متابعات

إعلاميون لـ البلاد : فضفضة المتصلين والإذاعيين مضيعة للوقت

جدة ــ ياسر بن يوسف

انحدر الطرح المنتمي زورا وبهتانا للاعلام بطريقة مخجلة بلغ مرحلة التهريج والسذاجة في بعض الاحيان وتغيب الوعي العام والاستهتار بقدرة المتلقي وذائقته في الكشف عن المواد غير المناسبة خصوصا وان المتلقي في المطلق اصبح واعيا للطرح الاعلامي وفرز الطالح من الصالح ولديه حس اعلامي بدرجة امتياز وقد يصل إذا ما استمر الحال على هذا الوضع الى الاستعاضة عن التلميح بالتصريح واطلاق عبارات لا يمكن قبولها ” لو كنت مراية ماذا ستقول لمرايتك ” ؟ هكذا يأتي السؤال على مدى ساعة كاملة محمولا على اثير احدى اذاعات الـ” ف أم” لتأتي اجابات المشاركين بنفس ” موجة ” تفاهة السؤال، هذا البرنامج نموذجا لعشرات برامج السوالف الخالية من المضمون بما في ذلك الترفيه.

في البداية اكد مدير عام اذاعات جدة سابقا كبير المذيعين سلامة الزيد أن الاعلام وحاضنته ومدرسته التي تخرج خلف ميكرفوناتها صانعو الاعلام ونجومه واساتذته تم للاسف تهميشها واصبحت خارج دائرة الاهتمام كتخطيط وميزانيات ومنهجية برامجية رغم وجود نماذج مشرفة فيها لكن ضعف الضخ المالي واللامبالاة اصبحت سمة بارزة لمدرسة التهريج الاذاعي في محاولة لاستقطاب الرعاة والمعلنين متخلية عن دورها التنويري والتثقيفي والوطني. واعتقد ان القطاع الخاص له دور في تكريس هذا التوجه المتردي للاذاعة تماما كما هو مع من يسمون مشاهير وسائل التواصل فالارقام هي ما يعنيه ويوجه بوصلته الاعلانية بغض النظر عن المحتوى.

من جانبه أوضح الناقد الفني وائل سعود العتيبي، مهما كان نوع البرنامج الاذاعي، احث دائما على مدرسة الاستمتاع والتسلية والبهجة، فمن الطبيعي أن يكون هناك من يبحث عن البرامج الرصينة والمتزنة وذات المحتوى الثقافي الهام والمميز، لكن البهجة بحد ذاتها هدف وهي تذْهِب الغَمّ وتدْخِل السُّرور على النَّفْس ، لذلك لا يجوز مصادرة تواجد البرامج الترفيهية ولكن يتوجب ان تكون في سياق المعقول ولا تخرج عن الاطر المعروفة وتدخل ضمن البرامج الساذجة.


واضاف ببساطة مستمع الراديو ليس مضطراً للاستماع، هو يستطيع أن يغير التردد، وهو أيضا لا يتكلّف مجهوداً أو أجر مقعد في دار العرض، كمشاهدي السينما والتلفزيون فهو يستطيع أن يتابع المواد والبرامج والاستمتاع بها، في حين أنّه يقوم بأعمال أخرى ويقوم بذلك في أي مكان وزمان، داخل المكتب أو في البيت أو أثناء قيادة السيارة أو في نزهة في مكان قصي، ما يسمح للمستمع أن يكون بحالات مزاجية متعددة ، وهو لديه القدرة على أن يحكم على العمل بنفسه ولا يتأثر برأي من حوله. لذلك أراهن دائما على اجتهاد المذيع على مادته وثقافته والتي يجب أن تكون زاخرة بمتابعة مستجدات الحراك الثقافي والاجتماعي والترويج لرؤية الوطن بشكل ممتع وجذاب وبسيط والمرتبطة بهوية الوطن وقيم المجتمع، عبر برامج موجهة للجمهور الحقيقي للإذاعة السعودية بمضامين المنتج السعودي الإذاعي الغني بالتوعية والتثقيف والتسلية والأخبار والتفكير وأحوال الناس. تقول الإعلامية آيات موسى الظهور والنبوغ الإعلامي ليس بالشيء اليسير، والموهبة والفِطنة هما المُحددان الأساسيان لأي اسم يَنطلق في هذا المجال ولكن على المذيعين التثماشي مع موجة البرامج الجاذبة وعدم الاعتماد على برامج الفضفضة التي لا تفيد خصوصا وان هناك كما هائلا من اذاعات “اف ام” تسد فترة برامجها ببعض الحورات غير الهادفة. واتفقت المخرجة امينة السوداني ان الظهور والنبوغ الإعلامي ليس بالشيء اليسير، والموهبة والفِطنة هما المُحددان الأساسيان لأي اسم يَنطلق في هذا المجال وبالتأكيد هناك اهم ما يحتاجه الجمهور من تسلية وبهجة وثقافة .

واضافت انا لا اعتبر مستمعة جيدة للاذاعات ولكن على حد استماعي الى البرامج الصباحية في طريقي الى العمل، نعم اجد بعض المواضيع سطحية ولا تتناسب مع المثقفين ولكن قد تكون مناسبة للمستمع البسيط ، ولكن على كل حال يتوجب ان يختار المذيع البرامج الهادفة وفي نفس الوقت تساهم في الترفيه على المتلقي .
تقول أمينة ان المفكر الكندي آلان دونو يؤكد في كتابه «نظام التفاهة»، أن التافهين أصبحوا في المقدمة، وفي مختلف المجالات، ومن هذا المنطلق يفيض الكتاب بمرارة واضحة، ويشكل في كثير من تحليلاته ونتائجه مرثية طويلة تقع في نحو 300 صفحة من القطع الكبير للثقافة الجادة والرفيعة كما عهدناها .
واضافت كتاب دونو مترع بالمرارة، لأوضاع الثقافة والفكر في العالم بأكمله، قراءة نقدية تحلل مظاهر حالة من السطحية التي يعيشها الآن جميع البشر.

كما أشارت رانيا عقاد إلى أمور تنقص بعض الإعلاميين ، تتمثل في التدريب والتأهيل المستمرين الشاملين لمختلف المهارات الإذاعية والتلفزيونية، من حيث الاهتمام باللغة العربية ومفرداتها وتشكيلاتها، إذ من المعيب أن يظهر صوت مذيع سعودي من مهد الإسلام ومهبط الوحي ومتنزل القرآن، وهو ضعيف في اللغة العربية ولا يجيد قواعدها ولا يعرف تشكيل المُفردة. وأكد على أهمية الاهتمام بالثقافة العامة حتى يكون الإعلامي على معرفة واطلاع واسعين بما يجري من أحداث حول العالم، إضافة إلى التدريب على فن الإلقاء الذي صار علما وفنا مستقلا يُدرس في أقسام الإعلام في الجامعات، ضاربا المثل بالإعلامي ماجد الشبل، الذي كان عبقريا أمام المايكرفون وأنموذجا فذا في الإلقاء، سواء كان في البرامج الشعرية أو السياسية أو الحوارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *