الإقتصاد

إدخر .. ولا تبسطها كل البسط

جدة – نجود النهدي

جولة أسبوعية جديدة في الأسواق بشأن فروقات أسعار بعض السلع ، واستطلاع آراء عدد من المستهلكين والمتخصصين في الاقتصاد والسلوك الإنساني ، حول ثقافة التسوق المتوازنة وأهمية تنشئة الأجيال على الوعي الاستهلاكي . وقبل تناول هذه الجوانب نشير إلى رصد فارق أسعار لمنتج نادك (كريمة) عبوة لتر ، حيث وجدناه في إحدى منافذ البيع بـ ٢٦.٩٥ ريال بينما في إحدى المواقع الالكترونية بسعر ١٩.٩٥ ريال.
بداية ترى عزة الغامدي ،أنه يوجد أمية اقتصادية لدى البعض ، يعكس ضعف الوعي الاستهلاكي وعدم الاهتمام بالمحافظة على المال وثقافة الادخار ، ويسهم في ذلك دور مشاهير “السوشيال ميديا” وتشجيع الدعايات الترويجية على الاستهلاك من خلال المواقع المنتشرة للتسوق عبر الانترنت لسلع من الخارج ، وفي النهاية تحويل المجتمع إلى أسواق استهلاكية.

من جهتها قالت “رهف أبو سبعة” إن القصور في الوعي الاستهلاكي موجود لدى كثير من الأفراد والأسر خاصة الذين لا يحاولون البحث عن المنتجات الرخيصة ويسرعون في إيجاد المقتنيات التي يريدونها دون العناء والبحث عن فرق السعر.


التوازن الاستهلاكي
ولمزيد من الضوء على الثقافة الاستهلاكية المجتمعية يقول المستشار النفسي والسلوكي ، عبده الأسمري: إن الثقافة الشرائية تمر لدى الإنسان بمنعطفات متعددة تبدأ معه من الطفولة والمراهقة ثم الرشد وهكذا. وفي البداية يعتمد الطفل على غيره في توفير احتياجاته وتظل ثقافته محدودة ومنعدمة في الأغلب إلا في حالة أن تقوم الأسر بتعليم أطفالها أهمية تقنين المصاريف في وسطية واجبة تمنع البخل والإسراف، وهذا أمر هام وأتمنى هنا على الأسر أن تربط الثقافة الشرائيةً بسلوك الأبناء من خلال توجيه سلوك العيش في شراء الضروريات، والحرص على مقتنياتهم حتى لا يتم شراء أغراض أخرى تزيد عن الحاجة ، وايضاً تعليمهم البعد عن تقليد ومحاكاة ما ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي من تصوير الأغراض الشخصية والولائم والوجبات وغيرها حتى تكبر معهم سلوكيات نافعة تعكس ثقافة شرائية تعتمد على التعامل مع متطلبات الحياة بالاتزان والتوسط دون بذخ أو بخل.
ويختتم الأسمري رأيه ، بأن على الأسر أن تنمي ثقافة الشراء الإيجابية بين أفرادها وأن ترتفع بسلوكهم والتعامل الأمثل مع متغيرات الزمن حتى يظل سلوك الإنسان متوائما مع إمكانياته وظروفه ، وأن يكون لديهم خطط استباقية لصناعة المستقبل لهم من خلال الادخار والعيش باتزان وفق المعطيات في الحالة المادية والمطالب الاضطرارية التي تتطلبها الحياة اليومية حتى لا تتأثر الحالة المادية سلبا وتؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية.

روشتة تسوق
في السياق يحدثنا المستشار الاقتصادي أحمد الشهري،عن السلوك الشرائي الصحيح ، ويقول إن الأسرة عليها إدارة شؤونها المالية بطريقة ترفع وتعزز من المسؤولية المالية من خلال الاعتماد على منهجية ذهنية بسيطة توزع الدخل على مجموعات وتصنيفات تحتاجها الأسرة، مثل ميزانية الطعام والشراب والسكن ومصروفات الوقود وفواتير الخدمات وكذلك الترفيه والأكل خارج المنزل ، وغيرها من مصاريف غير دورية مثل رصيد الطوارئ ومصاريف المدارس. ويوجز الشهري أهم الممارسات الإيجابية التي تحسن من ثقافة الشراء الجيدة:
أولا : شراء المنتجات الجيدة يوفر عليك المال، فغالبا أن المنتجات الرديئة تؤدي الى خسارة تكرار الشراء.

ثانيا : تجنب شراء السلع مرتفعة السعر ما لم تكن لديك فوائض مالية عالية مع توفر مسكن وسيارة ووضع مالي مريح.
ثالثا: لكل منتج بديل فأبحث عن البدائل ولا تقع في فخ مسميات بعينها دون وعي.
رابعا: عود نفسك على استخدام عادتي التذكر والتدوين عند الشراء الشهري للأطعمة والأغذية وتجنب الشراء في الأوقات التي تشعر فيها بالجوع أو السعادة المفرطة ، فهي عوامل نفسية تؤدي الى شراء كميات أكبر او منتجات قد لا تكون حاجة لها فعلياً.
خامسا: تقدم الشركات عروض أقل من الأسعار السائدة طوال العام ولهذا يمكن الاستفادة منها وبشرط أن يكون لها احتياج حقيقي.
سادسا: ثقافة الشراء عبر مواقع الإنترنت الموثوقة محليا او عالميا تعد من أفضل أساليب الحصول على أسعار ملائمة بالإضافة إلى أهمية البحث عن “أكواد” التخفيضات التي تقدمها الشركات الكبرى وبشكل خاص العالمية، وأخيرا : تعد ثقافة الادخار معيار الوعي بثقافة الشراء بحكمة وتبصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *