مُنذ بداية نشأة الحياة والفرد منا له الادوار الاساسية في بناء المجتمع ونهضته وحيويته، إذ اننا لا نستطيع ان نعيش في عزلة عن الاخرين بل نحن جزء من الكل. ومما لا شك فيه ان المغادرة هي الترك والابتعاد عن كل ما لا يوفر لنا سبل الراحة الصحية في علاقاتنا مع الاخرين.
ان تكوين العلاقات الناجحة يضمن للفرد الزيادة في انتاجيته ونجاحه اذ ان العلاقات تؤثر ايجابا على انتاج الفرد فيتلقى الدعم والتحفيز من محيطه الصحي وينعكس سلوك الفرد على بناء مجتمعه الصحي المتكامل.
يكسب الفرد في علاقاته الصحية الامان والملجأ والاعتماد المتبادل واذا لم يكن هناك تبادل فهذا يسبب الخلل في العلاقات ويتغير مسارها الى علاقات سامة وما تلبث الا وتتسرب على الى العقل والذي يترجم التصرفات التي ستأخذ مساراً سلبياً بحتاً.
تتحول العلاقات الى علاقات سامة جداً اذا قدمنا فيها التنازلات باستمرار وقوبلنا بعدم التقدير فيصبح الاستنزاف اعلى من مستوى الاعتدال ويصبح الاستغلال فيها اقوى من التبادل فيشعر الفرد منا بالضجر الذي يقود الى ردود الفعل الانفعالية والابتعاد عن اداء دوره المجتمعي.
أهم لبنة في بناء العلاقات هي بناء مساحة الامان التي تضمن لنا استمرارية علاقاتنا والصدق وتقبل الاختلاف وضبط الذات وتفهم مشاعر الاخر والاحترام المتبادل واذا لم تتوفر هذه الاساسيات في اية علاقة من علاقاتنا فعلينا ان نغادرها سريعاً قبل ان تغادر معالم الحياة منا.
التوافق الفكري والتكامل بين الافراد يضمن استمرارية علاقاتنا الصحية.