جدة – البلاد
تتبخر أحلام الإخوان.. تقص أجنحتهم، ترفضهم الدول وإن حاولوا التشبث بكراسي السلطة، إذ تلقوا مؤخراً ضربات موجعة في شمال أفريقيا، فبعد أن لفظهم الشارع التونسي، وأقصاهم الرئيس التونسي من المشهد السياسي، رافضاً وضع يده بأيديهم، واعتبرهم فاسدين مخربين لاقتصاد البلاد، تلقوا ضربة أخرى في المغرب، عندما أسقطهم الناخبون أثناء الانتخابات البرلمانية، حيث فقد حزب العدالة والتنمية المغربي المنتمي لجماعة الإخوان، معظم مقاعده في مجلس النواب، مندحرا من المركز الأول الذي احتفظ به طيلة عشر سنوات، إلى أن وصل للمرتبة الثامنة بـ12 مقعداً فقط، ما يعني نهاية حتمية لنشاط التنظيم في المغرب.
وتشكل هزيمة حزب العدالة والتنمية، سقوط آخر معاقل ما يعرف بتيارات “الإسلام السياسي”، في الدول العربية، وذلك بعدما عاقبه الناخبون، على خلفية ما اعتبروها “حصيلة مخجلة” في تسيير الحكومة منذ انتخابات 2011، فيما يرى متابعون أن هذه الهزيمة تشكل ضربة أخرى لتنظيم الإخوان الذي راهن على بلوغ السلطة في عدد من الدول، فكانت نهايته عن طريق إجراءات دستورية في تونس، خلال يوليو الماضي، ثم اختار الناخبون المغاربة، أن يتخلصوا من العدالة والتنمية عن طريق صناديق الاقتراع.
ويرى مراقبون سياسيون أن المشهد السياسي لم يعد يحتمل فساد الإخوان، لذلك توالت عليهم الضربات في مصر، ثم السودان، وبعده في تونس، وليبيا، والمغرب، بعد أن تسببوا في تدهور اقتصادات هذه البلدان بنهب خيراتها، وتسخيرها لمشروع تنظيم الإخوان العالمي الإرهابي، أفقدهم ثقة الشعوب العربية التي كشفت زيف شعاراتهم، ووقفت على مدى فسادهم، لترفضهم إلى الأبد، في ظل تماديهم في دعم التنظيمات الإرهابية، وعدم اهتمامهم بتنمية الأوطان، إنما تسخيرها لصالح مشاريعهم الخاصة، والتي تخص التنظيم الإجرامي.