متابعات

الرعي الجائر ينشر النباتات الشوكية غير المرغوبة

جدة ـ ياسر بن يوسف

أرجعت وزارة البيئة والمياه والزراعة التدهور البيئي إلى حزمة من الاسباب الرئيسية، وبينت الوزارة في نشرات توعوية أن هذه الأسباب تمثلت في الرعي الجائر فوق طاقة المرعى غير المستدام، والنمو الكبير في أعداد الماشية، والاحتطاب الجائر “قطع الأشجار واجتثاثها “، والأساليب الزراعية الخاطئة، والتمدد الحضري والتنموي غير المرشد، والاستخدام غير المرشد للمياه، والممارسات السلبية أثناء التنزه، وفترات الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة وعوامل التغير المناخي، وأنشطة التعدين والمقالع ، لافتة إلى أن الرعي الجائر يتسبب في نمو النباتات الشوكية والسامة غير الموغوبة.


وأوضحت الوزارة أن اختفاء الأنواع الرعوية المهمة وتعرض بعضها للانقراض بسبب الرعي المبكر، وانتشار الأنواع النباتية غير المرغوبة للماشية “الانتهازية والشوكية والسامة ” ، ولفتت الوزارة أن الاحتطاب لم يعد يقتصر على الأشجار الميتة واليابسة، بل أصبح يتعدى إلى الأشجار الخضراء وتقطيعها ومن ثم تجفيفها لفترات طويلة حتى تجف، ثم تصدر للأسواق الكبيرة والصغيرة وفي الشوارع والأماكن القريبة من المخيمات ، كما أن عملية الاحتطاب لم تعد مرتبطة بوقت معين أو بفصل من فصول السنة، بل أصبحت مهنة تمارس بشكل شبه يومي، يقوم خلالها الحطابون بقطع الأشجار بصورة جائرة سببت الضرر للبيئة وتقليص الرقعة الخضراء، وزيادة وتيرة التصحر في بلادنا، من أجل المتاجرة في جذوع وفروع الأشجار بعد تجفيفها وتحويلها إلى حطب. وقال الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس، أن عملية الاحتطاب في الماضي لم تكن تشكل خطراً على البيئة، كما هي الآن فقد أصبح لتزايد هذه الظاهرة مخاطر كبيرة على الغطاء النباتي في المملكة، خصوصا وأن بعض الأشجار التي يتم احتطابها يكون نموها بطيئاً جداً وتحتاج إلى مدة زمنية طويلة قد يتجاوز المائة عام لتعود لما كانت عليه.

وبين أن أهم الانعكاسات المترتبة على الاحتطاب الجائر هو تدمير الغطاء النباتي، انقراض بعض الأنواع النادرة من الأشجار، وانجراف التربة، وحدوث خلل في التوازن البيئي، مما يكون له مردود سلبي على الحياة الفطرية ، وارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة لتدمير الغطاء النباتي، وقلة خصوبة الأرض؛ حيث إن عدم وجود الأِشجار يؤدي إلى جريان الماء، وزيادة غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري.

وكانت القوات الخاصة للأمن البيئي في منطقة مكة المكرمة ضبطت أمس مخالفًا لنظام البيئة من الجنسية الباكستانية لقيامه بقطع الأشجار الخضراء بغرض تحويلها إلى فحم وبحوزته أكثر من (150) مترًا مكعبًا من الحطب والفحم المحليين وأدوات تستخدم في تقطيع الأشجار وتفحيمها ، وأمس أوضح المتحدث الرسمي للقوات الخاصة للأمن البيئي الرائد رائد المالكي أنه تم تطبيق الإجراءات النظامية كافة بحق المخالف من الجهات المعنية، وتسليم الكميات المضبوطة للجهات المختصة بوزارة البيئة والمياه والزراعة، حاثًّاً على الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية على الرقم (911) بمنطقتي مكة المكرمة والرياض، و(999) و(996) في جميع مناطق المملكة. يأتي ذلك في إطار الحملة التي تقوم بها وزارة الداخلية ممثلة بالقوات الخاصة للأمن البيئي في متابعة نشاطات تسويق أو بيع أو نقل الحطب والفحم المحليين، وما ينشر في هذا المجال عبر مختلف المنصات الإلكترونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *