لن أركز في مقالي هذا على وسائل التواصل الاجتماعي (وهي معروفة للجميع)، ولكن سوف أركز على الاعلام المقروء الذي أصبح منتشراً من خلال العديد من المواقع الالكترونية، لا تدري من اين تصدر؟ من يمتلكها؟ من يكتب فيها؟ أيضا، لن أركز هنا على كل المواضيع التي يتم التطرق اليها في فحوى تلك الصفحات الالكترونية! سوف أركز هنا على امرين اثنين فقط، والتي أحب ان اصفها بالهرطقات ومفردها كلمة هرطقة!
الهرطقة الأولى، هرطقة من يطلق على نفسه بـ (قانوني) والتي يقصد بها من يتحدث عن القانون! والهرطقة الثانية، هرطقة من يطلق على نفسه بـ (محلل الطقس) واقصد من يتحدث عن أحوال الطقس! ناهيك، عن أنواع أخرى من الهرطقات التي نشاهدها في الصفحات الالكترونية الاعلامية والصادرة ممن يطلق عليه (مستشار رياضي، مستشار نفسي، مستشار اقتصادي، مستشار سوق الأسهم) والعديد من (المستشارين) في شتى الميادين والتي كما ذكرت لن اتطرق اليها.
نأتي للحديث عن الهرطقة التي يطلقها من يلقبون أنفسهم بأهل القانون، ماذا اقصد بذلك؟ عندما يقع حدث في أي مجتمع (دولي مثلا)، ولنقل حدث لم يعتد الجميع على حدوثه! ويتم تناقله من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (الدولية) والمعروفة للجميع، تجد من يصف نفسه انه مستشار قانوني، تجده يطلق تفسيره القانوني عن ذلك الحدث الذي تم تداوله، وانه وبناء على المادة القانونية رقم وتاريخ فأنه سوف يتم سجن صاحب من قام بذلك التصرف في سجن الكتروني منفردا عدداً من السنين الالكترونية! وسوف تكون عليه غرامة مالية قد تصل الى ملايين من عملة البيتكوين (عملة الكترونية)! وتجد محللا اخر في موقع الكتروني اخر، يحلل قانونيا الوضع بطريقة اخرى ويقول سوف يكون هناك حكم ولكن مع وقف التنفيذ وذلك لعدم بلوغ صاحب الحدث (المراهق) السن القانوني! اما بشأن من قام بنشر الحادثة في وسائل التواصل فسوف يتم منعة من استخدام وسائل التواصل مرة أخرى.
وفي المقابل، وعن هرطقة محللي الطقس! وما يطلقونه من أسماء على نجوم ومنازل القمر خلال فصول السنة المناخية (الصيف والشتاء خاصة)، فحدث عن ذلك ولا حرج! القمر سوف يكون نزوله في هذا البرج هذه الليلة، وهو معروف عند اهل الغنم واهل الزرع بلقب (مطيح العزاب) وعند اهل الشام معروف بـ (زنود الست) وعند اهل الصعيد معروف بـ (يامسهرني)! وسوف ينقلب لون كوكب الزهرة بعد هذه المنزلة القمرية الى اللون البنفسجي ويكون هناك تزاوج بين كوكب الزهري وكوكب زحل في ليلة تكون قمرية ساطعة وخاصة لمن هم من اهل الساحل الغربي! وغير ذلك من هرطقات يمكن القول انها مسلسل درامي خليجي!
باختصار، وبصراحة (طالت ومسخت) كما كان يقول الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا رحمة الله، سواء كان من جهة هرطقة القانونيين او اهل الفلك والمناخ. فكل ما يصدر منهم، اجده ينصب في إطار انا (هنا) موجود وأريد ان تكون لي صورة او اسم في آلة بحث فخامة البروف الكبير (جوجل). هذا يقول وهذا ينفي وهذا يثبت وهذا يشجب (كما تقوم به بعض المنظمات الدولية غير الربحية). وفي الأخير، ينتهي العام الهجري، ويبدأ عام هجري جديد، وتعود تلك الهرطقات من جديد في الدوران مع ترديد نفس العبارات والمصطلحات وصادرة من نفس المهرطقين، سواء كان الموضوع متعلقا بحدث صدر من مراهق (ذكر او انثي) او متعلق بفصل من فصول المناخ الصيفية او الشتوية.
استشاري وباحث في الشأن الصحي
drimat2006@hotmail.com
