جدة – نجود النهدي
رغم التخفيضات على بعض السلع الغذائية وغيرها ، لا يزال تضارب الأسعار وتفاوتها بالنسبة للسلعة الواحدة ، ظاهرة واضحة بين مختلف المحلات ، وفق فائدة كل محل من زيادة الأسعار ، مما دعا بعض المستهلكين إلى المطالبة بالتطبيق الحازم لتحديد هامش الربح للسلعة في كل المحال التجارية وتقليل تفاوت الأسعار،حفاظا على التوازن في البيع والشراء سواء للمستهلك أو البائع.
وفي هذه الجولة رصدنا “الكورن فلكس” بحجم الواحد كج العبوة الاقتصادية في أحد محلات السوبرماركت بسعر ٣٠.٢٥ ريال وفي مواقع آخر بسعر ٢٢.٩٥ ريال ، وهنا نرصد آراء بعض المستهلكين حول الفروقات والتخفيضات ، وهل الغلاء مرتبط بالجودة أم طمعا في ربح أكبر.
بداية تقول “رانيا عبد الله” بخصوص التخفيضات الموسمية إن بعض العروض مغرية، ولكن المستهلك قد لا ينتبه إلى أن تاريخ المنتج قد ينتهي بعد شهر أو شهرين فيقع في فخ ضيق الوقت الذي يفترض أن يقوم المتجر بإيضاح قرب انتهاء تاريخ المنتج ، خاصة مع إعلان العروض الترويجية المبالغ فيها من بعض المحلات والتي قد تغرير المستهلك بشراء ما يزيد عن حاجته ، وبذلك يضمن المحل تصريف المنتج الذي ستنتهي صلاحيته أو لعدم إقبال المستهلكين عليه.
من جهتها تقول منيرة محمد إن التخفيضات سلاح ذو حدين، إياك والوقوع في فخ اللا مهم والأشياء التي لا تحتاجها، لتجد نفسك فقدت الكثير بدون جدوى وفائدة، مواسم التخفيضات “الحقيقية ” هي فرصه لشراء المهم وما تريده “فقط” لا ما تشاهده.
بين البائع والمشتري
وتطرح هند عبد الله جانبا آخر قائلة: الفروقات قد تكون بسيطة في ميزان الأسعار ، لكنها في النهاية تعود على تلك المحلات بعوائد كبيرة وخصوصا للسلع التي يتم شراؤها باستمرار مثل المواد الغذائية، وهنا ضرورة التدخل لضبط المغالاة في الأسعار ، وهذا يحمي المستهلك من الغلاء غير المبرر ، وأيضا يوفر عليه عناء البحث بين المحلات والمراكز التجارية للمقارنة في الأسعار ، خاصة أن بعض التجار يتلاعبون والمستهلك يدفع الثمن في النهاية. ولكن ماذا عن المحلات وتقييمها لسلوك المستهلك؟ هنا يرى عابد ، وهو بائع في أحد المحلات التجارية ، أن عددا كبير من الناس لا يمانعون في الشراء ويغضون النظر عن الفارق السعري خصوصا إذا كان قليلا، وطالما أن المحل يعرض منتجاته بصورة جيدة ونظيفة، كما أن البعض يشتري حاجته رغم زيادة السعر في حال قناعتهم بأن البضائع المعروضة في المحل هي الأفضل والأجود، لافتا إلى أن النساء يشترين السلعة التي يرغبنها بأفضل أسعار ممكنة ، على العكس من الرجال الذين يشترون الاحتياجات مثل ما هي وبأسعارها الموجودة دون المقارنة بين نفس السلع في المحلات الأخرى.
إرشادات بسيطة
أخيرا مع دانة فلمبان، اقتصادية ومتخصصة علوم مالية ، حيث توضح أن أغلب المستهلكين يقرنون بين مستوى جودة المنتج بسعره خصوصا إذا حصل عليه تخفيض بشكل كبير، لكن بشكل عام مواسم التخفيضات مثلها مثل أي شيء تعتبر سلاحا ذا حدين، قد ينجرف بعض المشترين وراء عروض الأسعار ويجد نفسه قد أنفق أكثر مما قد ينفق في الحالة العادية أو أنهم قد يبتاعوا ما لا حاجة لهم فيه.. ومن هنا أقدم بعض الإرشادات بشأن مواسم التخفيضات:
– في حال شراء ملابس مخفضة السعر انتظر موسم التخفيضات واشتري في بدايتها حتى تجد المقاس المطلوب أو اللون بعكس نهاية فترة التخفيضات.
– بالنسبة للمواد الاستهلاكية: إذا كان التخفيض كبيرا وتاريخ الانتهاء بعيدا اشتر أكبر قدر ممكن ، وإذا كان تخفيضا متوسطا اشتر حسب حاجتك الحالية ، أما إذا كان التخفيض قليلا فالأفضل تأجيل شراء ما ليس ضروريا.