متابعات

رعاية المسنين واجب إنساني

جدة ــ نجود النهدي

تعد رعاية المسنين والاهتمام بهم واجباً حرصت المملكة العربية السعودية على تقديمه لهذه الفئة التي أفنت حياتها بالعطاء والتضحية، وتستحق الاحترام والامتنان والرعاية من خلال خدمتهم على أكمل وجه، وتقديم التسهيلات وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم، وتطوير الخدمات لرعايتهم بشكل يضمن تمتعهم بحقوقهم كافة لتوفير الحياة الكريمة لهم ولجميع فئات المجتمع دون استثناء، كما أن المملكة وضعت استراتيجية لرعاية كبار السن من خلال إنشاء دور الرعاية وتقديم عناية خاصة بهم والوقوف على كل ما يحتاجون إليه ،

كما أن دور الرعاية في المملكة تستقبل كبار السن الذين أعجزتهم الشيخوخة عن العمل أو الذين يعجزون عن القيام بشؤون أنفسهم، أو المرضى من المصابين بعجز بدني أو عقلي أفقدهم القدرة على العمل ورعاية أنفسهم ، فضلا عن ذلك أنشأت المملكة لجنة وطنية لكبار السن تتولى وضع الخطط والمشروعات الوقائية والبرامج التوعوية الهادفة إلى تلبية متطلبات كبار السن والهدف من هذه اللجنة هي رسم السياسة العامة لرعاية المسنين في المملكة واقتراح الأنظمة واللوائح الخاصة بالمسنين التي تكفل لهم حياة اجتماعية كريمة وتعزز مكانتهم, وترسيخ الوعي بأوضاع المسنين وقضاياهم بما يكفل مكانتهم الأسرية والاجتماعية ويعزز دورهم الإيجابي, وتشجيع الأسرة وتقوية دورها في رعاية مسنيها.

وفي هذا السياق أوضح طبيب الاسرة في وزارة الصحة الدكتور حازم رفاع أن المسنين في بالمملكة يتمتعون بجميع الخدمات التي تكفل لهم حياة كريمة، فضلا عن تعزيز صحة المسنين والشيخ النشط وتحسين نوعية حياتهم وأيضاً تطبيق مفهوم الرعاية الصحية الأولية صديقة المسنين وأخيراً تعزيز توفير الحياة الصحية الاجتماعية الكريمة للمسنين والمحافظة على دورهم الايجابي والمنتج في المجتمع.
‎واستطرد بقوله: لا تعني مرحلة الشيخوخة بالضرورة أن يصبح الإنسان أضعف بدنيا. إن اتباع نظام صحي من العادات يتألف من نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والنوم الجيد وترطيب مناسب للجسم، فإنه يمكن للشخص أن يزدهر بسهولة في الستينيات من العمر، لافتا إلى انه مع التقدم في العمر، يبدأ الإنسان في ملاحظة التغييرات في جسمه وكيف تؤثر بعض الأنشطة عليه، إذ ربما يجد أنه من المتعب استخدام الدرج بدلاً من المصعد، والوقوف لساعات طويلة يعد عبئًا ثقيلًا، وفي أحيان أخرى يكون هناك مزيد من المتاعب أو التعقيدات.

تغيرات الجسم
واضاف الدكتور حازم لكن لا تستدعي غالبية التغييرات على الجسم الشعور بالقلق، حيث إنها ليست إلا مجرد وسيلة يعبر بها الجسم عن المضي قدمًا لمرحلة الشيخوخة.

وفي حين أنه لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن هذا التغييرات، إلا أنه من المهم معرفة أنه من الممكن التغلب عليها من خلال الحرص على عادات معينة للحفاظ على الصحة العامة ولتجنب مخاطر نمط الحياة والمشاكل الصحية المرتبطة بالعمر. كما أن هناك عددا من العادات التي يجب تجنبها أو تقليلها عند الوصول إلى أعتاب الستين عامًا، وهي تتمثل في أنه من المهم أن يحرص كل شخص على الحصول على التطعيمات، خاصة مع التقدم في السن. لا يجب أن يحصل على لقاح كوفيد-19 فحسب، بل إن هناك لقاحات أخرى موصى بها للأشخاص، الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. ينبغي مراجعة الطبيب واستشارته فيما يتعلق بالحصول على تطعيم ضد الأنفلونزا والالتهاب الرئوي والسعال الديكي.

ووفقًا للهيئات الصحية في جميع أنحاء العالم، يجب أن يحصل كل شخص بالغ على لقاح الإنفلونزا السنوي، وخاصة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.


ضغط الدم
واضاف الدكتور حازم كما أنه مع تقدم المرء في العمر، من المهم أن يحرص على فحص ضغط الدم بانتظام. وبالنسبة للفرد السليم في الستينيات من عمره، يجب أن تكون مستويات ضغط الدم 120/80 أو أقل. إذا تُرك ارتفاع ضغط الدم دون رادع، فلربما يتسبب في إضعاف جدران الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والخرف، إلى جانب ذلك يتوجب عليه ممارسة التمرينات الرياضية بصفة منتظمة أمر مهم لأي فئة عمرية. ولكن تصبح أكثر أهمية عندما يصل الشخص إلى الستينيات من العمر.

ومن الطبيعي أن يصبح المرء أقل نشاطًا مع التقدم في العمر، لكن يحتاج الجسم إلى الحركة والنشاط البدني خلال هذه المرحلة. يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في الستينيات من العمر في تقليل مخاطر هشاشة العظام وضمور العضلات ونمط الحياة والمشكلات الصحية المرتبطة بالعمر وتحسين التمثيل الغذائي والنوم. إن الخمول وقلة الحركة، خاصة عندما يتقدم الجسم في السن، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع 2 والسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية والخرف.

الإصابة بالجفاف
واضاف الدكتور حازم أن الدراسات تشير إلى أنه مع التقدم في العمر، يتضاءل الشعور بالعطش، مما يؤدي بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف، الذي ينجم عنه زيادة في مخاطر التهابات المسالك البولية وتقلبات ضغط الدم وانخفاض النشاط والتعب واضطراب الكهول.

إن الفكرة الأساسية من تناول الأدوية (في مرحلة الستينات) هي تعزيز الصحة العامة. في حين أن الأدوية ليست سوى الخطوة الثانية في تحسين الصحة، فإن العوامل الأساسية التي يجب إعطاؤها أهمية هي اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتغيير نمط الحياة ليصبح صحيًا.

فمن الضروري الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ ولكن يجب أيضًا عدم الاستمرار في الاعتماد عليه لمدة أطول. بمجرد انتهاء الدواء، يجب التحدث إلى الطبيب المعالج ومعرفة ما إذا كان من الضروري الحصول عليه لفترة تالية أم لا.

متابعة دورية
ومن جانب آخر ذكر الدكتور. مانع مبارك الشهراني” استشاري طب الأسرة وطب النوم حيث قال: ‏تعتبر الشيخوخة من الفئات العمرية اللي تحصل فيها كثير من التغيرات الفسيولوجية المرتبطة بتقدم العمر مثل قلة ساعات النوم ومعدل الإصابة بالأمراض المزمنة حيث من المهم في هذه الفئة العمرية المتابعة الدورية مع الطبيب للتحكم في هذه الأمراض لمنع وتقليل حدوث مضاعفاتها كذلك التقييم الدوري ليعض الأمور الهامة كاختبارات الذاكرة وتقييم الوضع النفسي وترتيب الأدوية حسب أهميتها وتأثيراتها الجانبية .كذلك تقديم الدعم وتعليم الأقارب ومقدم الرعاية لكبير السن والحرص على تهيئة البيئة المحيطة بالمريض لتجنب السقوط حيث يعتبر من أهم المشاكل التي يجب تجنب حدوثها لدى كبار السن.

وبالنسبة للنوبات القلبية لدى الشباب؛ ‏هذه الفئة العمرية تعتبر من أكثر الفئات تأثرا بفايروس كورونا وذلك لضعف الجهاز المناعي في هذا العمر ووجود الأمراض المزمنة التي بحد ذاتها هي عوامل خطورة لمضاعفات أخرى كالنوبات القلبية.

مجتمع حيوي
الأخصائي الاجتماعي محمد الحمزة أوضح أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تشير إلى محور «مجتمع حيوي» لعدة أهداف تدعم التوجه لأهمية العناية بأفراد المجتمع بصفة عامة مثل الاهتمام بالأسرة، بناء شخصيات الأبناء، تمكين المجتمع، رعاية الصحة، ولكن من الأهداف الاستراتيجية للرؤية الارتقاء بدور أكبر للأسرة في تعليم أبنائها، والارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي، وزيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عاماً وذلك عبر إيجاد أسلوب مبتكر لصحة ذات جودة عالية وفاعلية أكبر.

وللمساهمة في الوصول لمجتمع حيوي وتحقيق هذا الهدف فإن الجهات الصحيّة والاجتماعية والخدمية في المملكة تتولى ببناء وتصميم برامج صحيّة واستشارية وعلاجية «اجتماعية ونفسية وتربوية» مبتكرة تخدم كبار السن من الرجال والنساء لتحقيق أعلى مستوى من جودة الحياة لهم ولأفراد المجتمع كافة، حيث يعاني الكثير منهم من بعض المشكلات التي قد تعيق مسيرة حياتهم الطبيعية، ومن أهم المشكلات التي تواجههم في هذه المرحلة هي الفجوة الاجتماعية والثقافية بينهم وبين أفراد المجتمع المحيطين بهم، مما يؤدي بهم للشعور بالعزلة والانزواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *