تونس – البلاد
تجتهد جماعة الإخوان المسلمين في إرباك المشهد السياسي بتونس منذ إصدار الرئيس قيس سعيد قرارات لا تصب في مصلحتها، بل تقيّد حركتها وتوقف فساد أعضائها، غير حركة النهضة الإخوانية فشلت في رد سياسي على الرئيس، لذلك لجأت إلى أساليب أخرى، ما دفع الرئيس التونسي لاتهام الإخوان بمحاولة اغتياله، وبالفعل تمكنت السلطات الأمنية التونسية، من الإطاحة بإرهابي خطط لاغتيال سعيّد خلال زيارة كان سيؤديها إلى إحدى المدن الساحلية، الواقعة شرقي تونس، واتضح أن المتهم يتبع لجماعة “الذئاب المنفردة” الإرهابية التي تربطها صلة وثيقة بتنظيم الإخوان المسلمين وفق تقارير أوروبية.
وطبقا لما أوردته صحيفة “الشرق”، أمس (الأحد)، فإن المتهم الذي كان يحضر لعملية اغتيال تستهدف رئيس الجمهورية، تم القبض عليه خلال الساعات الماضية، وهو أحد “الذئاب المنفردة”، مشيرة إلى أن الأبحاث انطلقت معه وهو رهن التحقيق.
وقبل أيام، تمكنت الوحدات الأمنية بمحافظة المنستير شرقي تونس، من إيقاف إرهابي يحرض على قتل رئيس الجمهورية عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إضافة إلى نشر تدوينات ذات منحى إرهابي، فيما اتهم الرئيس التونسي قيس سعيّد أطرافا سياسية، بالسعي لتدبير محاولات لاغتياله، وقال إنهم يفكرون في القتل والدماء، مشددا على أنه “لا يخاف إلا من الله، وإن مات سيكون شهيدا”. ويرى أن أطرافا وصفها “بالمتآمرين، تسعى “لتأليب الدول الأجنبية على رئيس الجمهورية وعلى بلادهم”، مشددا على أنه سيتم التصدي لهم بالقانون.
وفيما بدا أنها خطوة لإبعاد الاتهامات أو التلميحات الموجهة إليها بالوقوف وراء محاولات استهداف حياة قيس سعيّد، تحركت حركة النهضة، ودعت إلى التحقيق في تصريحات سعيّد، التي تحدث فيها عن وجود محاولات لاغتياله، وذلك لإنارة الرأي العام وتحديد المسؤوليات.
ونزلت قرارات الرئيس التونسي بتعليق البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، كالصاعقة على بيت العنكبوت الإخواني الهش، ومثلت ضربة قاصمة لزعيم إخوان تونس؛ رئيس البرلمان المجمد، راشد الغنوشي، الذي اكتفى ببيانات منددة، بينما يرى متابعون للشأن التونسي أن خلف الصمت الإخواني على قرارات الرئيس التونسي، غرفة عمليات أخرى، تعدّ لإذكاء نار الإرهاب، وزرع الفتنة في البلاد، تصل حد تهديد قيس سعيد بالاغتيال.
ولا تبدو الأيادي الإخوانية بريئة من محاولات اغتيال سعيد، حيث أن تاريخ إخوان تونس حافل بالعمليات الإرهابية انطلاقا من محاولة اغتيال الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عام 1987، كما أنهم حاولوا اغتيال سلفه زين العابدين بن علي سنة 1991، في مدينة “براكة الساحل ” التابعة لمحافظة نابل، بالإضافة إلى أن حركة النهضة متهمة بالتورط في مقتل القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وتؤكد مصادر أمنية، وفقا لـ”العين الإخبارية”، أن الإرهابي الذي كان يريد استهداف سعيد بجهة الساحل، هو تونسي تلقى تدريبا في ليبيا وتسلل إليها في أوائل شهر أغسطس الجارين، عبر الحدود البرية، موضحة أن الوحدات الأمنية فككت منذ بداية هذا الشهر أربعة خلايا إرهابية توصف بالنائمة. من جهته، كشف المتحدث السابق باسم الداخلية التونسية خليفة الشيباني أن عدد الإرهابيين الذين تم تسفيرهم لبؤر التوتر خلال فترة حكم النهضة يتجاوز 3000 إرهابي. وقال إن حركة النهضة وفرت البيئة السياسية لتنامي الإرهاب خلال العشرية الأخيرة، كما أن فترة حكمها كانت جحيما على التونسيين.