جدة – البلاد
احتفل الإيطاليون بشكل جنوني بعد عودة منتخبهم إلى أرض الوطن حاملا كأس أوروبا، التي حققها بكل جدارة ودون أن يتذوق طعم الخسارة، بقيادة المدرب المحنك روبرتو مانشيني.
فقد امتلأت شوارع العاصمة روما بالجماهير، وكان الحال مشابها في أغلب المدن الإيطالية التي لم تنم ليلة النهائي الذي حبس الأنفاس.
اعتمد مانشيني على توليفة من لاعبي الخبرة والشباب، يقودها المدافعان المخضرمان جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي، وتألق معهما الحارس دوناروما خصوصا في نهائي ويمبلي.
كان كيليني وبونوتشي ثنائي يوفنتوس الناجيان الوحيدان من نهائي كأس أوروبا 2012، عندما سقطت إيطاليا برباعية مذلة أمام إسبانيا، وقال القائد كيليني: “رغبة إعادة البناء كانت هائلة. نجحنا في تحويل خيبة الأمل إلى شغف ورغبة بتحقيق الأفضل”.
وتابع: “ما حققناه في آخر ثلاث سنوات بمثابة الحلم. ما زرعه المدرب في رؤوسنا أصبح حقيقة. عندما طلب منا المدرب أن نفكر في إحراز اللقب اعتبرنا أنه مجنون”.
صنع الثنائي تاريخا مشتركا مع يوفنتوس الذي سيطر لنحو عقد على الدوري الإيطالي، قبل أن ينزله إنتر عن عرشه الموسم المنصرم، باستثناء فترة وجيزة انتقل فيها بونوتشي إلى صفوف ميلان.
يقول بطل العالم السابق عام 2006 أندريا بارتسالي، ثالث مدافعي يوفنتوس مع الثنائي العملاق قبل اعتزاله في 2019: “كيليني وبونوتشي وحشان، رائعان. هما نواة المنتخب الوطني. يلعبان على أعلى مستوى. وعندما تحتاج لأحد، يقوم بالصراخ فهما حاضران”.
وقد وصفهما المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بأنهما الثنائي القادر “على تقديم دروس في الدفاع في جامعة هارفارد”، بعد خسارة فريقه السابق مانشستر يونايتد في دوري الأبطال في تورينو.
قال بونوتشي الجمعة الماضي: “إطراءات مورينيو تسعدنا، تجعلنا نفكّر في العمل الجيد الذي قدّمناه في مسيرتنا”.
لم يكتف بونوتشي بأدواره الدفاعية، إذ سجل هدف التعادل لإيطاليا في النهائي الذي أوصل “سكوادرا أتزورا” إلى ركلات الترجيح. وفي الهدف الناتج من ركنية، شارك كييليني بتشتيت الدفاع الإنجليزي قبل أن تصل الكرة إلى توأمه الدفاعي.
الكأس لن تبقى هنا قال بونوتشي بعد الفوز: “هذا رائع. عندما نقدّم كل شيء نجد القوة. أشكر المدرب والرئيس (الاتحاد) والجماهير. هذه الكأس مستحقة”.
وتابع: “الكأس لبلد عانى صعوبات عدّة، نحن سعداء جدا. الكأس عائدة معنا ولن تبقى هنا”.
أما كيليني الذي رفع كأس هنري دولوني، فعانى إصابات أبعدته عن مباراتين في النهائيات الحالية، تاركا المساحة لفرانتشيسكو أتشيربي.
بدت شراسته واضحة، عندما أمسك قميص بوكايو ساكا وأنزله على الأرض على غرار مباريات المصارعة، عندما حاول لاعب آرسنال الانسلال على الجهة اليمنى في توقيت حساس من المباراة.
كان كيليني قد أقر عشية النهائي أنه يستمتع بكل لحظة من نهاية مسيرته.
نجح الثنائي في إيقاف البلجيكي روميلو لوكاكو، وانتزاع التأهل من إسبانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي، قبل حرمان هاري كين ورحيم سترلينغ من التسجيل في النهائي أمام 67 ألف متفرج، معظمهم من الجماهير الإنجليزية.
وبعد ملاحم كيليني وبونوتشي، حان وقت حارس عرينهما دوناروما ليتألق ويصد ركلتين ترجيحيتين، مانحا المنتخب الأزرق فرصة الاحتفال الجنوني.