اجتماعية مقالات الكتاب

السجين «هينتون»

“أنتوني راي هينتون” كاتب أمريكي، سجن ثلاثين عاماً، ينتظر خلالها تنفيذ حكم الإعدام بسبب جريمة لم يرتكبها، أمضى سنوات سجنه في زنزانة طولها سبعة أقدام وعرضها خمسة أقدام في السجن الانفرادي، وكان لا يسمح له بالخروج إلا مدة ساعة في اليوم.

أصبح ” هينتون” مع السنوات الطويلة صديقاً ليس للسجناء الآخرين فقط، والذين تم إعدام أربعة وخمسين منهم، ولكن لحرس قسم المحكومين بالإعدام أيضاً، حتى أنهم دافعوا عنه من أجل إخراجه.

قررت المحكمة بالإجماع الإفراج عنه، بعد ثبوت براءته، وعند إجراء مقابلة معه في البرنامج الأمريكي “ستون دقيقة”، سألته المذيعة إن كان غاضباً من أولئك الذين وضعوه في السجن. فأجابها أنه غفر لكل الناس الذين أرسلوه إلى السجن. سألته المذيعة مُعبّرةً عن شكّها :”ولكنهم أخذوا ثلاثين عاماً من حياتك، كيف يمكنك ألا تكون غاضباً!؟

قال” ” هينتون” : إن كنت غاضباً وغير مُتسامح، سيكونون قد أخذوا ما تبقى من حياتي ”
إن التسامح من القيم الإنسانية الراقية والعظيمة وهو التجاوز عن أخطاء الآخرين ومقابلة الإساءة بالإحسان والعفو ، إن التسامح يحول الخصومة إلى مودة، والعداوة إلى محبة، قال تعالى:” ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم” .

فاصلة:
عدم التسامح يجعلنا داخل دائرة الماضي المؤلم، الذي لا نستطيع الخروج منه، لكي نستمتع بحياتنا، وأول من نسامح أنفسنا لنخرجها من عقدة الشعور بالتأنيب المستمر، ثم نتسامح مع الاخرين. قال يوم فتح مكة، بعدما طردوه، وقتلوا أصحابه” ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال:” اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *