الدولية

“مؤتمر بغداد”.. إجماع على مواجهة الإرهاب

بغداد – البلاد

أجمع المشاركون في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، على أهمية مواجهة التطرف والإرهاب، ودعم العراق لاستعادة مكانه التاريخي وموقعه في العالم العربي، وتعزيز أمنه واستقراره، مؤكدين أن أمن بغداد من أمن دول المنطقة، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في افتتاح المؤتمر أمس (السبت)،إن بلاده ترفض أن تكون منطلقا لأي تهديد لأي جهة، مشيرا إلى أن القضاء التام على الإرهاب يتطلب مواجهة الظروف والبيئة الحاضنة له، مشددا أنه لا عودة للماضي أو المسارات غير الديمقراطية أو الحروب العبثية، وأن “ما يجمع شعوبنا أكثر مما يفرقها”.
وقطع وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان، بدعم السعودية للعراق، مشيرا الى أن “القيادة في السعودية لا تدخر جهدا في دعم العراق على كافة الأصعدة”، لافتا إلى أن “المؤتمر يتزامن مع تحديات تتطلب منا رفع مستوى التنسيق”، مجددا التزام المملكة بدعم واستقرار وتنمية العراق، ودعم حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بما يضمن استقرار العراق. وتابع:”ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، يستلزم عراقاً آمناً مستقراً ذا سيادة، مرتبطاً بعلاقات وثيقة مع عمقه العربي وجواره الإسلامي”. وأضاف: “السعودية تواصل التنسيق مع العراق لمواجهة خطر التطرف”، مثمنا دور الحكومة العراقية في ضبط السلاح المنفلت بيد الميليشيات، مؤكدا على أن “الحوار هو نهج المملكة في التعاطي مع أي خلافات دولية أو إقليمية”.

وأكد سموه أن الروابط التي تجمع بين المملكة والعراق تاريخية، نابعة من الأخوة العربية والإسلامية ومبادئ حسن الجوار والمصالح المشتركة، مشيدا بالتطور الملحوظ الذي تشهده العراق على جميع المستويات، نتيجة للعمل الجاد والصادق من الحكومة العراقية وشعبها الشقيق. وأضاف: “ها نحن هنا اليوم لنؤكد أننا مستمرون في العمل على ما يعزز أمن العراق واستقراره، ويحفظ مؤسساته ومكتسباته ويبرز من ذلك أهمية العلاقات السعودية العراقية في تدعيم ممكنات التنمية والتعاون الإقليمي”، منوها بمنجزات أعمال مجلس التنسيق السعودي العراقي، وما اشتملت عليه من آفاق للتعاون في مختلف المجالات السياسية، والأمنية، والتجارية، والاستثمارية، والسياحية، وما أسفرت عنه دورته الرابعة هذا العام، ومنها تأسيس صندوق سعودي عراقي مشترك يقدر رأس ماله بـثلاثة مليارات دولار، مساهمة من المملكة في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في جمهورية العراق، بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي، وتكثيف التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة، وإنجاز مشروع الربط الكهربائي، ودعم جهود إعادة الإعمار. وأوضح سمو الأمير فيصل بن فرحان، أن افتتاح معبر عرعر الحدودي بين المملكة والعراق بمساحة تفوق مليون ونصف المليون متر مربع، يكرس لشراكة وثيقة وبناءة، ويشكل في المستقبل عصباً للتجارة البينية، ورافداً اقتصادياً، ومنطقة لوجستية ذات أهمية للبلدين الشقيقين، وجدد سموه دعم المملكة لحكومة دولة رئيس مجلس الوزراء العراقي بما يضمن استقرار العراق ووحدة أراضيه.

وقال سمو وزير الخارجية:” إن المملكة تأمل أن تستمر مسيرة النجاح للحكومة العراقية في السعي نحو استقرار وازدهار جمهورية العراق، وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب العراقي”، مضيفاً أن المملكة تدعم تضافر كافة الجهود الدولية لتحقيق ذلك، مشيرا إلى استمرار المملكة بالتعاون والتنسيق مع العراق والدول الشريكة في المنطقة لمواجهة خطر التطرف والإرهاب، اللذان يهددان دول المنطقة والعالم، وذلك من منطلق التزام المملكة ومبدئها الراسخ في مكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومظاهره وأساليبه وحيث وجد، مؤكدا أن المملكة تدعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي لبقايا تنظيم داعش الإرهابي. وأوضح سموه أن أهداف السياسة الخارجية للمملكة، المساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهـار إقليمياً وعالمياً، والسعـي لضمـان تحقيق رؤية المملكة 2030، والتي تطمح المملكة من خلالها أن يكون اقتصادها رائداً، ومجتمعها متفاعلاً مع جميع مجتمعات العالم، ومساهماً في نهضة البشرية وحضارتها، لافتا إلى أن عوائد تحقيق رؤية المملكة 2030 سوف تنعكس إيجاباً على التنمية والازدهار، ورفاهية شعوب المنطقة، كما أشار إلى أن المملكة أعلنت عن عدد من المشاريع الاقتصادية والتنموية مع العديد من الدول إدراكا منها لأهمية الشراكة الاقتصادية في المنطقة. وقال سموه :”لتحقيق أي تنمية اقتصادية مستدامة لابد من الالتفات إلى التحديات البيئية وفي هذا السياق، فقد أعلن صاحب السمو الملكي ولي العهد عن مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ونتطلع للعمل عن كثب مع شركائنا في العراق ودول المنطقة لإنجاح هذه المبادرات”.

وأوضح سموه بأن دبلوماسية المملكة تدعم بشكل فعال السلم والحد من النزاعات، وتؤكد على أن الحوار هو نهج المملكة في التعاطي مع أي خلافات إقليمية أو دولية، للحفاظ على أمن واستقرار شعوب دول المنطقة، مشدداً على أهمية احترام سيادة العراق والدول العربية والإسلامية، وترفض أنشطة التدخلات الخارجية في بعض الدول العربية، مما سيساهم بشكل رئيسي في التعايش السلمي لجميع دول المنطقة. واستطرد قائلا: “إن المملكة تنظر بعين التفاؤل، نحو قدرة العراقيين حكومة وشعباً على تحقيق ما يصبون إليه من رفعة وتقدم وازدهار، مستمدين ذلك من قوة انتمائهم الوطني، وما حباهم الله به من ثروات طبيعية، وكفاءات بشرية، وموروث حضاري وإسلامي عريق، ورسم مستقبل يتناسب مع مكانة العراق العربية والإقليمية والدولية، مؤكداً استمرار المملكة بالوقوف إلى جانب العراق في مسيرته نحو مستقبل مشرق وواعد”. وبحث سموه مع الكاظمي في القصر الرئاسي ببغداد، العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، كما تطرق الجانبان إلى تعزيز التنسيق الثنائي المشترك وكل ما من شأنه أن يُسهم في استقرار المنطقة وحفظ الأمن والسلم الدوليين، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدا دعم المملكة للعراق في استضافته لهذا المؤتمر، وما يشكله من أهمية كبيرة في تأكيد أمن المنطقة واستقرارها. ونقل وزير الخارجية تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد لرئيس الوزراء العراقي، ولحكومة وشعب العراق الشقيقة، فيما حمله دولته تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وحكومة وشعب المملكة. من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “نحن هنا من أجل العراق وأمنه واستقراره”، منوها إلى أن العراق عانى الكثير من الحروب والويلات وأن بلاده ملتزمة بتقديم الدعم للعراق وقواته المسلحة لمكافحة الإرهاب، بينما اعتبر ملك الأردن عبد الله الثاني، أن دعم العراق أولوية للجميع، مشددا على أن أمن العراق واستقراره من أمن دول المنطقة، مثنيا على على جهود الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية في مكافحة الإرهاب، فيما أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن العراق مؤهل لدور فاعل في إرساء الأمن والسلام في المنطقة، وأن أمن العراق من أمن دول المنطقة. بدوره قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: “نريد تدشين مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي”، منوها إلى الجيش العراقي تمكن من إلحاق الهزيمة بالإرهاب. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إن قمة بغداد خطوة مهمة على طريق عودة العراق لدوره الطبيعي في محيطه الإقليمي، فيما أشار رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد، إلى أن استقرار الأمن في العراق يسهم في استقرار المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *