لم يخف البنتاغون قلقه من التجربة الناجحة للنظام الصاروخي الروسي الجديد من طراز “تسيركون” مؤخراً
وهو الأمر ذاته الذي عبر عنه حلف شمال الأطلسي “الناتو” لا سيما في ظل تصاعد توتر العلاقات مع موسكو.
فما هي مواصفات تسيركون؟
الفرقاطة الروسية “الأميرال غورشكوف” أطلقت مؤخراً بنجاح، صاروخاً من طراز “تسيركون” فرط الصوتي، وذلك على هدف أرضي، على ساحل بحر بارنتس، شمال شرقي النرويج والجزء الأوروبي من روسيا.
وتمكن الصاروخ “تسيركون” من إصابة الهدف مباشرة، وذلك عبر مسافة تفوق الـ 350 كم
طبقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية كشف في الوقت نفسه عن أن الاختبار الأخير تم من خلاله التأكد
من خصائص الصاروخ (الذي حلق بسرعة 7 ماخ التي هي وحدة قياس سرعة الصوت) من الناحية التكتيكية والفنية.
تجربة جديدة
ونشرت وزارة الدفاع الروسية عبر حسابها بموقع “تويتر” فيديو يُظهر جانباً من التجربة الناجحة لإطلاق الصاروخ، من عدة زوايا مختلفة.
وبحسب تقرير نشره موقع”ذا ناشيونال إنترست” الأميركي، فإنه بعد جولة الاختبارات الجديدة
التي خضع إليها الصاروخ الروسي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، فإنه “يقترب خطوة جديدة من الاستعداد القتالي” ودخول الخدمة.
ووفق التقرير نفسه، فإنه تم إطلاق “تسيركون” عدة مرات (4 مرات على الأقل) وذلك من الفرقاطة “الأميرال غورشكوف”
منذ بداية العام الماضي 2020، وقد نجح في إصابة أهداف برية وبحرية على حد سواء، وذلك على مسافات تتراوح بين 350 و500 كم.
أبرز التقرير مواصفات الصاروخ الروسي، الذي وصفته مجلة “بايجياهاو” الصينية في وقت سابق بـ “الوحش” نظراً لقدراته الهائلة
بالإشارة إلى كونه صاروخا مجنحا قادرا على الوصول إلى سرعات تصل إلى 9 ماخ.
ولا يزال المدى التشغيلي غير واضح، وتتراوح التقديرات بين 1000 و2000 كم على حسب الظروف المحيطة بالاشتباك.
مدى الصاروخ
ونقل التقرير عن أحد المطلعين في مجال الدفاع تقديراته بشأن مدى الصاروخ، الذي قال إنه يصل إلى 1500 كم تقريباً بالنسبة للأهداف الأرضية، وأقل قليلاً في حالة الأهداف البحرية.
وأفاد بأنه “على ما يبدو أن تسيركون لديه القدرة على تهديد مجموعات حاملة الطائرات البحرية الأميركية وتعريضها للخطر
عبر إعاقة هذه التشكيلات بشكل كبير بسبب مدى فعالية الصاروخ الروسي الجديد”.
الصاروخ، القادر على الوصول لأهداف على البر وكذلك على سطح الماء بفعالية مماثلة
من المقرر أن يخضع لاختبارات وتجارب طيران في النصف الثاني من شهر أغسطس، وذلك عبر غواصة سيفيرودفينسك.
وقال التقرير إن “اختبارات الذخيرة الحية من الغواصات هي الخطوة الرئيسية التالية على طريق تسيركون للاستعداد القتالي
ذلك أنه من المتوقع أن يحتل الصاروخ مكانة بارزة في قدرات الغواصات الروسية الجديدة من فئة ياسن من غواصات صواريخ كروز التي تعمل بالطاقة النووية”.
وأشار إلى عدة تجهيزات أخرى محتملة للصاروخ الروسي “قيد الإعداد”، لكن هذه التطويرات “غير مؤكدة حتى الآن” بالنسبة للصاروخ (الذي يمكن له حمل رؤوس نووية).
كما سلط التقرير الضوء على سعي موسكو لتزويد غواصاتها والطرادات والفرقاطات البحرية بصواريخ تسيركون.
دخول الخدمة
واختتم التقرير بالإشارة إلى موعد دخول الوحش الروسي الخدمة: “أخبر عاملون في صناعة الدفاع وسائل الإعلام الحكومية
الروسية في وقت سابق من هذا العام بأنه من المتوقع أن يدخل الخدمة في النصف الأول من العام 2022، في انتظار نجاح تجارب الغواصات القادمة”.
وبتلك المواصفات الاستثنائية يعتبر “تسيركون”، الذي يطلق عليه أيضاً اسم زيركون، من أبرز الأسلحة التي طوّرتها روسيا
وقد حظي بإشادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لدى أول تجربة إطلاق له في العام 2020، عندما وصف تلك التجربة آنذاك بـ “الحدث العظيم”.
وبعد التجربة الناجحة الأخيرة للصاروخ قبل أيام، توالت ردود الأفعال، بدءًا من البنتاغون، الذي عبر الناطق باسمه، جون كيربي
عن القلق من أن تؤدي تلك الصواريخ الروسية إلى زعزعة الاستقرار وتشكل خطراً واسعاً، لا سيما مع إمكانية حملها رؤوس نووية.
وسارعت موسكو للرد على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف،
الذي قال إن واشنطن “انتهكت مبدأ تكافؤ الفرص” وهو الأمر الذي دفع بالجانب الروسي إلى السعي لاتخاذ تدابير من أجل الحفاظ على مبدأ التكافؤ.
وفي وقت سابق، وتحديداً في العام 2019 هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
حال نشر أميركا أسلحة نووية متوسطة المدى في أوروبا، بنشر “صواريخ أسرع من الصوت” على سفن وغواصات روسية، وذلك في ظل التوتر مع الولايات المتحدة.