الدولية

“بنجشير” ساحة صراع.. وفشل المفاوضات مع المقاومة

كابل – البلاد

بينما أعلنت حركة طالبان أن زعيمها هبة الله أخوندزاده سيتولى رئاسة الحكومة، أكد قيادي في الحركة فشل المحادثات بشأن ولاية بنجشير، ودعا السكان لإقناع المقاومة بالتفاوض للتوصل لسلام، بينما احتدم القتال في الولاية العصية على طالبان منذ سنوات، ما أدى لمقتل أكثر من 8 أفراد تابعين لحركة طالبان واعتقال 19 آخرين، فيما اعتبر مراقبون أن المواجهات التي حدثت أمس (الأربعاء) بين قوات أحمد مسعود وطالبان هي الأعنف بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. وقال قائد جبهة المقاومة الأفغانية المتمركزة في ولاية بنجشير أحمد مسعود، إنه سيوقف أنشطته وينسحب من السياسة، إذا أقامت طالبان حكومة شاملة وضمنت الحرية والمساواة بين المواطنين. وأوضح مسعود، وفقاً لمجلة “فورين بوليسي”، أنه “إذا ما اعتزمت طالبان تقاسم السلطة مع الجميع، وإقامة العدل ومنح المساواة والحرية للجميع في أفغانستان، حينها سوف أتراجع وأنسحب من السياسة”.

ولا تزال واشنطن تراقب الموقف الأفغاني على الرغم من انسحابها قواتها بالكامل من كابل، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جاين ساكي، إن فرض عقوبات على حركة طالبان “يتوقف على سلوكها”، مبينة أن الولايات المتحدة لن تتعجل بالاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان. يأتي ذلك بالتطابق مع حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي قال: “سنتابع أفعال حركة طالبان وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها”، مشدداً على أن “المهمة في أفغانستان لم تنته بعد”. وتابع: “سنواصل مكافحة الإرهاب في أفغانستان ودول أخرى دون حروب برية”، معلناً انتهاء حقبة التدخلات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل وبناء الدول، كما وجّه كلامه لتنظيم “داعش” قائلاً: “لم ننته منكم بعد. الولايات المتحدة لن تسامح ولن تنسى وسنطاردكم”، مشددا على أهمية الاعتماد على الضربات الجوية للقضاء على تنظيمات إرهابية. وقطع بايدن بأنه لن يرسل جيلاً جديداً من الأمريكيين إلى أفغانستان، مؤكدا أن الوقت حان لإسدال الستار على حرب أفغانستان بعد عقدين من التضحيات، معتبراً أن الخروج من أفغانستان كان الخيار الأفضل للولايات المتحدة، فيما ذكر رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراءات تمكنه من الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء العسكرية لرعاياه في مواقف مثل ما حدث في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة. إلى ذلك، أعلنت حركة طالبان أنها ستحظر الموسيقى في البلاد على الرغم من حديثها السابق بأنها ستكون أكثر حداثة وتمنح الشعب حريته، إذ أغلقت أبواب المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، الذي قال مؤسسه ومديره، دكتور أحمد سرماست وفقا لـ”BBC”: “جميع الطلاب خائفون وقلقون. إنهم يفهمون بوضوح أنهم إذا عادوا إلى المدرسة، فربما يواجهون عواقب أو سيُعاقبون على ما فعلوه”. وقال إن بعض الطلاب قاموا بالفعل بتسليم آلاتهم الموسيقية إلى المدرسة عندما استولت طالبان على كابل. وفسر دكتور سرماست أن ما قام به الطلاب هو لأنهم اعتبروا أن هذا الإجراء أكثر أمانًا من إبقائها في المنزل، حيث يمكن أن يعثر عليها مقاتلون من طالبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *