الدولية

فرنسا ترفض الاعتراف بحكومة طالبان

كابل – البلاد

تواجه حكومة طالبان صعوبات الاعتراف بها دولياً بعد أن ربطت دول العالم هذه الخطوة بإيفاء الحركة بالوعود التي قطعتها منذ سيطرتها على كابل، ولكن يبدو أن خطوات طالبان لم تقنع بعض الدول حتى الآن، من بينها فرنسا التي أعلنت رسمياً أمس (الأحد)، رفضها الاعتراف بحكومة طالبان، واتهمتها بـ”الكذب” والنكث عن وعودها.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن الحركة تكذب، مشدداً على أن بلاده لن تقيم أي علاقات مع حكومتها، لا سيما بعد أن أتت من لون واحد. وأضاف وفقاً لـ”تلفزيون فرانس 5″: “مسؤولو طالبان قالوا إنهم سيسمحون لبعض الأجانب والأفغان بالرحيل بحرية، وتحدثوا عن حكومة شاملة وممثلة لكافة الأطياف لكنهم يكذبون. لا يزال يوجد في أفغانستان عدد قليل من الفرنسيين وبضع مئات من الأفغان الذين لهم صلات بفرنسا”، لافتا إلى أن بلاده “ترفض الاعتراف بحكومة طالبان أو إقامة أي شكل من العلاقات معها. نريد أفعالا من طالبان لا أقوالا”. وألمح لو دريان، إلى إمكانية ممارسة ضغط اقتصادي دولي، ما قد يوجع الحركة التي تتخبط بكم من المشاكل الاقتصادية محليا مع توقف بعض المنظمات الدولية عن إرسال المساعدات والأموال إلى البلاد، وحجز أمريكا على احتياطي المصرف المركزي بالخارج، وتابع “سيحتاجون لمتنفس اقتصادي وعلاقات دولية، لذا فالأمر متروك لهم”.

وعلى الرغم من تأكيد المتحدث باسم طالبان، محمد سهيل شاهين، أن الحركة تتعهد بعدم السماح بتواجد أي مركز لجمع الأموال أو مركز تدريب أو مركز تجنيد لعناصر القاعدة، أو استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من عودة الإرهاب عبر الأراضي الأفغانية، وهو ما عبرت عنه بريطانيا مؤخراً بوضوح.

وقالت حركة طالبان في وقت سابق، إنها ستسمح بحرية النساء وتعليمهن، غير أنها كشفت أمس عن سياسة تعليمية مغايرة، ضاربة بعرض الحائط ما اعتاد عليه آلاف الأفغان لسنوات خلال الفترات الماضية، عندما أعلن وزير التعليم العالي، عبد الباقي حقاني، في الحكومة المؤقتة، أن السماح للنساء بالدراسة في الجامعات، بشرط الالتزام بتغطية الوجه، مؤكداً وفقاً لوكالة “أسوشييتد برس”، أن الفصول الدراسية ستكون غير مختلطة ومنفصلة بين الجنسين. وتبع هذا الإعلان تحذيرات دولية ودعوات إلى احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، فضلا عن المكتسبات والإنجازات التي حققتها المرأة الأفغانية على مدى السنوات الماضية، لا سيما أن الحركة لم تقدم تجربة “مبشرة” خلال حكمها السابق، حيث قمعت النساء بشكل واسع ومنعتهن من التعليم أو العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *