جدة- نجود النهدي
يتواصل الدور التاريخي والاجتماعي السعودي في خدمة ضيوف الرحمن ودور المملكة في استقبال الحجاج وتوجيههم بمناسك الحج وتأثر الحجاج وتأثيرهم الاجتماعي أثناء عملية الطوافة، حيث تبرز القيم العظيمة للعالم بهذه الرسالة العظيمة التي أنعم الله بها علينا، حيث يستبشر أبناء المملكة العربية السعودية وأهالي مكة خاصة بوصول أفواج الحجاج في رحلة إيمانية تستقبل بالترحاب والمحبة لضيوف الرحمن.
وفي هذا الصدد قالت المطوفة إيمان باشا لـ”البلاد” أن المطوفة السعودية اثبتت جدارتها في العمل المناط بها ، لافتة إلى أنها نشأت في منزل يمتهن الطوافة حيث أن والدها والدتها مطوفان .
واستطردت أن العمل النسائي بالحج له دور كبير في توعية القادمات للحج من مختلف بلدان العالم ، لافتة إلى أنها بدأت هذه المهنة العظيمة منذ الصغر ونحن تربينا على خدمة الحجاج مع الوالد ــ رحمه الله ـــ حيث كنا نساعد الأهل بتقديم لهم كل سبل الراحة لضيوف الرحمن، وتحضرني هنا قصة إمرأة قدمت للحج شاهدتها تبكي لفقدان جنينها وقد تأثرت كثيرا لذلك الموقف وقمت بمواساتها حتى تبدد حزنها .
وفي سؤال عن توريث مهنة الطوافة قالت: يتم توريث المهنة عبر الأجيال؛ التوريث منذ القدم حيث كرم الله أهل مكة المكرمة بخدمة الحجاج فكان أجدادنا يسافرون من أجل انهاء اجراءات الحجاج وقدومهم إلى المملكة في رحلة شاقة، وبعد عودة الحاج إلى بلاده فإنه يحكي ذكرياته إلى اهله وجيرانه ومعارفه عن مستوى الخدمة التي حصل عليها ،
وبعد وفاته يقوم أبناؤه بتكملة المسيرة، وهناك علاقات وثيقة بين الاسر التي تمتهن الطوافة. وعن عدد المطوفات المكلفات بخدمة ضيوف الرحمن قالت: عدد المطوفات يبلغ 2900 مطوفة ومنذ عقود مضت كانت كل عائله تستقبل الحجاج الذين تعرف لغتهم ، وعائلتنا درجت منذ القدم على استقبال وخدمة الحجاج الأتراك.
وفيما يتعلق بأبرز المواقف التي لا زالت تستحضرها عن خدمة الحجاج قالت: أذكر إننا في احد السنوات كنا في استقبال حجاج من المغرب في احد الفنادق واعددنا احتفالية تقليدية بالورد وماء زمزم وقد أعجب الحجاج المغاربة بهذا الاحتفال وكانوا يلهجون بالثناء على الخدمات المتميزة التي حصلوا عليها وأكدنا لهم أن جميع الحجاج يحظون بمثل هذه الخدمات ، ودوما نسمع الدعوات الصادقات من حجاج بيت الله الحرام وهم يغادرون إلى بلدانهم بعد أداء مناسك الحج في سهولة ويسر.
