جدة – نجود النهدي
تقترب عودة الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة وبداية العام الدراسي الجديد وسط الاستعدادات الكبيرة التي توليها وزارة التعليم بالتعاون مع القطاعات المختلفة كل اهتمامها وذلك لتجهيز كافة الجامعات والمدارس استعدادا لعودة الطلاب. وبالرغم من هذه الاستعدادات الكبيرة وتجنيد كافة الطاقات واستثمار كل الامكانيات إلا أن هذه العودة تواجه عددا من التحديات خصوصا في التعليم العام تأتي الاشتراطات والإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا كوفيد 19 على العالم في قمتها وأهمية أخذ جرعتين من لقاح كورونا لمنع انتشار فيروس كورونا بالإضافة إلى صعوبة تطبيق التباعد الاجتماعي في المدارس وظهور عدد من المتحورات الجديدة للفيروس سريعة الانتشار.
وكانت وزارة التعليم أعلنت أن نسبة تحصين الطلاب والطالبات من الفئة العمرية المستهدفة بالتطعيم تجاوزت 70% منهم من تلقوا جرعة واحدة ومنهم من تلقوا جرعتين ومنهم من تعافوا بعد الإصابة، وتعمل وزارة التعليم بكل ما تستطيع بالتنسيق مع وزارة الصحة لرفع نسبة التحصين لضمان عودة آمنة للطلاب والطالبات مع بداية العام.
وقامت الوزارة بدورها في التهيئة للعام الدراسي والاستعداد فيما يخص تحصين الطلاب والطالبات ومنسوبي التعليم من المعلمين والإداريين، مشيرا إلى أن من أهم ما تقوم به الوزارة هو التثقيف والتوعية وحث الطلاب والطالبات ومنسوبي التعليم على أخذ اللقاحات والمبادرة لأخذ الجرعتين لبدء دراسة آمنة.
وأعلنت الوزارة خلال الأيام الماضية اكتمال جاهزيتها لاستقبال الطلاب من خلال تجهيز المدارس وصيانتها استعدادا لبدء العام الدراسي الجديد، كما أنها عملت على خطط لتطوير وتحديث البيئة المدرسية بعد التوقف خلال العامين الماضيين وأضافت بعض النماذج والأماكن التي تساعد في المناهج اللاصفية كما أن المناهج التعليمية ستعمل على تكثيف المواضيع التي تعزز من قيم الطالب وتكسبه العديد من الصفات التي تهيئه نحو مستقبل مليء بالإنجازات.
ومع الاستعداد لبداية العام الدراسي الجديد هل نرى وزارة التعليم بالتعاون مع وزارة الصحة ستعمل على فتح مراكز للقاحات داخل المدارس وذلك لتحصين أكبر عدد ممكن من الطلاب قبل بداية العام الدراسي؟
يؤكد الدكتور سالم العنزي البروفيسور في المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمستشار في وزارة التعليم أن جهودا كبيرة بذلت ولا زالت لتكون العودة للمدارس عودة آمنة لينهل طلابنا العلم في بيئات تعلم آمنة ومحفزة من أجل بناء وطنهم ومجتمعهم وأنفسهم ومنافسة العالم في شتى العلوم، وقد وفرت الدولة أيدها الله كل الامكانيات في سبيل تطوير التعليم والعودة الحضورية القوية.
وأشار إلى ان العودة ستكون حضوريا للطلبة في الفئات الجامعية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتقني، وكذلك في المرحلتين المتوسطة والثانوية وقال: بلا شك أن الحضور لمقاعد الدراسة أمرٌ مهم ويعد من الأساسيات في عمليات التعليم والتعلم، فمهما كانت جودة العملية التعليمية التي تتم عن بعد؛ إلا أن الحضور لمقاعد الدراسة له مكاسب كبيرة على الفرد والمجتمع فالتدريس المباشر أساس تطبيق المعرفة واختبارها وتحويلها لمهارة استخدام في يد مكتسبها؛ فالاحتكاك المباشر بعمليات التعلم وممارسة الأنشطة المختلفة وتطبيقها أثناء التعلم تسهم في إكساب الطلاب المعارف والمهارات والقيم، واضاف: لا شك أن قرار المقام السامي الكريم بالعودة إلى مقاعد الدراسة والمدارس والجامعات قرار حكيم، تنشد الدولة حفظها الله من خلاله تمكين هؤلاء الطلاب من إتمام مسيرتهم التعليمية بكل اقتدار والإسهام في اكساب المهارات اللازمة لبناء شخصياتهم، وبناء معارفهم، مع أهمية تطبيق الاشتراطات الصحية التي عملت وزارة التعليم بالاتفاق مع وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة من أجل أن تكون هذه العودة آمنة، إضافةً إلى أن المجتمع أصبح واعيًا فيما يتعلق بهذه الجائحة وفي كيفية التعامل معها، من خلال التقيّد بالاشتراطات والاحترازات سواء بالالتزام بالكمامة والتعقيم وغيرها، كما أن وزارة التعليم اهتمت بتعقيم المرافق التعليمية وبتنظيف المدارس وإصدار التعميمات المتتالية للإدارات التعليمية والمدارس فيما يتعلق بهذا الأمر استعدادا لاستقبال الطلاب في بيئات تعلم آمنة مريحة، كما أن على المعلمين والمعلمات وجميع الأطقم التعليمية في المدرسة وكذلك منسوبي الجامعة وأعضاء هيئة التدريس فيها لا بد أن يكونوا قد تلقوا الجرعات الكافية من لقاحات كورونا، فلن يسمح بدخول أي مرفق تعليمي إلا لمن تلقى على الأقل جرعتين من هذا اللقاح حسب تعليمات وزارة الصحة بهذا الخصوص.
ولا شك أن قرار العودة لمقاعد الدراسة بعد سنة ونصف يحتاج إلى تهيئة، واستعداد وأخص منها التهيئة النفسية فقد اعتاد أبناؤنا خلال الفترة الماضية على تلقي تعليمهم عن بعد من خلال العديد من المنصات سواء في الجامعات أو النجاحات الكبيرة التي حققتها منصة مدرستي في التعليم العام، والتي استطاعت الوزارة من خلالها من تسيير من العملية التعليمية بشكل جيد محققة أهدافها بنجاح.
ومع قرار العودة، فالأمر يتطلب تهيئة هؤلاء الطلاب نفسيا ولعلنا نبدأ من المنزل، فالأهل يجب أن يساهموا مع المدرسة في هذه التهيئة، بتحفيز أبنائهم وشحذ هممهم والعمل على تنظيم أوقاتهم خاصة ما يتعلق، بتنظيم جداول نومهم وضبط ساعاتهم (البيولوجية) ومراقبة وجبات طعامهم ومراجعة بعض الموضوعات والمواد والعمل على تنشيط أذهانهم وأبدانهم، بممارسة بعض التمرينات الرياضية وتزويدهم بالنصائح المتعلقة بوجوب الأخذ بالاشتراطات الصحية من تعقيم ولبس الكمام والتباعد وغيرها، من أجل عودة نشيطة متيقظة.
ويستدرك قائلا: اما ما يتعلق بالطلاب الذين لم يتلقوا جرعات التطعيم فاعلم أن وزارة التعليم تقوم بحجز مواعيد لمن لم يتلق الجرعات، وقد عملت ذلك بالتعاون مع وزارة الصحة من أجل أن يتلقى هؤلاء الطلاب خاصة من الفئات العمرية ممن هم في سن ١٢ سنة فما فوق؛ وفي هذا الأمر يعول على أولياء الأمور أن يدفعوا بأبنائهم لأخذ اللقاح، لأن وزارة التعليم لم تقصر في هذا الجانب حيث قامت بحجز موعد للتطعيم عن طريق منصات توكلنا وغيرها من المنصات التي أتاحتها الدولة مشكورة للتعامل مع هذه الجائحة ، فالمواعيد التي حجزت إلكترونيًا تمكن الطلبة أن يتلقوا اللقاح ويعودون لمقاعد الدراسة بأمان بحول الله.
كما أن العملية التعلمية مستمرة لمن لم يتلق الجرعات خاصة الفئات التي نص عليها القرار وهي الفئات العمرية التي تشمل المرحلة الابتدائية تحديدًا، ففي البداية لن تكون هناك عودة حضورية؛ وربما تتم مستقبلًا حال شمول التطعيم 70 ٪ من السكان.
أو تاريخ 24/ 3 وهذا يخضع لتقييم وزارتي الصحة والتعليم ومتابعتهما للتطورات المتعلقة بهذا الجائحة، والتعليم لهذه الفئات العمرية سيكون استمرار لما عهده هؤلاء الطلاب عبر منصة مدرستي التي أثبتت نجاحات كبيرة أثناء الفترة السابقة وتعد من المكاسب الكبيرة لوزارة التعليم حيث استطاعت هذه المنصة أن تقدم التعليم لهذه الفئات عن بعد، وقد استفاد منها العديد من الطلاب أثناء جائحة كورونا وسيستفيد منها طلاب المرحلة الابتدائية إلى تقريبا ٢٤ / ٣ ثم تقرر وزارة التعليم بشأن ما يخص عودتهم.
وبين الدكتور خالد الرقاص أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود بأن العودة في هذا الفصل تعتبر ايجابية في ظل انحسار الجائحة نسبيا وتوفر اللقاح لهذا الفيروس، لذا تسعى الجهات التعليمية إلى الوصول اخذ اللقاح بجرعتين مع الالتزام بتدابير الاحترازية الوقائية لضمان السلامة لأبنائنا الطلبة والحصول على التعليم وجها لوجه، ومن الاستعدادات الضرورية وجود التهيئة النفسية والاجتماعية والتعليمية لشركاء العملية التعليمية لضمان جودة التعليم بعد سنه وأكثر من التعليم عن بعد.
وأضاف بأنه من المهم الحصول على اللقاح بجرعتين وتقديم خطة لكافة الإجراءات الاحترازية، فيما يتعلق بشروط التباعد الجسدي داخل قاعات التدريس، حيث إن جامعة الملك سعود توفر الحصول على اللقاح لكافة منسوبيها وطلبتها منذ البدء في اجراءات التطعيم وهي مستمرة في ذلك، كما تسخر ما لديها من امكانيات بالتعاون مع وزارة الصحة في تنفيذ الخطة الوقائية المتبعة، وحث الطلاب على التطعيم حماية لأنفسهم وأفراد أسرهم ومجتمعهم، هذا الهدف الأسمى، وحتما سيكون هنالك آليات في التعامل مع تلك الفئة لاستدراك التعلم لديهم بشكل خاص من لديهم موانع صحية في الحصول على اللقاح بالتعلم عن بعد.
وأشار الدكتور بدر محمد الضلعان عميد كلية التربية جامعة القصيم الى ان الاستعداد لعودة الدراسة تم بشكل جيد فقد تم توعية منسوبي الكلية بضرورة اخذ جرعتين من اللقاح مبكرا وتجهيز القاعات الدراسية والمعامل وخلافه وتم عمل الصيانة اللازمة والترتيبات وفق الاجراءات الاحترازية المعتمدة، كما تم توفير اجهزة كشف حرارة ومعقمات كذلك تعقيم القاعات والمباني ونقاط الفحص على مداخل الكلية وتم مراعاة التباعد في الممرات والقاعات والمعامل الدراسية.
وأضاف يوجد في الجامعة اماكن للتطعيم في المستشفى والعيادات الجامعية ولا تحتاج الى موعد مسبق.
وبحسب التعليمات الواردة فان الطلبة غير المحصنين لا يسمح لهم للدخول الى مباني الجامعة حفاظا على سلامة الجميع لذا وفرت لهم الجامعة خيار تأجيل او الاعتذار عن الفصل الدراسي اذا لم يستطيع التحصين في الفترة المحددة دون احتساب ذلك في مدة دراسته.
وقال الدكتور عيسى الدوسري المتحدث الرسمي لجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز بالخرج بأن الجامعة تنفذ تعليمات وزارة الصحة وتنظيمات وزارة التعليم وفق ما تم الإعلان عنه خلال الأيام الماضية من حيث اتباع البروتوكولات المعتمدة للعودة للتعليم الحضوري في المقرات الجامعية؛ مع الالتزام بتلقي الجرعتين من لقاح كورونا، والترتيب لذلك بما يضمن سلامة الطلبة وأسرهم ومجتمعهم، كما قامت الجامعة بالتوعية المستمرة والتثقيف الصحي المرتبط بمأمونية اللقاح، وأثره في تقليل انتشار فيروس كورنا بين المجتمعات.
كما قامت الجامعة ممثلة في اللجنة العليا للعودة الحضورية الآمنة برئاسة سعادة رئيس الجامعة بالاستعداد المبكر وعقد الاجتماعات الدورية التي نتج عنها اعتماد خطة العودة للتعليم الحضوري وإعداد الأدلة الارشادية التي تغطي جميع جوانب العودة الحضورية وكذلك وتوفير كافة المستلزمات والاحتياجات لرفع مستوى الجاهزية والكفاءة التشغيلية والبشرية لمساعدة الطلبة على العودة الآمنة لمقاعد الدراسة في أجواء تعليمية محفزة للتعلم.
وأضاف نفذت الجامعة العديد من الحملات الإعلامية والرسائل الاتصالية الموجهة للطلبة ومنسوبي الجامعة بهدف توعيتهم وحثهم على أخذ اللقاح مستمرةً في دورها التوعوي بالتذكير بالإجراءات الاحترازية والتأكيد على أهميتها.
كما قامت الجامعة بتوفير أجهزة الفحص والتحقق الآمن من دخول الطلبة للمباني الجامعية، وتوفير الاشتراطات الصحية والسلامة الذاتية لمنسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة، كما قامت بزيادة المدة الزمنية لليوم الدراسي لكل برنامج أكاديمي وتنظيمه بما يحقق تباعد الطلبة في المقرات التعليمية؛ مع زيادة أعداد الشعب وتقليل أعداد الطلبة فيها والمرونة في اختيار الأوقات للشعب الدراسية، علاوةً على الحضور المرن والتبادلي في المعامل والمختبرات والدروس السريرية؛ وبذل ما من شأنه التقيد بالخطط والتدابير الوقائية في كل مبنى/مقر تعليمي.
كما أكدت الجامعة على الالتزام بفحص درجة الحرارة والتحقق من حالة الملتحقين في تطبيق توكلنا بصفة يومية، وتوفير المعقمات والالتزام بارتداء الكمامات الطبية خلال فترة التواجد في المباني الجامعية.
وأشار الدكتور عيسى الى أن الجامعة تلتزم منذ فترة بتوفير اللقاحات بمركز اللقاح في المستشفى الجامعي بجدولة مواعيد تلقي اللقاح بجرعتيه؛ وفق نظام إلكتروني داخلي خاص بالجامعة ومنسوبيها من الموظفين والطلبة؛ مع الرصد الدوري لمن تلقوا الجرعة الواحدة والجرعتين؛ وزيادة نسبة من أكملوا الجرعات المعتمدة، وكذلك قامت الجامعة بإتاحة الاستفادة من مركز اللقاحات للمستفيدين من المجتمع المحلي؛ التزاماً من الجامعة بدورها المجتمعي والصحي، ونأمل بإذن الله تعالى أن يساعد ذلك في توسيع شريحة المستفيدين من هذه الخدمات، وزيادة نسبة التحصين في مجتمع المحافظة.
وختم بالقول: نحث جميع أبنائنا وبناتنا بسرعة أخذ الجرعات اللازمة والبداية الجادة والمضي في تحقيق أهدافهم التعليمية المستقبلية ومساعدة الوطن في تخطي هذه الجائحة بتحقيق نسبة التحصين الآمنة.