اجتماعية مقالات الكتاب

زوجوه يعقل!!

الجريمة البشعة لمقتل العروس روان الغامدي تمثل جريمة غريبة على مجتمعنا، ولا أريد ان استطرد في تفاصيل هذه الجريمة فالمعلومة الصحيحة هي أمام قضائنا العادل ليصدر حكمه الفيصل فيها، بيد أني لا أسوغ بأية حال من الأحوال أن يصل الأمر لحد القتل وبهذه الطريقة مهما كانت الأسباب والدوافع.

وفي هذا السياق سأتناول موضوع الزواج من حيث إنه مسؤولية كبيرة على كل شاب وشابة مقدمين عليه وعلى أهل الزوج والزوجة توعية أولادهم بموجبات هذه المسؤولية، وقد يتذرع البعض بالمفهوم والنظرة السلبية البالية ” زوجوه يعقل” وهم يعلمون أنه ليس بعاقل فلم المخاطرة والمغامرة بشريكة حياة بريئة يمكن أن تُقتل، فالزواج ليس مصحة نفسية ولا مركز إرشاد نفسي وليس مستشفى لمعالجة مشكلات الإدمان بقدر ما هو مسؤولية وبناء أسرة وحياة جديدة، وإذا لم يكن الشاب أهلاً للمسؤولية الزوجية فلا داعي أن يتم ارتباطه بشابة ليتعسها بل ويقتلها مع سبق الإصرار، وذات الشيء بالنسبة للشابة فإذا كانت لديها أمراض أو مشكلات تحول دون تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية فلا ينبغي تزويجها، وعلى أهل الزوج والزوجة أن يكونوا أمينين في ذلك، كذلك الأمانة مطلوبة من الشهود والمزكين الذين يقومون بتزكية الزوج دون علمهم بأخلاقياته وتربيته وسلوكياته وغيرها.

إنه لا بد من وضع اشتراطات لكل المتقدمين للزواج لتكوين أسرة سوية مثلما ينادي البعض بعمل تحاليل نفسية وتحاليل كشف إدمان للمقبلين على الزواج وغيرها، إلا أن هذه الاشتراطات تظل قاصرة عن حل المشكلة، ولا بد من حلول جذرية على رأسها أن تكون هنالك أبحاث ودراسات تنبه للمشكلة الزوجية قبل وقوعها، كما أن المسؤولية مشتركة بين أهل الزوج والزوجة بأخذ التحوطات المطلوبة من خلال البحث والتقصي والاستفسار عن الشاب المتقدم للزواج وأخلاقه وسلوكياته وتحمله لمسؤوليات الحياة الزوجية، كذلك عن الشابة المراد زواجها عن تنشئتها وتربيتها وتحملها لمسؤولية الزواج درءاً للجرائم قبل وقوعها.

كذلك يمكن إخضاع الشاب والشابة المقبلين على الزواج إلى دورات وتدريب ومناقشات أسرية لإفهامهم الهدف السامي من الزواج ومسؤولياته، ومسؤولية الزوجة عن بيتها وأسرتها الجديدة ومسؤولية الزوج عن الإنفاق وعن واجبه نحو أسرته وغيره، حتى يعي كل منهما بحقوقه وواجباته، بجانب أن تخصص المدارس والجامعات حصصاً للتعريف والتوعية بحقوق الزوج والزوجة وتوضيح كافة شؤون الحياة الزوجية لكل المقبلين على الزواج.

وأخلص إلى أن الأسر مؤتمنة على بناتها وأولادها وأن المجتمع أسرة وشهوداً ومزكين ينبغي أن تتغير فكرتهم عن الزواج وأن تتلاشى الفكرة المدمرة “زوجوه يعقل” بعالجوه وربوه ليعقل، وأن الحياة الزوجية أساسها المودة والرحمة بين الطرفين وينبغي استصحاب كل التحوطات اللازمة لبناء زيجة زوجية ناجحة في حياتها.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *