أساطير الوهم!

يبدو أن تعزيز وتكريس أساطير الوهم في وسطنا الرياضي هي ثقافة يتفرد بها المنتمون للشأن الهلالي بامتياز فاختلاق التاريخ الرياضي لأحد لاعبيهم ومنح الإنجازات الوهمية له وتصديره للمشهد الرياضي بشكل مخالف للحقيقة أمر بات معتادا من قبلهم
ولكن أن يتم الاعتداء معلوماتياً على تاريخ وإنجازات الآخرين من أجل تلميع اللاعبين من اللون الأزرق فهذا ما لم يعد الوسط الرياضي يستوعبه ولعل آخر ما طالعته على النطاق الشخصي هو مقال للأخ /عماد السالمي عن اسطورة الكرة السعودية، وللأسف فقد بدأ بتعريف خاطئ لتعريف الاسطورة ولا أعلم من أين أتى بذلك التعريف” وهو عدم التكرار وعدم وجود الشبيه !!
فالتعريف الذي اتفقت عليه كل المعاجم أن الأسطورة تعني” خرافة وحديثا ملفقا لا أصل له وجمعها أساطير” وقد وردت في القرآن الكريم بالحديث عن اساطير الأولين أي اكاذيبهم التي سطروها في كتبهم، هذا من ناحية التعريف اللغوي الصحيح للمفردة
أما من ناحية المعلومات التي أوردها الأخ / عماد فما أنزل بها من سلطان ولا أعلم من أين استقاها ليصدرها للمتابع الرياضي فمع حبنا وتقديرنا للحارس محمد الدعيع إلا أن ما ذكره من انجازات وألقاب لم يكن لها أساس من الصحة وحيث إننا في زمن انتهى فيه تمرير مثل هذه المعلومات المغلوطة من أجل صناعة المزيد من أساطير الوهم الزرقاء فقد أحببت تصحيح بعض ما ورد من مغالطات ومنها :
1- ذكر أن الدعيع حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة الآسيوية في بيروت 2000 وهذا غير صحيح فالجائزة كانت من نصيب الحارس الصيني (جيانغ جين)
2- اختياره للمشاركة ضمن نجوم العالم ضد منتخب نجوم أوروبا عام 1998 وهذا غير صحيح أيضاً فقد شارك في حراسة مرمى منتخب نجوم العالم كل من (الكاميروني جاك سونقو والباراغواياني روبن دياز) ولم يشارك من السعودية الا الإعجازي ( حسين عبدالغني ) وقد شارك بالرقم 13
3- أما قائمة أفضل 10 حراس في مونديال 98 فقد تصدرها الفرنسي (فابيان بارتيز بواقع 5 “كلين شيت” وجاء عاشراً حارس بلجيكا ( فيليب دي وايلد) بعد محافظته على شباكة مرة واحدة فأين الدعيع الذي ادعى !!؟
4- حصل الفرنسي (بارتيز) أيضاً على أفضل حارس بالبطولة
5- أما حصوله على سابع أفضل حارس بالعالم 2000 ثم القول إنه أيضاً 2004 سابع أفضل حارس بالعالم فتلك دعابة ترد على نفسها ولا أعلم من أين يأتي الأخ عماد بمعلوماته !!
6- ختاماً أصدر الاتحاد الدولي للإحصاء عام 2012 قائمة لأفضل الحراس خلال 25 سنة التي سبقت ذلك العام وتحديدا منذ عام 1987 إلى 2011 تصدرها الإيطالي (بوفون) يليه (ايكر كاسياس) وحل البرازيلي (تفاريل ) عاشراً وأيضاً لم يكن للدعيع وجود بالقائمة
ولو أردت أن أكمل كشف ما ورد من مغالطات تاريخية أريد بها تتويج الدعيع أسطورة للكرة السعودية لما انتهيت، ولكن اكتفي بهذا مع كامل التقدير والاحترام للجميع.