الدولية

ضربات استباقية للقضاء على الإرهاب في العراق

جدة – البلاد

تعمقت الجهات الأمنية العراقية في حسم التفلتات الأمنية التي تتسبب فيها المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران في مختلف المحافظات والمدن، وضرب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مجدداً بيد من حديد للقضاء على الإرهاب، عندما أمر أمس (الاثنين)، بتنفيذ عمليات عسكرية استباقية ضد التنظيمات الإرهابية على راس “داعش” في كركوك، وذلك لمنع الخلايا النائمة من إعادة التشكيل وتكرار الخروقات، بعد الحادثة الإرهابية الأخيرة التي أودت بحياة 12 عنصراً أمنياً، وأدانتها وزارة الخارجية السعودية، معربة عن إدانة المملكة للاعتداء الإرهابي، الذي استهدف نقطة تابعة لقوات الأمن العراقية في محافظة كركوك، وأسفر عن وفاة وإصابة عدد من قوات الشرطة العراقية. وجددت وزارة الخارجية السعودية التأكيد على تضامن المملكة مع جمهورية العراق ووقوفها مع الأشقاء العراقيين في مواجهة العنف والتطرف والإرهاب، مؤكدة موقف المملكة الرافض لهذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة. وقدمت وزارة الخارجية، العزاء والمواساة لذوي المتوفين ولجمهورية العراق حكومةً وشعبًا مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أن هناك “بعض الجهات” التي تحاول “خلق فتنة” قبل الانتخابات النيابية المرتقبة في أكتوبر المقبل، والتي وصفها بالمصيرية، مؤكدا خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الأمن الوطني، غداة مقتل 12 عنصر أمن في كركوك بهجوم نفذه تنظيم “داعش” على حاجز أمني، أن “سوء الإدارة والتقصير” من قبل بعض القيادات الأمنية تَسبّب في “خروقات كبيرة”، مشدداً على ضرورة وضع آليات جديدة لتجنّب تكرار الحوادث الأمنية.
ودعا الكاظمي لضرورة “تفعيل دور الأجهزة الاستخبارية، وإيجاد آليات تنسيق فاعلة بين مختلف المؤسسات الأمنية والعسكرية لتجنب الخروقات”، موجها بتشكيل لجنة مركزية للتحقيق بهذه الخروقات ومنع تكرارها.

وخلال الأشهر الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من “داعش”، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى، المعروفة باسم “مثلث الموت”، بينما نفذت القوات العراقية خلال الأسابيع الماضية عمليات عسكرية واسعة في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وشمالي بغداد ضد خلايا التنظيم الإرهابي. وتواصل إيران وأذنابها العمليات الإجرامية لزعزعة استقرار العراق، إذ دعا الحرس الثوري الإيراني سكان المناطق الحدودية في إقليم كردستان شمال العراق، للابتعاد عن أماكن يزعم أن حزب مناهض لطهران يتخذها كمقار لعناصره، تمهيداً لخلق الفوضى هناك.
ومنذ سنوات تطارد طهران، حزب العمال الديمقراطي الكردستاني المعارض لنظام المرشد عبر سلسلة من الهجمات البرية والجوية في عمق الأراضي العراقية ضمن الشريط الحدودي للإقليم، ما جعل التوتر مستمراً في الإقليم. وجراء العمليات العسكرية التي تنفذهما طهران في شمال العراق، باتت العديد من القرى الحدودية خالية من أهلها هرباً من مناطق النيران، بحسب مراقبين، ما يمثل انتهاكات تهدد سيادة البلاد وتنذر بتداعيات ومخاطر تهدد المنطقة برمتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *