جدة ـ ياسر بن يوسف
العواصف الرملية والترابية من المخاطر الجوية الشائعة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. وهي تنجم عادة عن التفاوت الشديد في الضغط المرتبط بالأعاصير التي تزيد سرعة الرياح فوق منطقة شاسعة. وهذه الرياح القوية تحمل كميات كبيرة من الرمال والأتربة من الأراضي الجرداء والقاحلة في الغلاف الجوي، وتنقلها على مسافات تتراوح بين مئات وآلاف الكيلومترات.
وقال المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، إنه ينبعث في الغلاف الجوي كل عام 2000 مليون طن من التراب.
وأوضح القحطاني عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن جزءا كبيرا من هذه العملية أمر طبيعي، ولكن الجزء الاكبر منها ينجم عن سوء إدارة المياه والأراضي.
وأضاف: سجل في عام 2020 تركيزات مرتفعة للتراب في شبه الجزيرة العربية، ووسط آسيا، إذ بلغ مجموع التركيزات 300- 600 ميكروجرام. من ناحية اخرى تختلف قوة الرياح من منطقة لأخرى ومن فصل لآخر فمنها خفيف السرعة الذي يستطيع تحريك الأشياء الخفيفة أو ينقلها من مكانها ومنها شديد السرعة الذي يستطيع أن يقتلع الأشجار ويدمر شبكات الكهرباء والهاتف والأعمدة والمنازل والمنشآت ويحطم السيارات ويصيب الأشخاص إصابات مختلفة , كما أن الأمواج التي تتولد عن الإعصار تؤدي إلى تدمير منشآت الشواطئ كالأرصفة وتحطيم المباني والمسابح والجسور والمستودعات والسفن , وإذا كان الإعصار مصحوباً بأمطار غزيرة فإن ذلك يزيد من الكارثة والخسائر التي تصيب المناطق الداخلية والساحلية وتسبب الفيضانات تقطع طرق الموصلات والجسور وتقضي على المحاصيل والمنتجات .
يذكر أن الأتربة المعدنية، تؤثر على الطقس، وكذلك على المناخ العالمي والإقليمي. فالجزيئات الترابية تعمل، خاصة إذا ما طالها التلوث، كنويَّات تكثف لتكوين السحب الحارة، وكعوامل نويَّات جليدية لتكوين السحب الباردة. وتتوقف قدرة الجزيئات الترابية على القيام بهذا الدور على حجمها وشكلها وتكوينها، وهو ما يتوقف بدوره على طبيعة التربة التي جاءت منها والانبعاثات وعمليات الانتقال. وتغيير التكوين الميكروفيزيائي للسحب يغير قدرتها على امتصاص الأشعة الشمسية، وهو ما يؤثر بشكل غير مباشر على الطاقة التي تصل إلى سطح الأرض. وتؤثر الجزيئات الترابية أيضاً على حجم القطيرات التي تتساقط من السحب والبلورات الجليدية، الأمر الذي يؤثر على كمية وأماكن الهطول.