يكتبون من أجل أن نقرأ ونستفيد، وأنا أقدر مجهودات كل من كتب لهذا السبب أحب القراءة.

 

هذه كلمة السر
• كنت أول مذيعة سعودية تظهر في برامج المنوعات (استوديو رقم 5 / شاطئ نصف القمر) كيف استقبلك المشاهد السعودي؟
•• المشاهد أساسًا هو الذي رفعني، ووضعني في مكان جميل .. لا أدري هل من حقي ان أقول مكانة تليق بي لأني بذلت مجهودا أو إنني إنسانة تعودت على العطاء.. عموما محبة الناس كنز»، وهذه المحبة جعلتهم يتقبلوني ويسعدون بما أقدم .. وانا لا أعرف التكبر، أنا إنسانة طبيعية جداً، ما أحبه لنفسي أحبه للناس وقد يكون ذلك سر محبة الناس لي.

 

الرحلة الكنز
• دعينا نتوقف أمام تغطيتك لتحرير الكويت 1991، ماذا تتذكرين منها الآن خصوصا أنك ربما كنت المرأة الوحيدة التي رافقت القوات السعودية؟
•• لا .. لم اكن وحدي ..كانت برفقتي الإعلامية السعودية سلوى شاكر خرجنا في طائرة تابعة للطيران العسكري، وكثير من الناس شاركونا التغطية مراسلين من كندا سيدات ورجال ولكن من السعودية من السيدات فقط أنا وسلوى شاكر، هذه الرحلة أضافت لي الكثير، أنا لدي كنز وهذه الرحلة أضافت لكنزي كنزا آخر حيث التقيت في هذه الرحلة بسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله والتقيت بوزير الإعلام الكويتي في ذاك الوقت (لا اتذكر اسمه الآن).
بالنسبة لبرنامجي في التغطية كان عالما ثانيا ليس له علاقة بالأطفال ابدا لكنني عملت لأن يكون هذا البرنامج له وضعه وبأن يضيف لي في مسيرتي الكثير.
وهنا أذكر دعم الدكتور شهاب جمجوم وكيل وزارة الإعلام السعودي سابقا لدخولي مجلس سمو الامير وطرح سؤالي عليه حيث أفسح لي مسافة كبيرة بيني وبين الرجال فسألت وقتها الأمير سلطان يرحمه الله الذي أجاب لي إجابة شافية وأضاف لي تاجا على رأسي.

 

أنا أب وأم
• وأنت في أوج عطائك غبت عن الشاشة لفترة طويلة ثم عدت من خلال إذاعة ام بي سي من لندن عام 1996 ببرنامج مشاعر صادقة وانتهت التجربة بالاستقالة عام 2000 وعدت مرة أخرى عام 2007 ببرنامج «عاداتنا» الرمضاني عبر روتانا، لماذا التوقفات والعودة المتكررة؟ وهل هو الحنين للكاميرا والميكروفون؟ وهل يراودك الآن؟ وكيف تشبعينه؟
•• اولاً عدت إلى أرض الوطن لأنني وجدت أنني مجبرة على العودة فأولادي نضجوا وسيلتحقون بالجامعة، وهنا ليس بمعقول أن أضحي بأبنائي واتركهم لأنني كنت منفصلة عن والد اولادي وأقوم بدور الأم والأب، كما شعرت أني أديت واجبي في إذاعة ام بي سي بالإضافة إلى وجود بعض المشاكل وبعض الأمور دفعتني للعودة للسعودية.
وبعد انقطاع عدت بفضل من الله بفرصة جميلة لم أتوقعها جاءتني في قناة روتانا التي أحبها جدا.
دنيا بكر يونس عضو الغرفة التجارية منذ عام 1403 وصاحبة مؤسسات خاصة للدعاية والإعلان والإنتاج الفني، هل نجحت ماما دنيا كسيدة أعمال؟ وكيف وجدت عالم البزنس؟

 

نجحت كسيدة اعمال
• دائما عندما أهم بالبدء في أمر لا أقوم بالبدء فيه إلا إذا كنت أعرفه جيدا وإذا لم أستطع التعامل معه ابتعد عنه فورا.
•• ففي دخولي لمجال الإعلام واجهت الكثير من التحديات لكني استطعت تخطيها وانتجت برنامج واحدا لي مخصصا لليوم الوطني وأيضا كنت أحب إعداد محتواي بنفسي وتقديمه لذلك أجد نفسي أقدر ما أقوم به كثيرا.
وأيضا كان لي تجربة في مجال الأزياء النسائية وقمت بفتح عدد من الفروع وتوسعت في عملي وقدمت كثيرا في هذا المجال تحديدا ولاقت رواجا كبيرا.
ما بين بدايات عمل المرأة المحاصر في مهن معينة وتمكينها في عهد الملك سلمان وولي عهده .. ومن خلال تجربتك كيف ترين دور المرأة السعودية الآن؟ وكيف تستشرفين مستقبلها كما رسمته رؤية 2030؟

هؤلاء المحظوظون
الحمدلله على ما أخذنا وما أعطينا، المرأة السعودية لم تحاصر ولكن كل وقت له مميزاته ويجب على الانسان الا يتعدى حدوده ولا الخطوط الحمراء لأنها لمصلحة المرأة .. لقد عملت المرأة السعودية معلمة وطبيبة ومذيعة وحتى المذيعات كانوا كثر، أما عن رؤية 2030 فأقول محظوظون من يحيون هذه الأيام سوف يعيشون طفرة ونهضة وحياة جميلة في زمن الملك سلمان وولى عهده يحفظهما الله.

 

مذيعات مبدعات
• كيف ترين مذيعاتنا الآن على القنوات والاذاعات السعودية الحكومية والخاصة؟
•• أرى أن لدينا مجموعة مذيعات مبدعات يمثلن المرأة السعودية بشكل جميل، وإن وجد من الاخوات خارج السعودية فكل واحدة تمثل نفسها.

 

طفل اليوم غير
• سؤال أخير: لماذا لا توجد برامج للأطفال الآن؟ وهل حلت محلها الالعاب الالكترونية والكارتون؟ وما مدى حاجة اطفالنا الى برامج خاصة بهم؟
•• الطفل الصغير البريء الذي يتابع برامج الأطفال لم يعد موجودا، أطفال اليوم غير في ظل وجود الأجهزة والانترنت وأتمنى ان يكون ذلك بمتابعة وتوجيه وانتباه من الأسرة لهذا الموضوع والخطر الكبير.
الخطر الكبير في أن يحرم الطفل من ان يعيش حياته وطفولته، نجد اليوم الطفل ذا الاربع والخمس وحتى العشر سنوات متابعا لأمور ومواضيع غير مناسبة لعمره، وأرى أن ذلك ليس مسؤوليته بل أن المسؤولية تقع على الأسرة في البيت والاهل حيث نشأ وتأقلم وتعود على هذه المتابعات.
وعلى عاتق القنوات الحكومية او الخاصة الكثير، فيجب أن تساعد الاسر في هذا من خلال عمل برامج مفيدة خاصة بالأطفال بدلا من نقل برامج أجنبية يعربونها ويحاولون وضع برامج في القنوات تستطيع لفت نظر الطفل، فلم يعد الطفل يلتفت إلى البرامج التي ليس لديها قيمة.
يجب أن تكون البرامج الموجهة للطفل ذات قيمة لتستطيع جذب الطفل والأسرة التي بدورها تشجع الطفل على مشاهدة البرامج الهادفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *