رياضة مقالات الكتاب

هل لدينا رياضة؟

*بدأ موسمنا الرياضي، وعاد إلى ذهني تساؤل قديم كنت أكرره بيني وبين نفسي، هل ردود الأفعال التي نشاهدها حول الأحداث الرياضية تتواكب ومسمى رياضة؟ الإجابة من وجهة نظري لا؛ بل لا تمُت للرياضة بصلة. لم أقل ذلك اعتباطًا أو دون سبب جوهري فردود الأفعال تلك التي نشاهدها عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل من قِبَل مسؤولي الأندية واللجان ومن قِبَل الإعلاميين والجماهير هي مَن تؤكد ما ذهبت إليه، فهي (أي ردود الأفعال) تدل على أن مفهوم الرياضة لدينا لا يتجاوز؛ كونها كرة نرميها في الملعب ويجري خلفها اللاعبون (90) دقيقة ثم نتقاتل عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل حول نتيجتها، بينما مفهوم الرياضة الحقيقي أشمل وأعم وأنقى بكثير مما نشاهده ونسمعه. فالرياضة سُمُوْ وفروسية وشهامة وأخلاقٌ رفيعة. الرياضة تواضع عند الفوز وابتسامة عند الهزيمة. الرياضة أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك. هي تنافس شريف لا يتجاوز حدود الميدان. الرياضة ليست تبادل الشتائم والقذف والاتهامات وبالتالي كل ما نراه ونسمعه بعد المباريات لا يتماثل مع مفهوم الرياضة أعلاه. إن ما يحدث من وجهة نظري يرسّخ للحقد والكراهية، ويؤصل للشقاق والنفاق والعنصرية والتباغض، ويوسع الفجوة التي بدأت تظهر في العلاقات الإنسانية.. أي رياضة تلك التي تبيح للأخ معاداة أخيه أو كُره الخير لقريبه أو صديقه أو زميله بحجة أنه لا يماثله في الميول؟ فعلى سبيل المثال: كم أهلاويًا الآن تمنى حصول الاتحاد على العربية؟ كم نسبة من تمنوا هبوطه في الموسمين الماضيين؟ بالتأكيد عدد لا يُحصى، في المقابل: كم اتحاديا يتمنى تحقيق الأهلي بطولة؟ كم هلاليا يتمنى فوز النصر بمباراة ناهيك عن بطولة وكم نصراويا يتمنى الخير للهلال؟ جميع الأسئلة لها إجابة واحدة وهي: لا أحد إلا فيما ندر.. ألا يدلُّ ذلك على نجاح مسألة ترسيخ وتأصيل التعصب بين الجماهير؟ أين نحن من الإيمان بأن ما هو مكتوب لك سيأتيك رغم ضعفك وأن غير المكتوب لن تناله بقوتك؟ وأن كل ما يحصل لأي ناد –له أو عليه- مكتوب.

* بالله عليكم كم شخصا لدينا سواء من مسؤولي الأندية أو من الإعلاميين أو حتى من الجماهير نجده يتعامل مع الأحداث الرياضية بعقلانية؟ أكرر عبارة بعقلانية. أجزم أنها نسبة ضئيلة جدًا لا تُذكَر، لأننا لو تعامل نصفنا فقط بعقلانية لما شاهدنا هذا التناحر والتباغض بسبب كرة القدم. إن أصدق عبارة تصف ما يحدث هي: أن رياضتنا ميووووول لا يعرف الاستقامة.

تغريدات
*لأنني كتبت هذا المقال قبل نهائي العربية فإنني سأتخيل ردود أفعال الاتحاديين بعد المباراة في كلتا الحالتين( الفوز والخسارة) لا قدّر الله ، ففي حالة الفوز سنرى من يُصور لنا الإدارة بأنها أفضل إدارة مرت في تاريخ النادي وأن أنمار وكعكي هما ضالة النادي وأن ما قدّماه من عمل يُعد من المستحيلات وهناك من سيَصِف الفريق بأنه مرعب ولا يُضاهيه فريق في العرب وآسيا، وربما العالم وأن اللاعبين من طينة أخرى ولا يماثلهم في التميز إلا الدون وميسي وراموس وأن كاريلي مدرب داهية سيجلب للاتحاد كل بطولات الموسم بل ويستحق تدريب المنتخب البرازيلي، وسنرى كل العبارات منمقة تهطل على الإدارة واللاعبين والجهاز الفني ، أما في حال الخسارة فإن الإدارة متخبطة ولا تفقه شيئا وأقل من أن تقود كيانا بحجم الاتحاد وأنها أضاعت على الاتحاد أسهل بطولة، سنجد من يجرد اللاعبين من كل الصفات الحسنة التي يتمتعون بها، ففهد عالة ولابد من التخلص منه، والدفاع متهالك بدون حجازي، ويجب إلغاء عقد كاريلي، وراح نهبط هذا الموسم، وسيتم جلب كافة العبارات السلبية والمسيئة والمحبطة التي تهدم ولا تبني.

* عن نفسي، سواء فاز الاتحاد أو خسر سأبقى متمسكًا برأيي بأن كاريلي لا يصلح للاتحاد.
* وأن إدارة الاتحاد اجتهدت كثيرًا وتعبت أكثر، أصابت في الكثير من قراراتها وأخطأت في بعضها وبقدر الجهد سيأتي النجاح، وبإذن الله، سينجحون فيما تبقى لهم، وفي نفس الوقت أرى أنهم مهما عملوا فهو في حق الاتحاد قليل مقابل ما أعطاهم، ويكفي ارتباط أسمائهم باسمه ككيان كبير له الفضل بعد فضل الله، في التعريف بهم كما فعل مع أسلافهم.
@alshaikhiahmed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *