متابعات

الدراجات النارية خطر يهدد حياة الشباب

جدة ــ حليمة أحمد

تشكل الدراجات النارية مصدر خوف وقلق لأفراد المجتمع ، فالبعض يستخدمها وسيلة للترفيه، والتنقل واستعراض المهارات ، كما أنها مصدر خطر لدهس الأطفال خصوصا في المتنزهات ولا شك أن الجميع يدرك مدى خطورة هذا الأمر، حيث أصبحت قيادة الدراجات النارية تشكل خطورة بسبب ما يقوم به بعض الشباب من استعراض بالدرجات، فهذه مشكلة كبيرة تؤرق الجميع سواء مرتادي الطرق أو سكان الاحياء خصوصا أن بعض الشباب يرون أن استخدام الدراجة النارية عامل مساعد للتنفيس عن أنفسهم، ولكن بطريقة خاطئة وخطرة، وذلك لأن الاستخدام يكون في الطرقات الرئيسية والأحياء، ما يسبب إزعاجاً للسكان وخطراً للشخص نفسه.

يروي يوسف قصته مع الدراجة النارية قائلا: منذ عشر سنوات وانا أقود الدراجة النارية التجربة كانت مخيفة في البداية ولكن ممتعة لغاية لا توصف ، ومنذُ شهور حصل معي حادث وانكسر كتفي وإلى الآن أعاني من آلام بالكتف ، وفي أحد الايام كنت اقود الدراجة بسرعة 80 كم في الساعة وجاءت سيارة مسرعة فقفزت ستة أمتار ما ادى إلى كسر في كتفي وكنت ارتدي الخوذة ومكثت شهرين في المنزل نتيجة لذلك الحادث.
من جانبه يقول عمر أنه يقود الدراجة النارية منذ أن كان عمره 15 سنة وتجربة الدراجات النارية رائعة وقد تعرض لعدة حوادث واخرها كان مؤلما حيث اصطدمت به سيارة من الخلف وتم نقله إلى المستشفى بواسطة الإسعاف وبقي يومين في غيبوبة مع إصابة وكدمات في الجسم وحتى الآن ما زلت اعاني .
المواطن سلطان قال إن قيادة الدراجات النارية في الشوارع وبين السيارات مخالف للذوق العام ويعرض سائق الدراجة للخطر ، وفي حال لوحظ في بعض الاحياء ازعاجا من قبل الدراجات النارية لابد من الاتصال بالمرور وسيقومون بدورهم.

وعلى عكسه لا يعتقد المواطن إبراهيم أن قيادة الدراجات النارية في الشوارع وبين السيارات من مخالفة للذوق العام الا اذا كان السائق متهوراً ولا يراعي سلامته ولا سلامة مستخدمي الطريق .
من جهته أوضح استشاري العناية المركزة والأمراض المعدية الدكتور إبراهيم محمد مؤمن أن الدراجات الأكثر خطورة من ركوب السيارات نسبياً ، إذ معدل الحوادث القاتلة هي ١٣ لكل ١٠٠ الف سيارة بينما تزيد خمسة اضعاف ٧٢ لكل ١٠٠ الف دراجة نارية، لافتا إلى أن ‏أغلب الحوادث تكون نتيجة تجاوز السرعة، عدم الالتزام بالخوذة المعتمدة. ‏ وأضاف أن أكثر أنواع الإصابات الناتجة عن حوادث الدراجات النارية تتمثل في الاصابات الدماغية، اصابات الانسجة الرخوة واصابات الاحتكاك والحروق، والكسور والخلع في المفاصل خاصة الحوض والكتف،” وإصابات الضفيرة العضدية العصبية وشلل الذراع ، وتشوهات بالوجه إذ تنتهي نحو ثلث الحوادث بإصابات بالذقن او الفك.

‏وعن النصائح التي يقدمها للذين يقودون الدراجات النارية قال: لا يقود الدراجة الا المتمكن والمتدرب والمصرح له نظاماً، مع ضرورة الالتزام بالخوذة لكامل الوجه والتي تقلل من الاصابات الدماغية بأكثر من الثلث، كما يمكن استخدم الدرع الواقي المعتمد خاصة للمشاوير الطويلة أو الطرق المزدحمة ويشمل القفازات والجاكيت والسترة والبنطال والأحذية طويلة الرقبة وواقيات الأعين ، والملابس ذات الألوان الفاقعة خاصة الأصفر والأخضر والعاكسة خاصة أثناء الليل، والالتزام بالسرعة القانونية وانظمة المرور، واليقظة والانتباه اثناء القيادة، وعدم الانشغال بالجوال أو الموسيقى .
‏ وأوضح الاخصائي الاجتماعي اول فيصل عبدالله المطيري بقوله أغلب شبابنا لديهم طاقات كامنه وهوايات منها ممارسة الدرجات النارية.
هذه الهوايات في العادة تقابل بالرفض من قبل افراد المجتمع بسبب التهور من قبل بعض قائدي تلك الدرجات بينما يرى هؤلاء الشباب أن لديهم طاقات ويطالبون بإفساح المجال لهم حيث لا يمكن اطلاق التعاميم على سلوكياتهم بأنها سيئة لأنها تعتمد بالدرجة الاولى على السائق نفسه ان كان متهورا أم لا ولكن سلوك الرفض الذي يمارس ضدهم قد يدفع بهؤلاء الشباب احيانا الى انتهاز اي فرصة للتنفيس عن طاقاتهم والقيام باستعراض مهاراتهم وقدراتهم في الشوارع العامة غير مبالين بقوانين المجتمع ومعرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، لافتا إلى أن الحل من وجهة نظري وضع تشريعات خاصة لممارسة هذه الهواية وتخصيص أماكن خاصة وآمنة يستطيعون من خلالها مزاولة هواياتهم بالشكل الحضاري حفاظًا على سلامتهم وسلامة الاخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *