متابعات

مكافحة الفساد حماية المال العام والمجتمع

البلاد ــ مها العواودة ــ رانيا الوجيه ياسر بن يوسف ــ مرعي عسيري

فيما تترجم هيئة الرقابة ومكافحة الفساد من حين لآخر جهودها في مكافحة الفساد على أرض الواقع وتضرب بقوة لحماية النزاهة وحماية المال العام وصحة أفراد المجتمع ، أجمع مختصون أن مكافحة الفساد باتت سمة بارزة وهدفا تعمل الجهات المختصة لاستئصاله ، لافتين إلى أن التزوير يندرج ضمن السلوك “السيكوباتي ” المضاد للمجتمع فالعامل الأساسي لمزاولة هذه الجريمة هو الطمع والبحث عن الثراء السريع ، وأن التزوير طريقة يتخذها شخص ما ليغش بها آخر وتعتبر جريمة محرمة شرعا كونها مخلة بالشرف والأمانة، لذا فإن فاعله يعاقب بعقوبة تعزيرية قضى بها نظام مكافحة التزوير، موضحين إلى أن للتزوير ثلاثة أركان تتمثل في التحريف المادي واحتمال الضرر والقصد الجنائي.

وتابعوا أن الحصول على إجازة مرضية بطرق متحايلة مخالفة للنظام الجزائي لجرائم التزوير وذلك بتضمين المُحَرَّر وقائع غير صحيحة وجعلها تبدو وقائع صحيحة، مما يستوجب معه تطبيق العقوبات على مصدر هذا المحرر المزور -التقرير الطبي-، ومن استعمله كذلك وهو يعلم بتزويره ، لافتين في الوقت نفسه إلى إن التقارير المخادعة تعد من جرائم التزوير في المحررات، وهي واحدة من أكثر الجرائم خطورة، لأنها تؤدي إلى الإخلال بالثقة اللازم توافرها في هذه المحررات وأن للتزوير طرقا عدة، منها تزوير التقارير الطبية، التي تعد وسيلة للتهرب من الحضور وتحمل المسؤولية، خاصة تلك التي تتضمن توصية بإجازات مرضية، حيث يهدف مدعي المرض، الحصول على إجازة مرضية دون وجه حق، لذا فقد وضع النظام الجزائي لجرائم التزوير حداً للإجازات المرضية الوهمية.


وإستطردوا أن هذه التقارير والإجازات المرضية المخالفة للحقيقة صنفت ، من جرائم التزوير المعاقب عليها نظاما، ويعد مصدرها والمنتفع بها مرتكبا لجريمة جنائية توجب بحقه العقوبة المقررة نظاما.


وأكد الخبير العسكري المتخصص بالدراسات الاستراتيجية والأمنية اللواء عبدالله غانم القحطاني للبلاد أن استراتيجية المملكة ملاحقة الفساد والرؤية الوطنية التي يقودها سمو الأمير محمد بن سلمان وضعت في مقامها الأول محاربة الفساد والمملكة مستمرة ولن تتراجع.
وقال “ما يسعدنا كمواطنين هو أن هذه الجهود في ملاحقة الفساد والقضاء عليه تؤتي ثمارها وهذه حقيقة حاصرت الفاسدين وحطمت عروشهم ومنعت مبادرات الفساد أن يكون لها أي دور.
مؤكدا أن المملكة العربية السعودية أصبحت قيادة وشعبا ومؤسسات يضعون ضمن اولوياتهم واستراتيجيانهم القضاء على الفساد حتى المواطن العادي أصبح على علم أن الفساد غير مسموح به ابدا لا من موظف صغير ولا كبير ولا من وافد هذه اصبحت قناعة وطنية وبالتالى نجحت الدولة في إرساء هذه الإستراتيجية وليس أدل على ذلك من القوائم التي تعلن بين الحين والاخر باسماء ومسميات وأماكن قضايا الفاسدين بكل شفافية قلما نجدها في العالم من يضع الفساد كاولوية وهذا يعطي دليلا أن المملكة ماضية في هذا الطريق في مكافحة الفساد والجهات المسؤولة تتصدي للفساد بكل نجاح وتوسع دائرة التصدي في كل مكان ومحاصرته كما يتم فتح ملفات ويعاد التحقيق فيها والبحث عن معلومات ومعرفة شخوصها ومحاسبتهم حتى وإن تقدم به العمر لافتا إلى أن المملكة ستحصل على مرتبة متقدمة جدا بالنسبة لدول العالم قريبا.

سلوكيات سلبية
من جانبه قال الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن العساف أستاذ الإعلام السياسي “صاحب ميلاد وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من السلوكيات السلبية التي استفادت من إمكانيات هذه المستحدثات الاتصالية وتحويلها لأداة للنصب والاحتيال لذا تعددت أساليب المحتالين وبائعي الوهم التي جعلت من المواطن الذي يصدق ويثق بها فريسة للوقوع في شباكها لتحقيق مكاسب مالية بدون وجه حق، ولا ابالغ إذا قلت إننا في كل يوم تقريبا نقرأ ونسمع عن عمليات النصب التي تتم على شبكات التواصل الاجتماعي ولعل أبرزها انتحال صفة: شخصية أو اعتبارية، كمن يزعم أنه المحامي أو الطبيب أ مندوب البنك مثلا. بيع سلع مجهولة المصدر أو منتهية التاريخ تحت إغراء الثمن المخفض، تزوير أوراق رسمية وشهادات صحية وعلمية وكتابة أبحاث وهذه تنشط في فترة الدراسة، وتبحث عن الأساتذة والطلاب وتعلق على مشوراتهم دون خجل أو خوف بإعلانها عن خدماتها المحرمة.
مشيرا في الوقت ذاته أن عمليات النصب والاحتيال على شبكات التواصل الاجتماعي تستهدف الجميع في كل الدول، لكنها تركز على بعض الأعمار ومستويات الدخل لذا يحتاج الجميع إلى معلومات عن كيفية التعرُّف عليها وتفاديها.
مؤكدا أن الوعي والثقافة عاملان للمواجهة فالتربية الإعلامية الناقدة مهمة، وعلى شركات التقنية العالمية مسؤولية تجاه المستخدمين، فتقنية الذكاء الاصطناعي والخوارزميات قادرة على اكتشاف وتتبع بعض الكلمات والحسابات وإغلاقها.
ومن هنا يجب أن أؤكد مرة أخرى على ضرورة أن يكون هناك بناء للوعي الذي يحتاج إلى سنوات مع التزام كافة مؤسسات هذه المجتمعات بالعمل في منظومة متكاملة لمواجهة نقص الوعي، بالإضافة إلى التشريعان والقوانين الصارمة والتعاون بين الدول في القضاء على هذه الظاهرة، ومعاقبة مرتكبها.


أشكال متعددة
في السياق قال اللواء الركن الدكتور شامي محمد الظاهري قائد كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة ، رئيس هيئة ادارة القوات المسلحة سابقاً إن للفساد أشكالا وأنواعا متعدده كالرشوة والاختلاس والمحسوبية والابتزاز وغيرها ، والفاسدون في جميع الدول والأوقات يتفننون وتتعدد طرق وأساليب فسادهم فتارة يعدون الرشوة بأنها هدايا ، وتارة أخرى بأنها عمولة تعطى لهم جزاء جهودهم ، ويتفننون في الطرق والأساليب التي يبررون بها فسادهم في إختلاس وتبديد المال العام وإستغلال النفوذ الوظيفي في تحقيق مصالحهم الخاصة والإثراء غير الشرعي.
وتابع” أشادت المنظمات الحقوقية والصحف المحلية والعالمية بدور المملكة العربية السعودية في مكافحة الفساد بجميع أشكاله وألوانه وأنواعه واعتبرت ما قامت به المملكه نموذجاً يقتدى به من جميع الدول الاقليميه والدوليه”.


آفة المجتمعات
المحامي والمستشار الشرعي والقانوني القاضي بديوان المظالم سابقاً الدكتور فيصل بن سعد العصيمي قال لاشك أن الفساد آفة المجتمعات ، ولذا حرصت المملكة العربية السعودية على محاربته من خلال انشاء جهات ادارية مستقلة ممثلة في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ، والتي انضمت إليها مؤخراً بعض الجهات الحكومية المساندة كهيئة الرقابة والتحقيق سابقاً ، والمباحث الادارية سابقاً ، لافتا إلى أن المجتمع السعودي يشهد جهود تلك الهيئة في محاربة الفساد ، والتصدي له بشتى صوره وأشكاله ، وملاحقة المفسدين مهما تطورت وسائلهم وتنوعت أساليبهم ، كما نلحظ جهود الجهات المختصة لا تقتصر على ملاحقة الفاسدين بل يرى المجتمع الجهود المبذولة في التوعية والتحذير والتوجيه ، ومعالجة الفساد قبل وقوعه وبعد وقوعه.

الصحة العامة
وفي سياق متصل قال رئيس لجنة المحامين والموثقين المحامي والمستشار القانوني بدر بن فرحان الروقي بمكة المكرمة ان التحركات الامنية التي تقوم بها مكافحة الفساد تتطور وتتوسع لتطال قضايا رشوة وتزوير وغسيل اموال في قضية واحدة وهذا ما اسفر عنه موخرا القبض على عدد من المتهمين بتلاعب في الحالة الصحية من غير محصن الى محصن وتأتي هذه الجهود للحفاظ على الصحة العامة داخل الاراضي السعودية وايضا على الحفاظ على المكتسبات التي حققتها المملكة في التصدى لجائحة كورونا فقد مر الوطن بوقت صعب خسر فيه المليارات للحفاظ على الصحة العامة . ثم يأتي اناس متأثرون بعقيدة ( الشائعات ) عن اللقاحات لينصبوا الفخاخ عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على اموال بحجة ( اثار اللقاح السلبية ) وانهم يقدمون خدمة لضحية بتحويل حالة الصحية الي محصن ولا يعلم الاخير انه ضحية ( لجامعي الاموال ) عن طريق الترهيب ونشر الشائعات .
اما عن ضبط مواقع التواصل الاجتماعي محليا ممكن فمهما تطورت ادوات الجريمة فالاجهزة الامنية تتطور يوما بعد يوم ولكن المشكلة الاعظم من التحرك الخارجي عبر مواقع التواصل الاجتماعي فسابقا نسمع عن المسابقات الوهمية وبعدها عمليات التداول الوهمي والان مع جائحة كورونا صرنا نشاهد عمليات نصب مرتبطة بخوف الناس من الجائحة وكثرة الاشاعات والجهود الكبير التي تبذلها الدولة في محاربتها والقضاء عليها من جذورها ولله الحمد.

اجتثاث الفساد
ويرى المستشار القانوني ماجد بن ظافر الأحمري الجهود المبذولة من قبل رجال الدولة وهيئة مكافحة الفساد في ملاحقة هذه الشريحة التي تسيء لمجتمعنا وتستغل وظائفها بشكل او باخر ونحن نقف ونساند ولاة الامر في القضاء على هذه الشريحة واتوجه بالشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان ونشكر نزاهة على كل الجهود التي تقدمها في الكشف عن لصوص المال العام ومكافحة الفاسدين وخطوة تلوى خطوات للأمام نحو اجتثاث الفساد الذي يعطل تنمية المجتمع. لا بد من ضمان نماء ناصع ونظيف لا مكان فيه للفساد والمحاباة والإثراء غير المشروع وحماية النزاهة ومكافحة الفساد جهد وطني متكامل يشارك فيه الجميع انطلاقاً من أن الفساد خطر عام يتعين مواجهته، والشفافية التي تتعامل بها هيئة مكافحة الفساد تسهم في رفع الأداء والجودة وما يتم إعلانه من حين إلى آخر محل ترحيب وتقدير من كافة قطاعات المجتمع وبخاصة المجتمع الاقتصادي ورجال الأعمال والعقوبة الرادعة من خلال المحاكم أسرع أداة للتصدي للفساد.

سلاح ذو حدين
قالت المحامية والمحكم التجاري رباب احمد المعبي مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ، وتعتبر مصدرا اساسيا للمروجين والمعتدين لاستقطاب الفريسة لاي جرم كان ، فتعاون المواطن مع الجهات المعنية هام جدا حيث يعتبر الرقيب على المخالفات فالمواطن الجندي للاول للوطن ، ولذلك اهمية ايجاد آلية لتوثيق الحسابات الوطنية او تخصيص خدمة تشابة خدمة معروف لتوثيق الحسابات بالتعاون مع ادارة مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تظهر علامة مخصصة لحسابات المواطنين.


خطة متكاملة
ويوضح دكتور أنور عشقي رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالشرق الأوسط في مدينة جدة بقوله:
تعتبر حملة الفساد مبنية على خطة متكاملة لا يمكن أن تنتهي في يوم أو يومين ولكن كقاعدة عامة جميعنا نعلمها أنه لايمكن القضاء على المفسدين ولكن يمكن التخفيف من عمليات الفساد التي تحصل ، حيث أن الفساد كان موجوداً في كل العصور وبالضرب على يد الفاسد نقلل من عمليات الفساد أيضا التنظيم الجيد والإدارة الجيدة خاصة في عصر الحاسب الالي والتقنية والثروة المعلوماتية كفيلة بتخفيض نسب الفساد في الدولة، الطريقة التي تعمل على التصدي للفساد ومواجهة الفاسدين طريقة جيدة ولكن تتطلب تعاون المواطنين مع جهاز مكافحة الفساد من خلال تبلغيهم واخبارهم عن أماكن الفساد والمفسدين حيث لو كان الجميع يتعاونوا مع بعضهم حيث نستطيع القضاء علي كل أنواع الفساد.


ضحايا الخداع
ويعلق الخبير الإعلامي ومدير النشر الإلكتروني خالد صايم الدهر موضحا: وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين فالحد الاخر يقوم بالعمل على الاستغلال بشكل خاطئ مما أدى الى وجود ضحايا للخداع والوقوع في فخ الفساد ، من خلال الغش في بعض المنتجات وهو أمر خطير جدا، والان مع وجود قسم الجرائم الإلكترونية ومراقبة الدولة لهؤلاء المشاهير أصحاب الملايين من المتابعين، الذين يقعون ضحية خداعهم، لذلك أصبح هناك رقابة ومحاسبة ، والأهم من ذلك البحث عن كيفية توعية الناس ومعرفتهم بأن ليس كل موضوع يطرح على وسائل التواصل الاجتماعي هو صحيح ، بالإضافة الى دور الإعلام والإعلاميين ودورنا كمثقفين في توعية المتلقين وأن يتوجهوا للجهات الرسمية في حال تم تعرضهم للنصب او الغش والفساد، و للقضاء على الفساد بجميع أنواعه هو دور مشترك بين الجهات المعنية والمواطن والإعلامي ومجهود متكامل بين افراد المجتمع.

وتحدثت الكاتبة اسماء الغابري قالت: شهد ملف مكافحة الفساد في السعودية تطوراً ملموساً انعكس على جهود الإصلاح التي تشهدها المملكة في إطار عملية التحديث والعصرنة التي طالت جميع مفاصل الدولة ضمن «رؤية 2030»، منذ موافقة مجلس الوزراء على تنظيم هيئة لمكافحة الفساد، وتعزيز مبدأ الشفافية ومواجهة الفساد المالي والإداري بشتى صوره.

ويقول موسى علي العسيري الخبير في الإدارة والموارد البشرية أن جانب مكافحة الفساد في السعودية شهد تطورًا ملموسًا للتعامل مع مرتكبيه، وأضحى السعوديون يفاخرون بالجهود المبذولة في مكافحة الفساد كمنجزات هامة مستلهمين من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- في عبارتة الشهيرة “أن المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه لأحد ولا تعطي أياً كان حصانة في قضايا الفساد، والتي جعلها واقعًا ملموسًا، بالإجراءات التي اتخذها لمكافحة الفساد.

التقارير والإجازات المرضية

صنفت هذه التقارير والإجازات المرضية المخالفة للحقيقة، من جرائم التزوير المعاقب عليها نظاما، ويعد مصدرها والمنتفع بها مرتكبا لجريمة جنائية توجب بحقه العقوبة المقررة نظاما، وتجدر الإشارة إلى أن الأنظمة، بينت أحد طرق التزوير، وهو التزوير المعنوي المتمثل في إثبات أمور كاذبة على أنها صحيحة أو معترف بها، ولم تقتصر العقوبة على مصدر التقرير فحسب، بل امتدت أيضا إلى من يستعمل هذا النوع من التقارير، إذ إن جريمة التزوير عمدية، يتكون الركن المعنوي فيها من القصد الجنائي العام المتمثل في انصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب جريمة التزوير، مع علمه بارتكابها، إضافة إلى القصد الخاص والمتمثل في استعمال المحرر المزور فيما زور من أجله».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *