طهران – واشنطن – وكالات
تتسع مظاهرات الغضب باشتعال العاصمة طهران تضامنا مع الأحوازيين ورفضا للانهيارات الاقتصادية والمعيشية وانقطاعات المياه والكهرباء، وبهذه التطورات تدخل إيران مرحلة مفصلية في محاصرة النظام من الداخل ، مما يعكس تحولا كبيرا في إرادة الشعب الإيراني للتخلص من نظام الملالي واستعادة الدولة الطبيعية التي تعمل على التنمية واحترام القوانين الدولية، وتحسن علاقاتها مع دول المنطقة، ووقف دعم الإرهاب وعدم تهديد استقرار المنطقة والمصالح الدولية. هذا الانفجار الشعبي الداخلي يتقاطع مع الموقف الدولي القائم على قناعة بأن تصحيح الأوضاع والسياسة المارقة للنظام الإيراني يحسمه الإيرانيون بالدرجة الأولى، وهي رسالة التقطها الشعب في مختلف المحافظات وفي القلب منها العاصمة طهران ، التي يؤكد المراقبون أنها باتت تهتز بقوة تحت أقدام النظام ، وتنذر بتصعيد أكبر مهما بالغت الأجهزة الأمنية والحرس الثوري في القمع وولوغه في الدماء. وتتواصل الاحتجاجات التي اشتعلت في العاصمة ورفع سقف المطالبة بإسقاط النظام، ووفقاً لمقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغ الغضب حد الهتاف بشعارات “الموت للديكتاتور”.
وبالتوازن مع الانفجار الداخلي تستمر السلطات بقطع الإنترنت، ودعت الزعيمة الإيرانية المعارضة مريم رجوي، الهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان والمنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع تعطيل الخدمة في إيران، معتبرة أن المرشد خامنئي منع انضمام أصوات المواطنين المنتفضين معاً وإيصال هذا الصوت إلى العالم، وفق تعبيرها ، وعلى الصعيد الدولي تتزايد ضعوط منظمة العفو الدولية وأكدت تقاريرها على أن السلطات في إيران لها سجل مروع في العنف واستخدام قطع الإنترنت للتعتيم على استخدامها للقوة المميتة وغير المشروعة ، حيث أظهرت مقاطع أخرى قيام قوات الأمن بقمع المحتجين عبر استخدام الغاز المسيل للدموع، فيما تحدثت مواقع إخبارية محلية عن إطلاق نار ضد المتظاهرين أمام مسرح مدينة طهران.
اعتراف النظام
ويؤكد الإيرانيون أن النظام القمعي في طهران أدمن الكذب والتضليل إن كان بشأن الأزمات الداخلية القاصمة أو سياسته الخارجية المارقة التي أضرت كثيرا بصورة بلادهم ومصالحها، وفي الضغوط الشعبية لم يكن أمام النظام سوى الاعتراف ، ففي آخر اجتماع لحكومته قبل تسليم الرئاسة، أقر الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني بارتكاب حكومته أخطاء وفشلها في إنهاء العقوبات، مؤكداً إخفاء الحكومة الحقيقة عن الشعب. وقال أمس الأحد، “في بعض الفترات تحفظنا على بعض التفاصيل، خوفا من تأثر اللحمة الوطنية” مما يعني أكثر من دلالة وأهمها ضعف الثقة بين النظام والشعب الإيراني ، وثانيا عمق الانقسام الذي أحدثته سياسة التمييز والاضهاد.
النووي.. أمريكا تحذر
من جهة أخرى وعلى الصعيد النووي استبعد مسؤولون أميركيون، إمكانية استعادة الاتفاق النووي الإيراني قبل أيام من تنصيب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وحذر روبرت مالي كبير المفاوضين الأميركيين من عودة طهران بمطالب غير واقعية، قائلا “هناك خطر حقيقي من أنهم يعودون بمطالب غير واقعية بشأن ما يمكنهم تحقيقه في هذه المحادثات”، في إشارة لجولة سابعة من محادثات فيينا. ويلاحظ من هذا التحذير إدراك واشنطن والعالم لطبيعة السلوك الإيراني في المراوغة النووية وسياسة الابتزاز والتلاعب بالالتزامات ، ومن ثم الخشية من استمرار تسريع الحكومة الجديدة في إيران عملية تخصيب اليورانيوم وزيادة كسب المعرفة التقنية النووية العسكرية ، وسط غياب المفتشين الدوليين عن مراقبة المنشآت النووية، مما قد يؤدي إلى مطالبات إيرانية إضافية في المفاوضات.