هكذا هو المشهد في النادي الأهلي، وتلك القصة ذات الفصول المتعددة ولم تنته، ومازال هناك الكثير من الأحداث التي ينتظرها الجمهور بكل شوق وشغف. بدأت أحداث تلك القصة بالتراجيديا والمآسي التي عصفت بالنادي وزلزلت أركانه وأنهكت قواه أمام جمهوره الذي وقف بين ذهول وحزن وحسرات.
فبعضهم فقد الأمل في الرجوع، وتشتت أفكارهم، وابتعد عن هذا المشهد من ابتعد، وحاول تدارك البعض تلك الكارثة إلا أن لاحت بوارق الأمل في الأفق وجاء المنقذ الذي أعاد الروح للجميع، وبدأ باحتواء هذا الوضع بعد أن أعلنت الإدارة السابقة استسلامها، وبدأت القصة تأخذ منحنى آخر بدأ بالترشيح وما واكبه من أحداث حتى وصل لتولي ماجد النفيعي رئاسة النادي.
تلك الفترة كانت بداية التحول في مسار النادي؛ من وضع يرثى له إلى تجديد وترميم وإصلاح شامل.
الصدمة الماضية جعلت الجهور ينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ أحدهم معارض خوفاً من تكرار ما حدث، وآخر مؤيد يريد إنقاذ الفريق بأي شكل من الأشكال، وثالث ملتزم الصمت يترقب المشهد من بعيد.
كانت البداية صامتة، فلم يعلم أحد ما هو مستقبل الأهلي، ولكن الأغلب دعم وأبدى اقتناعه بأي قرار سيتم اتخاذه في سبيل الإصلاح.
وهذا ما كان بالفعل؛ حيث كانت هذه الإدارة في الموعد، ورغم كل التحديات والظروف إلا أنها استطاعت- وفي وقت وجيز- أن تعيد الأمل المفقود بتلك الأعمال التي اتفق عليها الجميع.
ماذا إذا تكلمنا عن تخفيض الديون الباهظة والبالغة ١٢٤ مليونا، وتغيير المدرب وتعيين آخر- قد يختلف عليه البعض- ولكن” هاسي” يعرف الأهلي جيداً، ويعرف ماذا يحتاج؟ ماذا لو ذكرنا تلك العقود العالية لبعض اللاعبين والتخلص منها بأقل خسائر ممكنة، أو التعاقد مع أسماء عالمية فاقت توقع الجمهور وقطع دابر السمسرة التي أنهكت كاهل الفريق في مراحل ماضية، ولا تزال هذه الإدارة تسير للأمام بخطى متسارعة وخطط قصيرة المدى لإعادة التوازن وحفظ اسم النادي الأهلي عالياً- كما كان.
ما ذكرنا هو بعض من كل.
نعم نحن نتفائل بأن القادم سيكون أفضل والأفراح بعودة القلعة ستتواصل، والإدارة لم تتوان في عملها وكانت واضحة في قراراتها وتلبية رغبات الجمهور الذي يتغنى ويستبشر بعملها.
هنا نصل للنقطة الأهم، إذا تكلمنا عن التكامل في العمل.
هنا يأتي دور الجمهور في الدعم، ولا يكفي أن نقول نحن معك يا إدارة الأهلي، بل هناك ما هو أكثر من ذلك.
الاشتراك في بطاقة النادي بعد إصدار الآلية الجديدة الميسرة جداً في مرحلة الدعم الجماهيري، وهذا ما رأيناه في أول دقيقة وهجوم الجمهور على الموقع لشراء البطاقة. تلك القصة تحولت من قصة مأساة الى قصة حب وعشق وانتماء فالكل يدعم، والكثير اشترك وأصبح الجمهور هو الراعي الرسمي للأهلي، وهو صاحب القرار في مسيرة النادي. إدارة النادي بقيادة النفيعي كسبت ثقة الجمهور الذي كان في الموعد. نعم الإدارة راهنت على الجمهور وكسبت الرهان. جمهور الأهلي هو أحد صنّاع النجاح في عودة الكيان بحلته الجديدة.
@bbbnbbb1